الجميع يدرك ما يتعرض له العالم العربي من صعوبات ومخاطر تلم به وخطر محدق ينتظره .فمن حرب هنا وحرب هناك ،الى مجموعات إرهابية تقتل أبناءه سواء من العسكريين أو المدنيين ،والبلد التي لا يوجد بها حرب علنية يوجد بها حرب مخيفة تخيف وترعب السكان وتشكل خطورة كبيرة على السلم الأهلي .
نحن نعرف أن لدى كل دولة همها الذي لا تتحمله الجبال ،ونعرف أنه يؤثر سلباً على مستوى معيشة السكان وعلى قيام الدولة بواجباتها اتجاه التعليم والصحة ورخاء البلد ،لان معظم الموازنات تذهب لصالح المجهود الحربي لحماية البلد من الشر والأشرار .
لكن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية تريد أن تعرف مدى تأثير العرب مجتمعة بعد قمة الأردن على صناع السياسة والقرار في البيت الأبيض ،يقال في الحركة بركة وهذا هو المأمول بأن زيارة 3 من زعماء العرب الى واشنطن في شهر واحد يأتي أكله ،وتعود القضية الفلسطينية الى السطح وتبدأ الأمور تتجه الى مسارها الطبيعي وهو بدء الخطوات العملية باتجاه قيام الدولة الفلسطينية .
لا يعتب أحداً عل الشعوب العربية لأنها تنظر دائماً بسلبية اتجاه نتائج زيارات رؤساء وملوك العرب الى أمريكا ،لأن الملف الفلسطيني لم يحرك ساكناً منذ زمن طويل ،وإذا كان الأمر لا يتعدى مؤتمر أو بيان في البيت الأبيض يدعو الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول الى حل بينهم أو رؤية حل الصراع على أساس حل الدولتين ونقطة .
هذا النمط تعودت عليه الشعوب العربية ولا تجد فيه شيئاً جديداً ،لكن الذي يثير مشاعر السخط والغضب عندها هو استهتار الإدارة الأمريكية في مستقبل الأمة العربية من خلال عدم إجبارها إسرائيل على الرضوخ لصالح عملية السلام والتي على أثرها تقام دولة فلسطين .
إذا تكرر المشهد وبقي الحال على ما هو دون حل ،هذا يكون مبرر لدى المنظمات الإرهابية في الهجوم على كل قادة العالم العربي واتهامهم بالتواطىء وعدم الجدية في العمل لصالح القضية الفلسطينية وتحرير الأقصى الذي يتعرض الى تهويد ممنهج ومبرمج على مدار الساعة .
الوقت لا يسير بشكل جيد لصالح قوى الاعتدال في العالم العربي ،وهذا ناتج عن عدم جدية الإدارة الأمريكية في حل القضية الفلسطينية من خلال وقوفها اللا محدود مع دولة الاحتلال وغير آبهة بمستقبل الأمة العربية وما قد يتعرض له من أحداث جسام قد تدخل المنطقة في دوامة من العنف والدمار لا يسلم منها أحد في المنطقة والعالم .