بعيد اللقائين الذين جمعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كل من المرشحين للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، أكدت الحملة الإنتخابية لكل منهما على عدد من المواقف التي تتناقض جملة ًوتفصيلاً مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ففي بيانها عقب اللقاء مع نتنياهو أكدت الحملة الإنتخابية للمرشح الجمهوري ترامب على أن ( ترامب اعترف بأن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، وأن الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، ستقبل في نهاية المطاف بالتوصية القديمة العهد للكونغرس بالإعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل )، في حين أكد بيان الحملة الإنتخابية للمرشحة الديموقراطية كلينتون ( أنها سوف تعارض أي محاولة لفرض حل خارجي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى معارضة أي خطوة أحادية في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تعهداتها بالعمل لبقاء إسرائيل دولة يهودية قوية ).
من جهتها أكدت وزارة الخارجية أن المرشحين حاولا إستجداء إسرائيل كدلالة على التنافس بينهما على الأصوات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال تقديم تعهدات والتزامات على حساب الحق الفلسطيني المشروع، وعلى حساب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كما وتأتي هذه التصريحات لتعكس مصلحة ذاتية لكل من المرشحين دون أي إلتزام بالقانون الدولي أو بأخلاقيات العمل السياسي والدبلوماسي، وبخروج واضح عن المواقف التقليدية للإدارات الأمريكية المتعاقبة، وعن الإلتزامات والمسؤوليات الدولية المناطة بالولايات المتحدة الأمريكية بصفتها أحد أهم أقطاب الرباعية الدولية، والراع الأساس لعملية السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يشجع أركان الإئتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل على التمادي في إرتكاب الإنتهاكات والخروقات للقانون الدولي، والجرائم بحق شعبنا، فبعد أن قال مستشار ترامب ( ديفيد فريدمان ) وحسب ما أوردته ( تايمز اف إسرائيل ) في 25/9: ( أن بإمكان إسرائيل ضم الضفة الغربية والحفاظ في الوقت نفسه على طابعها اليهودي )، وهو ما أكد عليه فريدمان في مقطع فيديو حصلت عليه أخبار قناة التلفزة الاسرائيلية الثانية حيث قال: ( أن إسرائيل ستحافظ على الغالبية اليهودية فيها حتى لو قامت بمنح ( 1.7 ) مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية المواطنة الإسرائيلية )، إثر ذلك، صرح صبيحة هذا اليوم الإثنين وزير التعليم الإسرائيلي زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، حين دعا إلى ضرورة أن تقوم إسرائيل بإستغلال الإنتخابات الأمريكية، لضم مستوطنة اريئيل جنوب نابلس، وكذلك مستوطنة ( معاليه أدوميم ) شرقي القدس، إلى السيادة الإسرائيلية.
اكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن دولة فلسطين لن تقبل أن تكون هي الثمن الذي يُدفع مقابل الحصول على بعض الأصوات اليهويدية في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، رغم الإعتقاد السائد أن مثل هذه التصريحات تأتي في سياق الحملة الإنتخابية، لكننا مع ذلك ننظر بخطورة بالغة لمثل تلك التصريحات.
وطالبت الوزارة المرشحين بإعادة النظر فيها. وبناء على هذه التصريحات غير المسؤولة تتوقع الوزارة أن يقوم أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والصديقة في الولايات المتحدة الأمريكية بالتواصل مع حملات المرشحين لتوضيح الأبعاد الخطيرة لهذه التصريحات، وتداعياتها على فرص إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها