تصوير فادي عناني
في الذكرى الثانية والخمسين ﻻنطﻻقة الثورة الفلسطينية، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وفي يوم الشهيد الفلسطيني، وفي حضرة الشهداء، نستذكر شهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم على درب الثورة من أجل التحرير والعودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.
قامت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني واللجان الشعبية، يتقدمهم أمين سرها في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة بوضع أكاليل من الزهور باسم الرئيس محمود عباس ومؤسسة الشؤون اﻻجتماعية في مقبرة شهداء بمخيم عين الحلوة .
بحضور قوى التحالف الفلسطيني، ولجنة النازحين الفلسطينيين، وأعضاء قيادة منطقة صيدا، وأمناء سر وأعضاء الشعب التنظيمية، وكوادرها وحشد جماهيري.
وبدأت الفصائل بوضع الأكاليل بعد مسيرة تقدمها أشبال وزهرات معسكر الشهيد جيفارا موعد، ومجموعة من جمعية الكشافة والمرشدات المكتب الحركي الكشفي في شعبة عين الحلوة. جالت في شوارع المخيم.
وفي مقبرة الشهداء بعد تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء وعلى رأسهم القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات، القى أمين سر شعبة عين الحلوة لحركة "فتح" ناصر ميعاري كلمة جاء فيها: "في يوم الشهيد الفلسطيني وفي حضرة الشهداء نستذكر شهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم على درب الثورة، من أجل التحرير والعودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس".
إن كان لشهداء فلسطين من كل الجنسيات والديانات عنوان، سيكون عنوانهم فلسطين ومفتاح طريقهم القدس، هم رحلوا ليس لأجل الرحيل بل ليعيش غيرهم، ما أروع أن يضحي أحد ليعيش آخر، هذا الموقف الانساني والوطني بحاجة إلى نفس مخضرة من الداخل لا يتساوى فيها الخير بالشر أو الأبيض بالأسود، وإنَّ جعلنا لشهداء فلسطين يوماً مع أنهم يحتاجون لسنوات نحييها تخليداً لذكراهم، فلولا تضحياتهم لما كنا نحن على قيد الحياة نعيش ونتعايش كالكائنات الأخرى.
قصة يوم الشهيد كانت تجلياً لاستشهاد أحمد موسى سلامة، كان الشهيد الأول في مسيرة ثورتنا العظيمة، كان الأول لكنه ليس الآخير وقد سبقه كثيرون، فالفلسطينيون يقدمون الشهداء منذ أن بدأ المشروع الصهيوني في فلسطين ومنذ قبل الحرب العالمية، حتى قبل النكبة ومجازرها الكثيرة نتذكر الشيخ عز الدين القسام، وعطا الزير، وفؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، ومع انطلاق الثورة قدم شعبنا خيرة شبابه فكان القائد إلى جوار الجندي في ساحات الوغى وفي الشهادة.
الشهداء أحباب الله والشعب، وبما أن الشعب الفلسطيني قدم إلى الآن أكثر من نصف مليون شهيد بما نسبته أكثر من نصف عدد سكان فلسطين قبل النكبة عام 1948، فهذا الشعب لا يخسر أبدا وقدره الفوز والنجاح والانتصار، هذا قدر الشهداء ووصية الأحياء لإكمال المسيرة، فسيد الشهداء ياسر عرفات هو من ابتدع حكمته الشهيرة "إلى القدس زاحفين شهداء بالملايين". الزحف مستمر أيها الخالد فينا.
اثنان وخمسون عاماً منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، واليد لا زالت على الزناد وغصن الزيتون، ولا بد أن نهنئ كل شعبنا في ذكرى الانطلاقة المجيدة على أمل أن يكون العام 2017 عاماً للتحرير، وينال فيه الشعب العربي الفلسطيني حقوقه التاريخية الكاملة في أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتنال دولة فلسطين الاعتراف الكامل بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. ولا بد أن نعرف أن هناك تغييرات كبيرة شهدها العالم خلال الشهر الماضي، والتي تمثلت بإصدار مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2334، الذي ينص على إدانة عمليات الاستيطان في الأراضي العربية الفلسطينية والمحتلة، بما فيه القدس الشريف.
إن الكيان الصهيوني بحكومته اليمينية المتطرفة تشكل عبئاً على العالم بعدم التزامها بالقوانين الدولية أو الشرائع الأخلاقية.
إنَّ الشعب الفلسطيني مصر على نيل استقلاله ولن يبقى الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال يقبع تحت الاحتلال. وبشأن المؤتمر الدولي للتسوية التي تعتزم فرنسا عقده خلال أيام، نحن متفائلون بالمواقف الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وستكون صفعة جديدة، بعد قرار مجلس الأمن الأخير لنتنياهو وحكومته المتطرفة.
وإننا نؤكد تمسك حركة "فتح" بالمبادئ التي انطلقت من أجلها منذ 52 عاماً وأن حركة "فتح" ما زالت مستمرة على درب التحرير وأن تضحيات أبناء الحركة خير دليل حيث أن ثلثي الأسرى في سجون الإحتلال من أبناء حركة "فتح"، وما زال شعبنا كل يوم يقدم شهيد وجريح وأسير.
وننوه إلى أهمية الانتصار السياسي الذي حققه سيادة الرئيس محمود عباس القائد العام لحركة "فتح" بإدانة الاستيطان وكافة الانجازات على طريق التحرير والبناء، ومن هنا لا بد لنا أن نطرح علامات استفهام عديدة حول ما يجري في مخيم عين الحلوة، ولماذا كلما نجحت الدبلوماسية الفلسطينية بانتصار ضد الاحتلال ظهر خفافيش الظلام لبث الرعب في عين الحلوة وزيادة الانقسام الفلسطيني في الداخل والشتات؟.
وفي هذه المناسبة نؤكد على ضرورة انهاء الانقسام بين جانحي الوطن ونحث الجميع لضرورة انجاح المجلس الوطني الفلسطيني والخروج بإجماع سياسي فلسطيني لمواجهة كل التحديات والمشاركة المجلس الوطني الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني .
رحم الله شهداءنا، وفك أسر أسرانا الشهداء الأحياء وجراحانا المجسدين لطعم الشهادة والحياة سوياً.
وبعد ذلك قام العميد شبايطة، وقادة الفصائل الفلسطينية واللبنانية، والحضور جميعاً بوضع أكاليل الغار والورد على نصب الجندي المجهول.
وثمَّ انتقل شبايطة إلى مقبرة سيروب والفصائل، وقوى التحالف واللجان الشعبية، وحضر جانب لبناني مسؤول مدينة صيدا لحزب الله الشيخ زيد ضاهر، والشيخ حسام عيلاني، وعائلة الشهيد فتحي زيدان، لوضع أكاليل على نصب الشهيد العميد فتحي زيدان.
وألقى العميد ماهر شبايطة كلمة من وحي المناسبة جاء فيها: "نقف اليوم أمام ضريح الشهيد الحاج العميد فتحي زيدان في يوم الشهيد الفلسطيني، وكلنا مستمرين بالنضال على ثوابت التي استشهدوا من أجلها. نقول إننا متمسكون بالوحدة الوطنية الفلسطينية سائرون نحو عقد المجلس الوطني الفلسطيني لتجديد الشرعية الفلسطينية وانتخاب نخبة تنفيذية ومجلس مركزي، كما عقد المؤتمر العام السابع لحركة "فتح" نقول أنَّ الحروب في الوطن العربي هو مشروع اسرائيلي وأميركي يهدف إلى تفتيت وتشتيت مقدرات الأمة العربية وضرب القضية الفلسطينية، وما يحاك في عين الحلوة هدفه تدمير وتهجير المخيم وإنهاء حق العودة. ووجه التحية إلى شهداء فلسطين جميعاً وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات.
وأكد على الحرية للأسرى، وقدم واجب العزاء باسم الشعب الفلسطيني والأمة العربية برحيل المطران كابجي الذي كان ينقل السلاح للفدائيين في فلسطين. وشكر الجميع الذين شاركونا بيوم الشهيد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها