بحث وزير الخارجية رياض المالكي بمقر الوزارة في رام الله، اليوم الثلاثاء، مع وفد برلماني سريلانكي برئاسة رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية- السريلانكية، وزير الصحة د. راجيتا سيناراتن، وهو من حزب الاتحاد الوطني، سبل تطوير العلاقات على كافة المستويات بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.

كما يضم الوفد عددا من أعضاء البرلمان السريلانكي، وهم: من المؤتمر الاسلامي السريلانكي، وحزب الجاناتا فيمكوثي بيرامونا، وحزب الحرية.

ورحب المالكي بالوفد الضيف، وعبر عن شكر فلسطين لسريلانكا شعباً وقيادة وحكومة وبرلماناً، وذلك لمواقفها التاريخية الداعمة للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه بالحرية وتقرير المصير.

وأشاد بعمق العلاقات التي تربط بين فلسطين وسريلانكا. وركّز على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه سريلانكا في الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في كافة المنابر الإقليمية والدولية.

كما شكر المالكي د. سيناراتن على ما تقدمه سيريلانكا من دعم مالي لفلسطين والبالغ مليون دولار، بالرغم من الوضع المالي الصعب لسريلانكا، وكذلك على ما تقدمه من مساهمة مالية لدعم واصلاح سفارة دولة فلسطين، إضافة إلى قطعة الأرض التي ستقام عليها سفارة دولة فلسطين في كولومبو.

كما وضع المالكي الوفد البرلماني السريلانكي بصورة التطورات السياسية والدبلوماسية على الساحة الفلسطينية، والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومقومات وجوده وصموده على أرضه، مشيرا إلى مواصلة إسرائيل لعمليات الإعدام الميداني، والنشاطات الاستيطانية، وتجريف الأراضي، والاقتحامات لجميع المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، والعدوان على المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة ومعاناة أهلنا المستمرة هناك وضرورة فكه، وضمان حريته والعيش الكريم لأهله.

ومن الجدير ذكره أنه تم تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية الفلسطينية السريلانكية في السابع عشر من إبريل عام 2016، حيث قَدِم سيناراتن والوفد المرافق له، بناء على دعوة من أمين سرّ المجلس التشريعي الفلسطيني، والتي نقلها السفير زهير حمد الله لوزير الصحة السريلانكي د. سيناراتن.

كما ناقش الجانبان سبل إنجاح جلسة المشاروات السياسية التي ستعقد بين الجانبين في المستقبل المنظور، وإمكانية تشجيع الزيارات المتبادلة بين البلدين، بما في ذلك تشجيع السياحة والسياحة الدينية بشكل خاص، وكذلك عمليات التبادل التجارية، والاستثمارات المتبادلة، وتبادل زيارات رجال الأعمال، فيما أكد المالكي أن بإمكان فلسطين وضع كل إمكانياتها وخبراتها المتنوعة في التعليم والزراعة والطب وحقول التكنولوجيا المتطورة في خدمة مصالح البلدين الصديقين.

من جانبه قدّم رئيس الوفد السريلانكي شكره للمالكي على ما تفضل به من شرح مفصل حول الأوضاع التي تمرّ بها فلسطين، وعبّر عن إعجابه بما رآه على أرض الواقع، وإصرار الشعب الفلسطيني على الحياة والمضي نحو المستقبل بكل قوة وإقتدار، وذلك بالرغم مما شاهده من انتهاكات لكرامة الإنسان الفلسطيني على يد الاحتلال، وكذلك تعرض الأرض الفلسطينية بشكل دائم ومستمر للقضم والسرقة من قبل الاحتلال.

كما قدّم سرداً تاريخياً للعلاقة السريلانكية بين فلسطين وبلاده، مبيِّناً أن سريلانكا لم تبخل في يوم من الإيام عن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه في كافة المحافل الدولية والمنظمات والهيئات المنبثقة عنها.

وأشار الوزير السريلانكي إلى ضرورة التشاور المستمر والبقاء على اتصال دائم بخصوص أي قضية ترى فلسطين أن سريلانكا قادرة على تقديم العون والمساعدة بها دون تردد أو تأخير.

كما أبدى استعداد بلاده للاستمرار بتقدم الدعم والعون والمساعدة لقطاع غزة المكلوم بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر، حيث يوجد هناك من هم بحاجة للمساعدة والتلطيف من الذي تعرضوا له خلال ثلاثة حروب مدمرة. ورأى الوزير السريلانكي ضرورة تحقيق العدالة للفلسطينيين وضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والعيش بأمن وسلام.

من جهة أخرى، أبدى جاهزية بلاده للعب دورٍ بناءٍ ومجدٍ في البرلمان الدولي لصالح فلسطين وقضيتها العادلة، وديمومة التواصل مع مبعوثي فلسطين لدى المنظمات الدولية سواء في نيويورك أو جنيف وغيرهما.