انا حقا احتار في عقولنا وفي حرب التحرير التي نخوضها وفي ثورتنا وعلاقتنا بعدونا ولماذا فشلنا الى الان في تحرير ارضنا ولعلي اجد نفسي مدفوعا للكتابة على وقع ما اراه وما اسمعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مطالبات للثأر للشهيد مازن فقهاء وفي هذا المقام اقول
أولاً احذية الشهداء تاج على راسي أياً كانت فصائلهم فانا انظر الى قلوب امهاتهم لا الى امراء حركاتهم.
ثانيا...منذ متى كانت معركتنا مع المحتل معركة انتقام لشهيد فقط واني هنا اتساءل لماذا كل هذه الدعوات للانتقام للشهيد في الوقت الذي سقط فيه شهداء اخرين في مخيم العروب والجلزون ورام الله اليسوا جميعا متساوون في الشهادة والكرامة والدم والدين والوطن ووحدة المصير ...
ثالثا...اننا كشعب فرقته الفصائل ومصالح قادتها نجد انفسنا بين فريقين من ابناء شعبنا يسيطر كل منهم على مساحة من الارض ويعلن فيها حكمه ويفرض سيطرته وهو يعلم بان مفتاح هذه المدن والجغرافيا يمسك به جندي لم يبلغ العشرين من عمره ...
رابعا...ان غزة التي قاتلت طويلا ودفعت ثمنا باهظا من دماء فقراءها هي اليوم بحاجة الى تطبيب جراحها التي لا زالت تنزف
2500شهيد وعشرات ألاف الجرحى والبيوت المهدمة والفقر وتفشي البطالة والظلم بين ابناءها اضف الى ذلك الحصار الخانق عليها.
خامسا..لقد ارتقى الشهيد مازن فقهاء في مربع امني مغلق في غزة وفي مكان يكتظ بقيادات ومراكز امنية لحكومة غزة وللقسام وهنا اقول لماذا كل هذه العروض العسكرية في شوارع الفقراء في غزة وعندما احتاجكم الشهيد مازن فقهاء اكتشفتم اغتياله بعد ساعة من تنفيذ العملية واني اعلم انكم ستلقون القبض على من نفذ هذه العملية وقبل ان تعدموه حرقا اطلب منكم ان تسألوه
كيف ....ولماذا ....وبماذا ....خدعت جحافل جيش القسام وأجهزة امنه التي تسيطر حتى على منشورات توتير وفيس بوك لا تتفاجئوا ان اكتشفتم بانه فلسطيني غير متعلم وفقير وهذا اداة تنفيذ لا عقل تخطيط فتشوا بينكم وبين اجهزتكم وستعلمون بان دم الشهيد انما سقط بخيانة قتلت صلاح شحادة، الرنتيسي، والياسين من قبل....
سادسا....ارجوا ان تفهمونا ما معنى كلمة الانتقام وهل سقط شهيدنا في اثر خلاف شخصي مع عدوه ام انه تم اغتياله لأنه فلسطيني حاول الدفاع عن ارضه وعرضه ولماذا هذه الموسمية في الجهاد ...لماذا تخوضون حروبكم بعد ان يسقط شهداء ينتمون لفصيلكم ولماذا تعلنون حروبكم على كيان يهود صيفا وتعلنونها سلما في شتاءكم
اني أسألكم بالله عليكم جميعا هل تقاتلون لأجل دينكم ...فكم من يهودي دخل الاسلام على ايديكم....هل تقاتلون من اجل ارضكم كم شبر من ارضكم حررتم وهل تقاتلون من اجل شهداء شعبكم فلماذا لم تقاتلوا عندما سقط الفقراء في العروب ورام الله والجلزون ان انها مصلحة الفصيل تعلوا على منزلة الوطن واني اعلم بأنكم ستنتقمون لشهيد فلسطين مازن فقهاء ولكن حفاظا على صورة حزبكم لا من اجل ارضكم ودينكم وخير دليل على كلامي حروبكم السابقة كانت جميعها انتقاما لشهداء سقطوا من فصيلكم وانتهت باتفاقات بينكم وبين عدونا وعدوكم اوقفتم حربكم في خمسين يوما فقط ..فهل اعدتم لنا القدس وحيفا وهل حررتم غزة من فقرها وأزلتم سياج من الاشواك يحيط بها اني انتظر اجابتكم بني قومي واني احب شهداء هذه الارض ....ولتعلمونا بان الشعوب التي تقع تحت الاحتلال انما تقاتل لتزيل هذا المحتل عن ارضها لا لاجل ان تحسن من ظروف معيشتها
هل تذكرون الميناء والمطار التي انهيتم حربكم لأجلها بدأت معركتكم انتقاما لشهدائكم وأنهيتموها بمطالب تعلقت باقتصاد قادتكم
اريحوا انفسكم ولا ترهقوا شعبكم بالانتقام فالشهداء انما سقطوا ليس لأجلكم....
اذهبوا الى ابناء الشهيد مازن فقهاء وزوجته واخبروهم بان الشهادة في غزة افضل من العيش تحت ظل حكمكم وان اردتم ان تخوضوا حربا لتحرير ارضكم فاعلموا باني سأقبل ايديكم وجباهكم .....
قد يكون كل ما كتبت صوابا يحتمل للخطأ او خطأ يحتمل الصواب.....