على أريكتهما الإسفنجية المُلونة، وبستارة وردية جُهزت لتكون في الخلفية، تستعد الشقيقتان "هيا" و"مرام" من غزة في غرفة الأستوديو الخاصة بهما لتقديم برنامجهما الدوري على قناتهما في "يوتيوب"، والذي يتناول ظواهر سلوكية وتربوية بأسلوبٍ طفولي شيق.

وعلى الرغم من قصر فترة انطلاق قناتهما التي أطلقتا عليها "Two Sisters Tube" قبل شهرين؛ إلا أنها حصدت أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة.

فكرة الطفلتين تبلورت منذ عدة أعوام، فهما- كما تعتقدان- لهما موهبةً في التقديم والإلقاء والظهور التلفزيوني، فكان والدهما "لجنة تحكيم" منزلية للتعليق على أدائهما.

وتقول الشقيقة الأكبر "هيا" (15 عامًا) إن مقاطع الفيديو التي تنشرانها تهدف لإظهار بعض تفاصيل الحياة بغزة لسكان العالم. إلا أن تلك المشاهدات سجلت حضورًا واسعًا من مختلف الدول العربية.

أما مرام التي تصغرها بعامين فتخصص وقتها لمتابعة الردود على قناتهما للاستفادة من ملاحظات المشاهدين. 

وترى أن تخصصهما في المقاطع الترفيهية يمكن أن يجذب مشاهدين أكثر بكثير من المحتوى الجاد، "لذلك فضلنا أن تكون منشوراتنا المصورة تحمل مضمونًا تعليميًا بأسلوبٍ ترفيهي".

لكن الشقيقتان فخورتان بالقول إن نجاح مشروعهما الصغير يعود لوالدهما إسماعيل برغوث الذي يعمل محاضرًا جامعيًا في الإعلام.

وتمكن برغوث من تجهيز غرفة الاستوديو وتجهيزه بمعدات تصوير وعوازل صوتية أقرب إلى الاستوديو الحقيقي.

ويقول والدهما: "ترددت في بادئ الأمر بالخوض في هذا العمل لكثرة انشغالي، لكن إلحاحهما الشديد دفعني لاكتشاف موهبتهن، واليوم فإن كل إنتاجهما يتم من هذه الغرفة الصغيرة".

وكعادة أي مشروعٍ ناجح في غزة، فإن التيار الكهربائي وانقطاعه يكون حاضرًا دائمًا كعقبة يصعب التغلب عليها. فطول ساعات قطع الكهرباء واعتمادهما على معدات كهربائية يجعل هيا ومرام أسيرتين للتيار للكهربي.

ويقول والدهما المتحمس إنه يثق بقدرة ابنتيه على تقديم برنامج تلفزيوني عبر إحدى الفضائيات ودون توتر أو قلق قد يُساور شخصًا لم يظهر سابقًا على شاشات التلفزيون.

ويأمل والد الطفلتين وجود حاضنة لمثل هذه المواهب لاحتضانها والعمل على تنميتها والاستفادة من الطاقات الموجودة داخل القطاع بالرغم من الحصار الإسرائيلي والكثير من المعيقات.