التقى أمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض برفقة وفد من قيادة الحركة سعادة النائب اللبناني سمير الجسر في مكتب الأخير في طرابلس، اليوم الخميس 2\3\2017.

وبحثَ الطرفان ما جرى من أحداث أليمة ومشبوهة في مخيَّم عين الحلوة وانعكاساتها على مُجمَل الوضع الأمني في لبنان.

وأشار فيّاض إلى أنَّ هذه الأحداث مشبوهة ولها ارتباطات خارجية والمتضرّر منها هو القضية الفلسطينية، ومَن يدفع الثمن هم أهالي المخيّم الذين باتوا يعيشون ظروفاً صعبة للغاية ولا تُحتمَل.

وأضاف فيّاض: "كلُّ الفصائل الفلسطينية أعلنت رفضها لما حصل  في عين الحلوة، وعلى كل المطلوبين الخروج من المخيّم لأنّه عنوانٌ من عناوين التمسُّك بحق العودة، ولن يكون ملاذًا لأيِّ خارج عن القانون اللبناني، وإلّا فسيتم تسليمهم للأجهزة الأمنية اللبنانية" .

ونوّه فياض إلى أنَّ الفصائل الفلسطينية كافةً أكَّدت تمسُّكها بتشكيل قوة أمنية مشتركة تعمل على ضبط الوضع الأمني في مخيّم عين الحلوة وواجبها تسليم أي مخلٍّ بالأمن للسلطات الأمنية اللبنانية عبر تنسيق عالي المستوى لأنَّ أمن المخيّمات من أمن لبنان، وثمَّن عاليًا الروح الأخوية التي عبَّرت عنها مجمل القيادات اللبنانية وخاصة النائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري التي سارعت إلى الدعوة إلى إضراب عام في مدينة صيدا رفضًا للاقتتال الدائر في مخيّم عين الحلوة وحقنًا للدماء الفلسطينية .

وأشاد فيّاض بالعلاقة المميّزة التي تربط بين الشعبَين اللبناني والفلسطيني بكل أطيافه، وأشار إلى أنَّ وجود الرئيس سعدالدين الحريري في رئاسة الحكومة يشكِّل دعمًا للقضية الفلسطينية، آملاً من حكومته العتيدة إعطاء أبناء الشعب الفلسطيني الحقوق المدنية والإنسانية، وفي مقدّمتها حق العمل وحق التملُّك، والتسريع بإعادة الإعمار في مخيّم نهر البارد، وإلزام الأونروا بمقرَّرات مؤتمر فيينا  .

وتمنَّى الطرفان أن تمر المرحلة القادمة بأقل الخسائر  على الأُمّة العربية في ظل وجود مشاريع خطيرة تستهدف كل الوطن العربي وفلسطين على وجه الخصوص ومشروعها الوطني الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس .

بدوره رأى سعادة النائب أنَّ كل ما يجري في المنطقة العربية يصب في مصلحة العدو الصهيوني، وأضاف: "المؤسف أنَّ الجميع قد تخلوا عن قضيتهم الجامعة، وهي قضية فلسطين، لذلك لا بد من العودة إلى الجذور التي تجمع، وتوجيه البوصلة باتجاه فلسطين ومحاربة العدو الحقيقي لأنَّه مغتصب الأرض ومدنِّس المقدسات".

وبخصوص مخيَّم نهر البارد، نوّه فيّاض إلى أنَّ "الإعمار قد أُنجِزَ للرزمة الخامسة، ولا تزال هناك ثلاث رزم،  ولكن يبقى الوضع  صعباً لعدم توفُّر فرص عمل لأبناء المخيَّم في ظل حالة الإغلاق وعدم إعطاء بدلات الإيواء للعائلات التي لم تعد إلى بيوتها بعد، وتقليص الأونروا لخدماتها العلاجية، لذلك عليها العودة إلى مقررات مؤتمر فيينا والالتزام بها لحين الانتهاء من إعمار مخيَّم نهر البارد" .

وأكَّد الطرفان ضرورة العمل من أجل  حماية أمن المخيَّمات الفلسطينية انسجامًا مع طموحات الأمن اللبناني لأنَّ أمن المخيّمات جزءٌ من أمن لبنان، وأهميّة استمرار السعي لدى الحكومة اللبنانية لإعطاء الفلسطينيين الحقوق المدنية والإنسانية وعلى رأسها حقّا العمل والتملُّك كأولوية، من أجل تمكينهم من العيش بكرامة لحين عودتهم إلى فلسطين.