طالب منسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، اليوم الخميس، إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال مواد البناء خاصة الإسمنت لاستكمال إعادة الاعمار.
ووجه، ملادينوف خلال مؤتمر عقده في مدينة غزة، تحذيره للاحتلال، الذي يواصل فرض الحصار على غزة منذ عشرة أعوام.
وانتقد سياسات معاقبة سكان غزة من خلال فرض الحصار أو من خلال وضع قيود على الصادرات ومواد اعادة البناء التي تدخل للمواطنين في قطاع غزة"، مطالبا بتحسين حياة الغزيين ورفع القيود عنهم وإعادة بناء بيوتهم، التي دمرت خلال العدوان على القطاع.
وأشار إلى أن درجة الحرارة ترتفع في غزة(في إشارة إلى الكبت والضغط لدى أهالي القطاع المحاصر بفعل عدم تنفيذ الالتزامات بإعادة اعمار ما دمرته إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة صيف2014)، مضيفاً: أن الأمر "المحزن" الآن أن سعر الاسمنت في السوق السوداء ضعف سعره في الأسواق العادية، والكثير سيقولون أن السوق السوداء يبرز في المناطق، التي تفرض عليها القيود.
وأكد ميلادينوف، أن كثيراً من الناس يسعون للربح، آملاً أن يدركوا انهم يسرقون من الفقراء، قائلاً: "إذا كانوا يؤمنون أنهم يستطيعون السرقة من الفقراء فنحن نواجه معضلة، ومهمة الأمم المتحدة تتمثل في التأكد من دخول المزيد من الاسمنت إلى قطاع غزة وانه يمكن أن يصل للذين يحتاجونه فعلاً".
وأوضح أنه زار عائلة في غزة دمر بيتها في العدوان الإسرائيلي الأول على غزة شتاء2008-2009، ولم يبن بيتها بسبب القيود على إدخال مواد البناء والإسمنت لغزة.
وقال: "أنا على يقين أن الشخص (صاحب البيت المدمر) الذي قابلته اليوم وفقد منزله في 2008 ولم يستطيع بناء منزله يحتاج للإسمنت لبنائه وليس لاستخدامه في الانفاق".
وأردف: إن التقارير تصل إلى الأمم المتحدة بأنه عندما يفتح معبر رفح لا يتدفق من خلاله الافراد فقط، لكن تفويضنا الأساسي أن نحاول من خلال التفاوض مع إسرائيل أن نسمح لإدخال المزيد من مواد الاعمار لقطاع غزة واللازمة للمشاريع، التي تم الموافقة عليها.
وبين ميلادينوف، أن مهمة الامم المتحدة هي مواصلة العمل على الجوانب الإنسانية والاغاثية في غزة إلى جانب مواصلة عملها في المهمة السياسية الهادفة لتوحيد الفلسطينيين وصولاً لدولتهم المنشودة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكشف عن أن اجتماعاً لمجلس الأمن سيعقد الأسبوع المقبل وسيثار فيه مسألة قطاع غزة، معبراً عن أمله بأن تستطيع فرقهم من التمكن من ترتيب لقاء على مستوى الفلسطينيين والاسرائيليين ليقوموا بمناقشة إعادة عملية اعمار غزة وكذلك مناقشة الآليات التي سيتم تبنيها لهذه القرارات.
ونوه إلى أن الاستفادة من الإسمنت شيء مهم جداً، ليس فقط على صعيد إعادة إعمار غزة، بل على صعيد انعاش الاقتصاد الفلسطيني، قائلاً: "نحن نرى أن بعض العمال يفصلوا من أعمالهم نتيجة عدم وجود وظائف وأعمال، ونشهد عملية تباطؤ في الاقتصاد، ونشهد ظهور أسواق سوداء متنازعة، إن درجة الحرارة ترتفع في غزة".
وقال ميلادينوف:" أنا قلق جداً بعد النجاح المبدئي في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، من التباطؤ الذي حصل في هذه العملية، وأنا أدعم وأقف مع الفلسطينيين، الذي يعانون من تأخيرات وقعت في مسعاهم من أجل إعادة بناء بيوتهم والسكن فيها".
وأكد أن القدر المسوح به لدخول الإسمنت إلى قطاع غزة لكي يقوموا باستخدامه غير كاف لاحتياجات المواطنين الذين لكي يقوموا بإعادة بناء بيوتهم.
وأوضح أنه وعلى الرغم من قبول العديد من المشاريع في إطار النظام الذي تم تطويره بين إسرائيل والفلسطينيين إلا أن هناك فراغاً قد يمتد لفترة عامل كامل من أجل تنفيذ هذه المشاريع التي تم قبولها والتوافق عليها بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأردف "نأمل أن نستطيع من خلال العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين على استعادة بعض الآليات التي يمكن من خلالها استعادة القدر المطلوب واللازم من مواد البناء والمواد اللازم دخولها لقطاع غزة".
وشدد على أنه يجب المناقشة، مع السلطات في الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حول القضايا الحازمة التي تم اتخاذها في الفترة الماضية والمتعلقة ببعض المواضيع، خاصة الماء والكهرباء.
ولفت إلى قرار إسرائيل السماح بمد خط كهرباء إضافي لمشروع الصرف الصحي شمال قطاع غزة، والسماح بـ10 مليون كوب من مياه الشرب لغزة، والسماح بزيادة جهد 100 ميغاوات من الكهرباء الواصلة للقطاع.
وأكد أن الامم المتحدة ستتابع تنفيذ كل هذه القرارات المهمة، للتأكد بأنه يتم تنفيذ كل هذه القرارات.
يشار إلى أن ميلادينوف وصل إلى غزة اليوم في زيارة قصيرة عبر معبر بيت حانون "إيريز" شمال القطاع، والتقى بوزير الأشغال العامة والاسكان، مفيد الحساينة، وناقش معه عملية إعادة والإعمار وإدخال مواد البناء إلى غزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها