لقد بتنا نسمع ونشاهد ونقرأ الكثير من التحليل والتدقيق والتمحيص والنقد الدائم للرئيس محمود عباس (أبو مازن) ، لا اعرف لماذا كل هذه الهجمة ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟
فمنهم من ينتقد نقداً بناءً نجله ونحترمه ونرفع له القبعة ، ومنهم ينتقد لمجرد الثرثرة وحب الشهرة ، ومنهم من ارتبطت مصالحه وتقاطعت مع اخرين ، ومنهم من كان منتفعاً متنفذاً وبعد أن ضاعت هذه الامتيازات اصبح ناقماً ويسوق علينا وعلى الشعب الوطنية والشرف ، وكلها في النهاية لا تصب في مصلحة الوطن بشيء .
انتقادات هنا وانتقادات هناك ، وكأن الرئيس بيده مفاتيح الحل ، أو بيده عصا نبي الله موسى ، ما أن يضرب بها الحجر ، ينفجر فتنبثق منه اثنتا عشرة عينا ليعلم كل أناس مشربهم  ، وكأنهم يعيشون في عالم وكوكب اخر غير الذي نعيش ، أو ربما نسوا أو تناسوا أن القضية الفلسطينية من أكثر القضايا تعقيداً وتشابكاً ، بل ويتدخل في تحديد مسارها وشكلها القريب قبل البعيد ، كل حسب مصلحته الخاصة ، بل خدمةً لإسرائيل وضمان بقائها ووجودها في المنطقة .
أجيبونى بالله عليكم ، ماذا تريدون من رئيس لدولة تحت الاحتلال ؟ دولة منقسمة فيما بينها ، دولة مقسمة جغرافياً بسبب الاحتلال ، دولة تعتمد في تمويلها على المعونات الخارجية ، دولة كل دول العالم العربي والاسلامي تقف منها موقف المتفرج وفي أحسن الأحوال الداعم مالياً دون انتظام .
وهنا قد يتسائل البعض  طالما أن  الواقع بهذا الشكل وبهذه الضبابية والسوداوية ، لماذا لا يقلب الرئيس الطاولة في وجه العالم ؟ وأنا اسألهم وماذا بعد قلب الطاولة ؟؟ وربما يتسائل اخرين لماذا لا يتنحى ويترك الرئاسة لغيره ؟ ماذا سيفعل من سيخلفه مع كل المعطيات السابقة ؟ لن يتغير شيء، نحن شعب مغلوب علي أمره، حتى لو أتيتم بباراك اوباما ونصبتموه رئيساً لن يختلف شيء .
إذاً ما الحل ؟ ربما يذهب البعض بعيداً جداً ، ليقول لنا : هي الحرب علي اسرائيل ، لو اتفقنا معه بالفكرة ، من الذي سيخوضها ويتحمل المسؤولية ؟ وهل يستطيع فصيل وحده خوضها ؟ وهل ستتفق الفصائل معاً على خوضها ؟ حتي وإن خضناها ، حتى الحرب يا سادة غير متكافئة لا بالعدد ولا بالعتاد ، بل وسنجد تحالفاً غير مسبوق من العالم مع اسرائيل ،
وسنبقى وحدنا ، كما الرئيس وشعبنا وحدهم الان . 

إذاً ما هو المطلوب ؟؟
إذا ما احترمنا ذاتنا ، واحترمنا العلم والسلام الوطني الفلسطيني واحترمنا رموزنا الوطنية بغض النظر اختلفنا معها ام اتفقنا، واحترمنا مؤسساتنا الرسمية والوطنية، فكلها مجتمعة رموز سيادة وان كانت منقوصة، فلنحافظ عليها ونحميها لتحمينا، فلنكف عن فقء أعيننا بأيدينا، كفانا مراهقات ومراهنات سياسية لا تخدم الوطن بل تخدم الفصيل ، فإن لم نستطع حماية قضيتنا والوصول بشعبنا الي بر الامان، فلنحافظ على رمزية قضيتنا وتعاطف العالم معها .
ولننصر رئيسنا ظالماً أو مظلوماً