بيان صادر عن قيادة حركة فتح إقليم لبنان
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح المجاهد
إِنَّ حركة فتح الرئدة أخذت على عاتقها منذ البداية تتَوير الواقع الفلسطيني، ومقاومة الاحتلال، واعادة رسم الخارطة السياسية الفلسطينية، وتحصين القضية الفلسطينية، وهي تدرك تمام الادراك أن مهمتها صعبة، وأنها مُستهدفة باستمرار من جهات عديدة من أجل إضعافها، وانهاكها، وتمزيق نسيجها الداخلي، والعمل على تدمير إنجازاتها النضالية.
وهذا الاستهداف الذي بدأ منذ البداية كان منسجماً مع ترسيخ الكيان الصهيوني الحارس الأمين على المصالح الاستعمارية والغربية في المنطقة العربية، لأن هذا الكيان الصهيوني الذي أُقيم على أرضنا لا يستطيع البقاء والاستمرار في مهمته العنصرية والعدوانية والاجرامية طالما أنَّ الثورة الفلسطينية تمتلك القوة والقدرة على حماية نفسها وشعبها وقضيتها.
لذلك ومن أجل الإبقاء على الكيان الاسرائيلي قوياً وقادراً على خدمةِ أسياده الاميركان ومن والاهم، كان لابد من تفعيل آلية تدمير البنية الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال الاجتياحات المتكررة في جنوب لبنان، أو في الضفة الغربية، أوالعدوان على قطاع غزة.
ولأن حركة "فتح" هي العمود القفري لمنظمة التحرير الفلسطينية كانت المحاولات الجادة والمتواصلة وبأَشكال متعددة لكسر ظهر هذه الحركة صاحبة المشروع الوطني، وصاحبة القرار الوطني المستقل، وصاحبة القرار في السلم والحرب، وهي التي ترفض التبعية لأي طرف مهما كانت الشدائد والصعوبات.
إنَّ حركة فتح تمكّنت عبر انضالاتها المتواصلة، وعبر دفاعها عن شعبها ومقاومتها أن تضمن استمرارية هذه المسيرة الرائدة منذ العام 1957 تنظيمياً، ومنذ العام 1965 عسكرياً.
لأن في حركة "فتح" رجالاً مؤمنين بأن فتح ستنتصر بإذن الله وبهمة كوادرها المخلصين، وبإرادة شعبنا شعب الجبارين. إنَّ حركة "فتح" على ثقة بأنها ستستطيع تحطيم المؤامرات معتمدةً على صمود شعبنا في الداخل والشتات، ومنطلقة دائماً من الأمانة التي تركها في أعناقنا ما يزيد على مئة ألف شهيد رحلوا وهم واثقون بأن المسيرة ستتواصل.
إنَّ حجم المؤامرات التي تواجه حركة "فتح"، وتعمل على تقويضها لتسهيل مهمة حماية المشروع الصهيوني كبيرة ومتعددة ولعلَّ أبرزها:
أولاً : استمرار الانقسام، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
ثانياً: تدمير كافة المحاولات الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية، لأن تعزيز الوحدة الوطنية هو الذي يقود إلى تصليب منظمة التحرير الفلسطينية.
ثالثاً: استمرار الصراع في الوطن العربي وغياب الحل السياسي وهذا ما يخدم العدو الاسرائيلي، ويغيَّب الدور الفلسطيني.
رابعاً: غياب الدور العربي المركزي الداعم للثوابت الوطنية الفلسطينية، وخاصة إقامة الدولة المستقلة والقدس الشرقية عاصمة، وإزالة الاحتلال والاستيطان قبل كل شيء، ثم تنفيذ حق العودة استناداً إلى القرار 194.
خامساً: إن الهجمة المسعورة على القيادة وخاصة الرئيس أبو مازن، والتحريض عليه في الوقت الذي يقف الرئيس وبكل جرأة وأمانة وأمام كل العالم ليعلن تمسكه بثوابت مدرسة الرمز ياسر عرفات. وليقود المركب الفلسطيني نحو الامان في خضم المؤامرات التي تحيط به دولياً وعربياً ومحلياً. وأصبح البعض يعتبره عقبة بوجه السلام تماماً كما يعتبره الكيان العنصري الاستعماري، وللأسف أصبح الرئس ابو مازن اليوم يتلقى السهام الحاقدة والسامة ليس فقط من العدو الاسرائيلي، وانما من الساحة العربية وأيضاً من بعض الجهات الفلسطينية ،وكلها تنطلق في الوقت نفسه نحو قائد ورائد هذه المرحلة الرئيس محمود عباس الذي أغضب حضورُه وحرصُه على مسيرة شعبه الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، ومن يدور في فلكهما.
وللأسف فإن الكثير من الجهات المشبوهة التي تقف عاجزة اليوم عن فعل شيء لا تجد أمامها من خيارات سوى التطاول على حركة فتح العملاقة والرائدة، والتي قادت وتقودهذه الثورة العظيمة منذ ما يزيد على نصف قرن، وستبقى هي خيار الشعب الفلسطيني، وهي حركة تمتلك الجرأة الكافية لمعالجة كل ما يعترضها ، أو يمسُّ مسيرتها، ونقول للأقزام المتطاولين عليها اليوم : أعيدوا حساباتكم جيداً، وتذكروا أن هناك عدواً اسمه العدو الاسرائيلي إذا كنتم قد نسيتم.
وتذكروا أن البوصلة يجب أن تكون دائماً باتجاه فلسطين لمن يرغب أن يبقى فلسطينياً، أمّا من جنَّد نفسه لخدمة أعداء قضيته، وشَغَل نفسه للعبث والإفساد وإثارة الفتنة في الصف الفلسطيني فهذا شأنه.كثيرون هم الذين تطاولوا على حركة فتح منذ البدية وحتى النهاية، وحجارة الاقزام طالت الرمز ياسر عرفات حتى عندما كان محاصراً، واليوم تطال رئيس دولة فلسطين ورفاق دربه الرئيس أبو مازن وهو صامد متمسك بثوابت ياسر عرفات وهو يرفض كافة الضغوطات من كافة الجهات ابتداءً من واشنطن ومروراً بالدول الإقليمية والعربية. أنَّ واقع الحال يتطلّب نوعاً من مراجعة الضمير، ونوعاً من الحياء والخجل.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
الحرية والمجد والكرامة لأسرانا البواسل
وانها لثورة حتى النصر
قيادة حركة فتح – إقليم لبنان
6/6/2016
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها