بدأ استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي منذ نشأتها كوسيلة تتيح للأفراد البقاء على تواصل مع أصدقائهم ومشاركة أجمل الذكريات السعيدة معهم. غير أن النتائج التي توصلت إليها أحدث دراسة أجرتها كاسبرسكي لاب حول دور وسائل الاتصال الاجتماعي تشير إلى خلاف ذلك، إذ إنها اليوم تحدث لدى الكثيرين شعوراً سلبياً ونوعاً من الاحباط. إن رغبة مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي في الحصول على أكبر عدد من الإعجابات “Likes” للمشاركات التي ينشرونها، يلعب دوراً رئيسياً في مدى انجذابهم نحو تلك القنوات، حيث يبدي الكثيرون استياءً بالغاً عندما لا يحصلون على أكبر عدد متوقع من الإعجابات “Likes” على مشاركاتهم. وقد أقر 41% من المشاركين في الاستطلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنهم يشعرون بالغيرة عندما يتفوق عليهم أصدقاؤهم من حيث عدد الإعجابات التي يتلقونها على مشاركاتهم. كما أظهر الاستطلاع بأن الناس يشعرون بنوع من التأسف وعدم الرضا عندما يرون أصدقاءهم وهم ينعمون بحياة أكثر سعادة إن صح التعبير.
وكشفت نتائج استطلاع أجرته كاسبرسكي لاب بمشاركة 16,750 شخص حول العالم عن وجود شعور بالاحباط في أوساط الكثير من مستخدمي وسائل الاتصال الاجتماعي. فأغلب الناس تنتابهم مشاعر سلبية بعد قضاء الوقت على وسائل الاتصال الاجتماعي نتيجة لجملة من الأسباب، وهذا بدوره يفوق المزايا الإيجابية لقنوات التواصل الاجتماعي.
يقوم المستخدمون بزيارة مواقع التواصل الاجتماعي لدوافع وأسباب إيجابية والرغبة بالشعور بالارتياح. يلجأ 79% من المستخدمين في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى زيارة مواقع التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والزملاء، في حين أن 73% يتصفحون تلك المواقع لمشاهدة المشاركات المسلية والممتعة. وهناك العديد من الأفراد الذين يخصصون جزءاً كبيراً من وقتهم في إنشاء صفحتهم الرقمية الشخصية وملئها بجميع أنواع المشاركات الممتعة التي تخلد ذكرياتهم الجميلة، حيث أقر 77% من المستطلعين بأنهم يقومون بنشر المشاركات التي تدخل الفرح والسرور على قلوبهم، في حين أفاد 52% بأنهم يفضلون إخبار المتصلين على شبكتهم حول الأوقات الجملية التي قضوها خلال عطلات سفرهم وإجازاتهم.
في حين أنه ليس من المستغرب أن نرى هناك 76% من المستخدمين في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يبدون انزعاجاً من كثرة الإعلانات التي أصبحت شديدة التدخل في حياتهم وتعيق اتصالاتهم عبر الإنترنت، إلا أن الأسباب الكامنة وراء تنامي الشعور بالإحباط لدى الناس أكبر من ذلك وأعمق. فبالرغم من رغبة الناس بالشعور بالرضا والسرور عبر تفاعلهم مع الآخرين من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي، عندما يشاهد هؤلاء مشاركات أصدقائهم السعيدة حول العطلات والهوايات والحفلات، غالباً ما يتولد لديهم شعوراً مريراً بأن الآخرين يستمتعون بحياتهم أكثر منهم. على سبيل المثال، أقر 65% من المستطلعين بعدم شعورهم بالسعادة عند رؤية مشاركات أصدقائهم حول إحدى الحفلات التي لم يدعون إليها، فيما أفاد 51% بأن صور العطلات السعيدة لأصدقائهم كان لها تأثير سلبي عليهم. وعلاوة على ذلك، أقر 44% بأن مشاهدة المشاركات السعيدة الماضية الخاصة بهم قد تثير لديهم شعوراً بعدم الرضى بأن ماضيهم كان أفضل من حياتهم الحالية.
أظهرت دراسة سابقة أيضاً مستوى الاحباط الناشئ لدى الناس فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث اقر 788% من المستطلعين عالمياً بأنهم يفكرون جدياً بالتخلي عن مواقع الشبكات الاجتماعية برمّتها. والشيء الوحيد الذي يدفع الناس للبقاء على اتصال بوسائل التواصل الاجتماعي هو الخوف من فقدان الذكريات الرقمية الخاصة بهم، مثل الصور وعناوين الاتصال بأصدقائهم. وفي حين أن البقاء على اتصال مع الأصدقاء يعتبر مشكلة من الصعب حلها، تعمل كاسبرسكي لاب على ابتكار حل لمساعدة الناس على الاحتفاظ بذكرياتهم الرقمية.
وقال يفجيني شيريشنيف، رئيس وسائل التواصل الاجتماعي في كاسبرسكي لاب، “إن تطور ارتباطنا بمواقع الشبكات الاجتماعية جعلنا نشعر بأننا ندور في حلقة مفرغة. فهناك رغبة تدفعنا للذهاب إلى قنوات التواصل الاجتماعي المفضلة لدينا لمشاركة الأهل والأصدقاء المتصلين جميع الأشياء الإيجابية التي نقوم بها، وهذا ما يجعلنا نشعر بأننا في حالة جيدة.” وأضاف شيريشنيف قائلاً، “وتبقى هناك حقيقة مفادها أن الجميع يفعلون الشيء ذاته، وبالتالي، عندما نتصل بأحد مواقع التواصل الاجتماعي نجد أنفسنا أمام سيل جارف من الصور والمشاركات الواردة من أصدقائنا الباحثين عن التسلية والترفيه، والذين، على ما يبدو، يستمتعون بحياتهم أكثر منا. لذا، من السهل التوصل إلى أن هذا بحد ذاته يخلق لدى الناس شعوراً بالإحباط، وهو أيضاً السبب الذي يدفع الكثيرين إلى التفكير جدياً بالتخلي عن ارتباطهم بمواقع الشبكات الاجتماعية برمّتها. وتكمن الصعوبة في أن الناس يشعرون بأنهم قد وقعوا مأزق، نظراً لأن الكثير من ذكرياتهم الرقمية التي لا تقدر بثمن مخزنة في مواقع التواصل الاجتماعي ولا يرغبون بفقدان ميزة الوصول إليها متى يشاؤون.”
ولمساعدة الناس على اتخاذ قرار أكثر حرية فيما إذا كانوا يرغبون بالبقاء على اتصال بمواقع الشبكات الاجتماعية أو التخلي عنها دون فقدان ذكرياتهم الرقمية، تعمل كاسبرسكي لاب على ابتكار تطبيق جديد يعرف باسم (FFForget). وسيتيح هذا التطبيق لهؤلاء إمكانية أخذ نسخة إحتياطية لكافة محتوى ذكرياتهم الرقمية المخزنة على مواقع الشبكات الاجتماعية التي يستخدمونها، والاحتفاظ بها في حاوية الذاكرة المحميّة والمشفرة، كما سيوفر لجميع الأفراد حرية التخلي عن أي موقع تواصل وقتما يريدون ومن دون فقدان أي شيء ينتمي إليهم يتعلق بحياتهم الرقمية.
من المقرر طرح تطبيق FFForget للخدمة في العام 2017. بإمكان المستخدمين المهتمين التسجيل عبر الموقع: ffforget.kaspersky.com للتعرف على آخر المستجدات والأفكار ولإبداء ملاحظاتهم وآرائهم وليكونوا أول المستخدمين لهذا التطبيق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها