نفَّذت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ظهر اليـوم السبت 21\1\2017 اعتصاماً جماهيريًا أمام مقر الهيئة الدولية للصليب الأحمر في مخيّم عين الحلوة، استنكاراً لمحاولة الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس.

وتقدَّم الحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وممثّلو فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية، واللجان الشعبية، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحشدٌ من لجان الأحياء ومؤسّسات المجتمع المدني، وأهالي المخيَّم.

وبعد تقديمٍ من عريف الاعتصام عضو قيادة اللجان الشعبية في منطقة صيدا محمود أبو سويد، ألقى أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا د.عبدالرحمن أبو صلاح كلمة "م.ت.ف" واللجان الشعبية، ومما جاء فيها: "نلتقي اليوم في مخيَّم الشهداء، عاصمة الشتات الفلسطيني، مخيَّم عين الحلوة، لنُعلِن وقوفنا ودعمنا المطلَق لأهلنا الصامدين في قريتَي أم الحيران وباب الشمس المحتلّتين، حيث طالعتنا وسائل الإعلام اليوم بخبر هدم قرية باب الشمس للمرة الثامنة على التوالي، ونؤكِّد في الوقت ذاته وقوفنا إلى جانب أهلنا في أرجاء الوطن كافةً، أهلنا الذين يُسطّرون أروع الملاحم البطولية بمواجهاتهم اليومية للاحتلال الصهيوني، وتصديهم لاعتداءاته الغاشمة. إنَّ هذه الاعتداءات المتكرِّرة، وسياسة القتل اليومي، وهدم المنازل من قِبَل العدو الصهيوني تعدُّ جريمةً إنسانية يُعاقِب عليها القانون الدولي.. أوَليس القانون الدولي هـو الذي ينادي بحق الإنسان في المأوى، والعيش بكرامة؟! فأين المجتمع الدولي ومؤسساته ممَّا يحدث اليوم؟!! ومِن هنا فإننا ندعو الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الدولية كافةً للوقوف بحزم ضدَّ جميع الجرائم والإجراءات التعسُّفية التي يقوم بها العدو الصهيوني المتغطرس. فتمرُّد الكيان الصهيوني على القرارات الدولية وضربه إيّاها بعرض الحائط، وعدم محاسبته على مدار السنوات جعله يُمعن بل ويزيد في تعسُّفه، لدرجة أنه بات يعدُّ نفسه دولةً فوق القانون".

وأضاف: "وعشيّة تسلُّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة فإنَّنا ندعو إلى تحكيم سياسة الحكمة والعقل، وعدم الالتزام بوعوده الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما يعدُّ استفزازاً واضحـاً ليس للشعب الفلسطيني فحسب، بل لمشاعـر أكثر من مليار مسلم، وهذه التوجهات والمواقف تضرب بعرض الحائط القرارات الدولية بشأن القدس، ويعدُّ هذا بمنزلة إعلان حرب وعدوان سافر على الشعب الفلسطيني، ويزيد من حدة التوتر والعنف في المنطقة، لذا ندعو إلى  تأسيس جبهة فلسطينية عربية إسلامية تقف بوجه هذه القرارات، وتدعـم مواقف القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها سيادة الرئيس أبو مازن في تحرُّكه لوقفِ هذا الاعتداء بحقِّ مقدَّساتنا، بما في ذلك سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني".

وتابع: "نلتقي اليوم في ظل متغيِّرات فلسطينية إيجابية تمثَّلت بدعوة السيد الرئيس أبو مازن لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وقد عُقِدَ لقاء تحضيري له في بيروت بمشاركة وحضور ممثِّلين عن الفصائل الفلسطينية كافـةً، بهدف البحث في آليات الإسراع في عقده، وتبع ذلك في وقت لاحق عقـدُ لقاءٍ للحوار الفلسطيني في موسكو. ونحن إذ نُثمِّن عالياً هذه اللّقاءات فإنَّنا ندعو القوى والفصائل الفلسطينية كافةً للاستمرار في عقد اللقاءات، والعمل على تذليل العقبات وصولاً إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني".

 وختم د.أبو صلاح بالدعـوة لأخـذ إجراءات وخطوات عملية لضبط الوضع الأمني في مخيَّم عين الحلوة ومحاسبة العابثين بالأمن، مشدِّداً على ضرورة أن تأخذ القوة الأمنية الدور المناط بها، وبما يضمن عودة الحياة الطبيعية في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية، والصحية. ووجَّـه التحية لأهلنا في أم الحيران وباب الشمس وفي أراضي الـ48 وربوع الوطن والشتات كافةً، متمنّيًا الحرية للأسرى والشفاء للجرحى، والرحمة للشهداء.

ثُمَّ كانت كلمة قوى التحالف الفلسطينية ألقاها عضو قيادة حركة الجهاد الإسلامي في منطقة صيدا عمّار حوران، الذي أكَّد أنَّ القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وأنَّ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيزيد من التعقيدات في المنطقة، مستنكراً الصمت الدولي حيال تصرفات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وعدم ردعه عن المضي بترهيب وتهويد الأرض الفلسطينية، والتعـدّي على حقوق أهلنا في فلسطين، ومؤخَّراً على أهلنا في قريتَي أم الحيران وباب الشمس.

ودعا إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في أقرب وقت، وشدَّد على ضرورة ضبط الوضع الأمني في مخيّم عين الحلوة لما فيه مصلحة الجميع، خاتماً بتوجيه التحية لأرواح جميع الشهداء.