ندد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يوم الجمعة، بالموقف العسكري الروسي "العدائي" في شمال أوروبا، وذلك أثناء لقائه قادة خمسة بلدان من الشمال الأوروبي في البيت الأبيض.

وقال: "نحن متحدون في قلقنا حيال وجود روسيا العسكري المتنامي العدائي والوضع في بحر البلطيق وشمال أوروبا".وكان الرئيس أوباما استقبل قادة دول شمال أوروبا لتعزيز التعاون في ملفات تتوزع بين المناخ ومكافحة الإرهاب على خلفية التوتر الدوري مع روسيا.

ففي الأسابيع الفائتة، أقدمت طائرات عسكرية روسية تكرارا على الاقتراب لمسافة خطيرة من سفن أو طائرات عسكرية أميركية في بحر البلطيق.وفيما حرصت واشنطن على التقليل من خطورة هذه الأحداث، شددت على الحاجة إلى "تطبيع" الأوضاع في هذه المنطقة التي تعتبرها موسكو ساحة نفوذها.

ويتيح اللقاء مع قادة الدول الخمس التي تعد معا حوالي 27 مليون نسمة، التشديد على "التزام الولايات المتحدة حيال أمن أوروبا والتبادلات عبر الأطلسي ونشر القيم الديمقراطية المشتركة"، بحسب البيت الأبيض.

من جهة ثانية  حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، واشنطن من أن بلاده ستدرس إجراءات "لمواجهة التهديدات" التي تشكلها الدرع الأميركية المضادة للصواريخ المنصوبة في بولندا ورومانيا بشكل خاص، لكنه أكد أن موسكو لن تخوض سباقاً جديداً للتسلح.

وقال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي المجمع العسكري - الصناعي الروسي: "الآن وقد نصبت هذه العناصر المضادة للصواريخ، سنضطر لدرس إجراءات لمواجهة التهديدات التي ظهرت لأمن روسيا".

ويشهد مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ الذي بدأ في 2010 انتشاراً تدريجياً شرق أوروبا والمتوسط لرادارات قوية وصواريخ اعتراض. وتعتبر واشنطن أنه بمثابة حماية في مواجهة إيران وكوريا الشمالية، في حين تنظر إليه موسكو كتهديد لقدراتها في مجال الردع النووي.

وأضاف الرئيس الروسي أن "كل هذه العناصر تشكل خطوات إضافية نحو زعزعة استقرار النظام الأمني الدولي ونحو سباق تسلح جديد".

وتابع: "لن ننجر إلى هذا السباق. سنسلك طريقنا الخاص وسنعمل بحرص كبير من دون تجاوز خطط التمويل الراهنة لإعادة تسليح الجيش والأسطول"، منبهاً "سنصحح هذه الخطط لمواجهة التهديدات التي تطاول أمن روسيا".

وقال أيضاً: "سنقوم بكل ما هو ضروري لضمان والحفاظ على توازن القوى الاستراتيجي الذي يشكل الضمان الأكبر لعدم نشوء نزاعات واسعة النطاق".كما ندد بوتين بنشر هذا النظام في رومانيا وبولندا، معتبراً أنه "انتهاك للمعاهدة في شأن القوى النووية ذات البعد المتوسط" والمطبقة منذ 1988.

وبدأ رسمياً، الخميس، تشغيل نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في ديفيسيلو جنوب رومانيا، خلال حفل حضره الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، ومسؤولون أميركيون ورومانيون.

ويضم موقع ديفيسيلو، الذي بلغت كلفة بنائه نحو 800 مليون دولار، صواريخ اعتراضية من طراز اسم ام 3. وسيصبح رسمياً جزءاً من الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي خلال قمة وارسو في تموز/يوليو.