تسلّم الرئيس محمود عباس، امس، رسالة من نظيره المصري عدلي منصور، شكره فيها على دعم ومساندة دولة فلسطين لإرادة الشعب المصري الذي خرج الملايين منه في 30 حزيران. واستقبل الرئيس مساء امس، الجنرال الأميركي جون آلن المبعوث الخاص للشؤون الأمنية فيما يتعلق بالجانب الأمني في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، واستقبل ايضا وفدا سويديا ضم برلمانيين من الأحزاب الثلاثة الرئيسية في البرلمان السويدي، وأعضاء لجنة القدس في السويد.
وتسلّم الرئيس عباس رسالة نظيره المصري في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، من وزير خارجية جمهورية مصر العربية نبيل فهمي، في أول جولة خارجية له للمنطقة.
وقال الرئيس المصري في رسالته مخاطبا الرئيس عباس: "إنكم كنتم في طليعة المؤيدين لتطلعات الشعب المصري، ثم جاءت زيارتكم الكريمة لبلدكم الثاني مصر تأكيدا لهذا الدعم، ودليلاً على ما يربطنا من أواصر الأخوّة والمودة، ووحدة المصير والتاريخ شاهد على هذا، فقد امتزجت دماؤنا للدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية، ونضالنا سويا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الكرامة والاستقلال، سواء في ساحات القتال أو في محافل التفاوض".
وتابع الرئيس منصور قائلا: "ما زلنا نؤمن بأنه لا سلام ولا استقرار في وطننا العربي بدون تسوية قضيته المركزية وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وقال: "كما ستعمل مصر في الفترة القادمة على إتمام المصالحة الفلسطينية، حرصا على وحدة الصف الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة من نضاله الوطني".
من جانبه، شكر الرئيس عباس، الوزير فهمي على زيارته، وعلى رسالة الرئيس المصري، وحمّله تحيات الشعب الفلسطيني للشعب المصري وجيشه وقيادته العظيمة، وتأكيد القيادة الفلسطينية على الوقوف إلى جانب إرادة الشعب المصري الشقيق، مع التمنيات بالاستقرار والازدهار لمصر، والمضي قدما في تطبيق خارطة الطريق للمستقبل.
وفي قت لاحق، شدد فهمي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخاجية رياض المالكي، على دعم مصر "للمصالحة الفلسطينية التي يجب التوصل اليها". وأكد اصرار مصر على "تأمين الحدود وتأمين غزة" مشيرا الى انه "عندما يكون هناك عدم استقرار على الحدود المصرية او داخل سيناء من شأن ذلك أن يؤثر على جميع المعابر، باعتبار أن هناك قلقا أمنيا لكن مع إصرارنا على تامين الحدود وتأمين غزة هناك إصرار واهتمام بضمان عدم تعرض المواطن الفلسطيني للمعاناة وبذل كل الجهد لتسهيلات الترتيبات على المعبر".
وكان الوزير فهمي وصل إلى مقر الرئاسة على متن طائرة مروحية أردنية، وكان في استقباله أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الخارجية رياض المالكي. وفي مستهل زيارته لفلسطين، وضع الوزير المصري إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
واستقبل الرئيس عباس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، مساء امس، الجنرال الأميركي جون آلن المبعوث الخاص للشؤون الأمنية فيما يتعلق بالجانب الأمني في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وحمل الجنرال آلن للرئيس رسالة دعم لعملية السلام الهادفة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحضر اللقاء من الجانب الأمريكي، المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن انديك، والقنصل الأميركي العام مايكل راتني، ومن الجانب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
واستقبل الرئيس ، وفدا سويديا ضم برلمانيين من الأحزاب الثلاثة الرئيسية في البرلمان السويدي، وأعضاء لجنة القدس في السويد. وأطلع الوفد على آخر مستجدات العملية السياسية، والمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية التي انطلقت مؤخرا برعاية الإدارة الأميركية.
وقال الرئيس: "إن الجانب الفلسطيني ملتزم بتحقيق السلام العادل القائم على مبدأ حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، مؤكدا سعي القيادة الفلسطينية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي".
بدورهم، أكد أعضاء الوفد، دعمهم لسياسات الرئيس لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأشاروا إلى أن جولتهم هدفت إلى الاطلاع على واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، مؤكدين بشاعة جدار الفصل العنصري والمستوطنات التي نهبت الأرض الفلسطينية.
وقال رئيس لجنة القدس فيكتور سماعنه: "إن اللجنة تضم أعضاء برلمان ونشطاء سياسيين، وخبراء في القانون الدولي، مضيفا: إن زيارة الوفد تهدف لرفع مستوى قضية القدس على مستوى أوروبا، وحشد الرأي العام الأوروبي ضد انتهاكات الاحتلال".
وأوضح سماعنه أن اللجنة عقدت مؤتمرها الأول في مبنى البرلمان السويدي تحت شعار "رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني"، وتحضر لعقد مؤتمرها الثاني في العاشر من شباط العام المقبل، ستتم فيه دعوة عدد كبير من السياسيين الأوروبيين، خاصة من شمال أوروبا لحشد الدعم لقضية القدس.