نبراس بسيسو  الحاصلة على ماجستير إدارة وإدارة أعمال،  مدير عام المؤسسة المصرفية الفلسطينية وصندوق التنمية في محافظات غزة، والمتخصصة في  الائتمان وتطوير الأعمال الصغيرة ، سيدة أعمال تحكي عن تجربتها .

 دائما تكون البدايات صعبة إلا أن الفتاة الفلسطينية التي يملئها الطموح حددت لنفسها هدفا وانطلقت نحوه وبسرعة، وحول هذا تقول:بدأت بالعمل مباشرة بعد تخرجي من جامعة بيرزيت حيث عملت كموظفة في برامج توريد الدخل التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وكانت هذه الوحدة حديثة التأسيس ضمن برامج الوكالة، تقدم المساعدات للناس وتدعم المشاريع الصغيرة بكافة أنواعها وكان تركيزها في ذلك الوقت على تمويل المؤسسات النسوية التي كان عددها ضئيل جدا، وتتابع بسيسو حديثها: بعد إقامة السلطة الفلسطينية شكل ذلك بداية جديدة لسيدات الإعمال مما حفزهن للاتجاه نحو أن يمتلكن مؤسسات خاصة بهن، ومن خلال تجاربي بالعمل وحبي لهذا التخصص وموقع مسؤوليتي  اكسبني من الخبرة ما أهلني لأكون مديرة المؤسسة المصرفية الفلسطينية.

تختلف حياة المرأة بين صاحبة عمل بسيط وبين سيدة أعمال تمتلك مشروع كبير يعمل به عدد من الأشخاص، وخاصة إذا كان العمل في المجال المصرفي الذي يضع كثيرا من المسئوليات، ولكن دعم وتشجيع الأسرة، حيث كان لوقوفهم بجانبي بالغ الأثر في تعزيز الإرادة والطموح ومع الوقت كانت الخبرة هي التي أهلتني لأواجه الكثير من التحديات، وخاصة في ظروف مجتمعية كمجتمعنا في غزة يريد إلى هذا الدعم للمواصلة.

نبراس بسيسو صاحبة سجل تجاري لمشاة اقتصادية في قطاع غزة، وكمهن قليلات من ينطبق عليهن مفهوم سيدة أعمال داخل المجتمع الفلسطيني ككل، ولهذا أسباب تعددها السيدة بسيسو بالقول: لقد كان لبقاء المجتمع الفلسطيني لفترات طويلة تحت الاحتلال الإسرائيلي جعل من اقتصاده يعتمد بشكل كبير على دولة الاحتلال، وما صاحب هذه الحالة من تعطيل للعمل الحر وتفشي الفقر وانتشار الأمية بين النساء على وجه الخصوص، بالإضافة إلى المفاهيم المجتمعية التي بقيت لفترة قريبة ترى أن مكان المرأة الأنسب هو المنزل وعملها فيه سواء كانت زوجة أو أخت أو أم، وكل هذا أدى إلى تحجيم دور المرأة داخل المجتمع وأخر بروزها كسيدة أعمال قادرة على تولي مهام اقتصادية كبيرة في مجالي التجارة و الأعمال الحرة وإمكانية نجاحها بمقدار يساوي الرجل وربما يفوقه في بعض الأحيان لو توافرت لها الظروف المناسبة لذلك.

الإنسان الناجح هو من يمتلك زمام المبادرة والفهم لكل تفاصيل عمله، هكذا هي السيدة بسيسو التي تشير إلى  أنها تملك مفاتيح العمل بكل تفاصيله مع فهمها العميق لأهمية الإدارة الجيدة لضمان نجاح العمل، والمتابعة الحثيثة على ارض الواقع  لحسن سير العمل،

القوانين والتشريعات الفلسطينية الخاص بالأعمال التجارية ومنها قانون الاستثمار لم يفرق أبدا بين الرجل والمرأة, ، وتفسر بسيسو بقولها: ما يعيق عمل المرأة وتطورها كسيدات أعمال ليست القوانين بل بالعكس شكل دافعا دافعاَ لسيدات الأعمال لتطوير مشاريعهن و بالتالي دعم الاقتصاد الوطني و تقويته، غير أن نظرة المجتمع التي بدأت تتغير حديثا إلى حد ما هي من تشكل عائقا في دعم تطويرها في هذا المجال.

  ومن الصعوبات التي واجهتني عندما تخرجت من الجامعة في الثانية والعشرون من عمري بدأت العمل، وترأست العمل بمؤسسة مصرفية ولم أتجاوز الستة والعشرين من العمر وهذا الأمر كان صعبا بمجتمعنا بأن يرى امرأة على رأس عملها خاصة  بهذا السن الصغير ولكن تغلبت على ذلك من خلال إثبات الوجود والتجربة حيث يوجد لدى النساء كفاءة مثل الرجل بل وأعلى منهم، ولكن العادات والتقاليد تحد من نشاط النساء ولكن يجب أن يكون هناك إرادة وطموح لإثبات الوجود وخاصة في المجتمع الغزي.

 وتشير بسيسو إلى أن سقف الطموحات والآمال أمام الإنسان لا ينتهي، رغم حالات الرضا التي تنتابه في بعض الأحيان فانا قد وصلت على المستوى المهني إلى أعلى موقع وأتمنى مزيد من التقدم وأيضا أتمنى  أن تستقر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ليتحقق ذلك بالنسبة لي ولغيري، وما أفكر به في الفترة القادمة هو دخول المعترك السياسي عبر بوابو الانتخابات لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث كان لي تجربة سابقة في الانتخابات قبل ذلك واستطيع أن أصفها بالجيدة ولكني انسحبت قبل إتمام التجربة بدوافع شخصية.