تمرُّ علينا مناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، على امتداد أرض الوطن والشتات، والمنافي، والمرأة الفلسطينية كما الشعب الفلسطيني تتعرَّض لأبشع هجمة عنصرية استيطانية، استعمارية، احتلالية، في تحدٍ سافر للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة، لتدمير أي فرصة تُمكِّن الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه بالعودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس.

ومع فجر كل يوم جديد تتصدّى المرأة الفلسطينية إلى جانب شعبها للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تزداد عنصرية وهمجية في تهجير الفلسطينيين، بغية إيجاد واقع ديمغرافي يناسبها ويمكنها من الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، لصالح قطعان المستوطنين، إضافة إلى تهويد معالم القدس وطمس هويتها العربية بهدف إيجاد أغلبية يهودية،  إذ تتمادى إسرائيل في غيّها بإصدار مشاريع قرارات ملفّقة لمصادرة الأرض، وضمِّ الكتل الاستيطانية للكيان الصهيوني. كما لم يعد أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر بمنأى عن عدوانهم وعنصريتهم في محاولة لتهجيرهم، ناهيك عن تشديد الحصار على أهلنا في قطاع غزة والتهديد الدائم بشن حروب جديدة، في ظل صمت وتخاذل دولي وإقليمي خطير.

أمَّا على صعيد المرأة الفلسطينية في الوطن والشتات ومن موقعها التاريخي في النضال فهي ما زالت تواصل نضالها الوطني والاجتماعي، بما يضمن لها المشاركة الفاعلة حتى تكون مؤثِّرة وقادرة على تشكيل أدوات ضغط، لتفعيل دورها للدفاع عن حقوقها والارتقاء بوضعها في عملية التنمية الشاملة، وفي مواقع صنع القرار في مجتمع ديمقراطي تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص.

وفي مناسبة الثامن من آذار يؤكد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية على توجيه تحية النضال والمحبة  لنساء فلسطين الصامدات على أرض الوطن والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وكل مواقع اللجوء والمنافي. وندعو لإحياء يوم المرأة العالمي بالتأكيد على:

1. الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وقيادته الشرعية ممثَّلةً بسيادة الرئيس أبو مازن.

2. العمل على إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية، وتحصين وضع المخيَّمات على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي.

3. المشاركة في معارك التصدّي والمواجهة والمقاومة الشعبية، ضدَّ الاحتلال وسياسته العدوانية، والتمسُّك بعروبة القدس، ووقف التمدد الاستيطاني، ومصادرة الأرض وهدم البيوت.

4. إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد شطرَي الوطن، واستعادة الوحدة الوطنية في إطار الشرعية الفلسطينية.

5. مواجهة كل المحاولات الهادفة إلى إيجاد بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية التي اعترف بوجودها العالم  عبر نضال طويل  تعمَّد بدم الشهداء ومعاناة الأسرى لبلورة هويته الوطنية.

6. رفع الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفقاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

7. إطلاق سراح الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتدويل قضيَّتهم

8. مطالبة الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي بتطبيق القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وفي مقدَّمها قرار 194 والقرار 2334 الذي يدين الاستيطان ويدعو إلى وقفه، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المستمرة بحق شعبنا وتدويل قضية الأسرى وتجريم الاعتقال الإداري.

9. إقرار مشاريع القوانين التي تكفل حماية كاملة لفئات المجتمع كافةً، وإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة، مثل قانون حماية الأسرة من العنف، وقانون العقوبات، وتعديل قانون الأحوال الشخصية.

10. العمل على تطبيق قرار المجلس المركزي لزيادة تمثيل النساء في مؤسسات دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية بنسبة لا تقل عن 30%.

 المجد والخلود لشهيداتنا وشهدائنا،

الحرية لأسيراتنا وأسرانا الأبطال

التحية كل التحية للمرأة الفلسطينية والمرأة العربية ونساء العالم

وإنَّنا لعائدون