أكد المجلس الاستشاري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، استمرار التحرك الدولي لكسب المزيد من الاعتراف بدولتنا وحقوقنا.

وعبر المجلس في بيانه الختامي للدورة العاشرة، اليوم الأربعاء، عن تقديره ودعمه الكامل للجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس وقيادة منظمة التحرير في التمسك والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ومواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيته المقدسة.

وشدد على أن القدس هي جوهرة مشروعنا الوطني وهي العاصمة الأبدية لشعبنا ودولتنا، ودعم صمود أهلها ومؤسساتها هو صلب برنامجنا الوطني، وضرورة استمرار المواجهة الجماهيرية مع الاحتلال وميلشياته الاستيطانية من أجل استكمال المشروع الوطني.

وأكد المجلس أهمية رصّ الصفوف وتصليب وضعنا الوطني من خلال الإسراع بعقد المؤتمر العام السابع للحركة، والانتهاء من كافة التحضيرات اللازمة وتحديد موعد نهائي لعقده.

كما شدد على أهمية رصّ الصفوف وتصليب وضعنا الوطني، من خلال الإسراع بعقد المؤتمر العام السابع للحركة، والانتهاء من كافة التحضيرات اللازمة وتحديد موعد نهائي لعقده.

وفيما يلي نص البيان:-

عقد المجلس الاستشاري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، دورة اجتماعاته العاشرة (دورة الشهيد يحيى عاشور- حمدان) بمقر المقاطعة في مدينة رام الله يومي 29 و30-3-2016، وأبّن المجلس فيها الشهيد حمدان من قِبل كل من الأخ الرئيس أبو مازن والأخ أمين سر المجلس أبو علاء مترحمين على روحه الطاهرة، ومستذكرين مناقبه وعطاءه لفلسطين منذ ما قبل الانطلاقة وحتى رمقه الأخير ومن خلال كافة المواقع والمهمات الميدانية والنضالية والقيادية، وتمّ تقديم واجب العزاء لعائلة الفقيد الكبير المتواجدة بافتتاح الجلسة.

كما توقف المجلس عند تزامن انعقاده مع الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد، مؤكدا تمسكه وشعبنا بالأرض والحقوق الثابتة ومترحما على أرواح شهداء الأرض على مرّ العقود، كما استحضر المجلس الذكرى الرابعة عشرة لحصار المقاطعة والبدء بتدميرها متزامنا مع اجتياح مدن الضفة، وبدء حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وترحمّ المجلس على روحه الطاهرة .

وألقى الأخ الرئيس محمود عباس كلمة سياسية تنظيمية شاملة بافتتاح الدورة، أكدّ فيها ضرورة الإسراع بعقد المؤتمر العام السابع للحركة وعقد دورة اعتيادية للمجلس الوطني الفلسطيني، لما لذلك من أهمية قصوى بتصليب الوضع الداخلي لمواجهة التحديات الجسام التي تفرضها علينا قوة الاحتلال بتصعيد استيطانها وقتلها وحصارها، وموقفها الممنهج بقتل حلّ الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل؛ وأكد الرئيس تمسك فتح بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، واستمرار العمل على تنشيط مؤسساتها وأطرها .

وتوقف الأخ الرئيس عند خطورة ما تقوم به قوة الاحتلال من قتل متعمد واحتجاز لجثامين الشهداء واستفحال الاستيطان، وتقويض كل الجهود الدولية الرامية لخلق مناخ يوفر أسس الحلّ العادل، وحمّل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع الميدانية .

وأكد أهمية إنصاف المعلمين واتخاذه ما يلزم من قرارات اسهمت بمعالجة اضرابهم الأخير، وأهمية عدم السماح بتدخل أطراف لها أجندات غير بريئة، وأن هذه القضايا المحقة ستتم معالجتها ضمن الإمكانات المتاحة .

كما توقف الأخ الرئيس عند الهبة الجماهيرية والتي بدأت بعد تدنيس الاحتلال وغلاة متطرفيه لباحات المسجد الأقصى ولاستباحتهم للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. محملا اسرائيل كامل المسؤولية عن استمرار القتل والإعدامات الميدانية وهدم البيوت وسياسات العقاب الجماعي، وما يترتب على هذه الإجراءات من نتائج، وأكدّ أننا لن نستطيع الاستمرار بتطبيق الاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي من طرف واحد.

كما أكد الرئيس إصرارنا على استرداد الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية ببرنامج "م.ت.ف" والتحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية، واستمرار تحملنا مسؤولياتنا تجاه شعبنا الصامد بغزة لإنهاء الحصار وتمكينه من الحياة الحرّة الكريمة .

كما تطرق الرئيس لاستمرار حراكنا السياسي والدبلوماسي من خلال التوجه لمجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار يدين الاستيطان ويؤكد مسؤولية المجتمع الدولي بوقفه وإزالته لإنقاذ حلّ الدولتين.

 وأكد الدعم الفلسطيني الصريح للأفكار الفرنسية الداعية لعقد مؤتمر دولي، يضع آلية لإنهاء الاحتلال ويعيد الزخم الدولي المطلوب للقضية الفلسطينية من خلال اشراك دول وأطراف دولية عديدة بهذا الجهد وشدد على استمرارنا بتعزيز المكانة القانونية لدولة فلسطين من خلال الانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية وكسب المزيد من الاعتراف الدولي، من جهة أخرى الاستمرار ببناء المؤسسات الوطنية العامة والخاصة من مدن صناعية ومستشفيات تخصصية وغيرها نحو تجسيد أسس الدولة.

هذا وقد شارك أعضاء المجلس الاستشاري بنقاش مستفيض حول الأوضاع الوطنية والسياسية والتنظيمية، مؤكدين على :

- أهمية رصّ الصفوف وتصليب وضعنا الوطني من خلال الإسراع بعقد المؤتمر العام  السابع للحركة، والانتهاء من كافة التحضيرات اللازمة وتحديد موعد نهائي لعقده.

- كما عبر المجلس الاستشاري عن القلق البالغ من انسداد الافق السياسي جراء سياسات الاحتلال، وأكد ضرورة استمرار المواجهة الجماهيرية مع الاحتلال وميليشياته الاستيطانية من أجل استكمال المشروع الوطني الفلسطيني، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة، واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية على أساس التمثيل النسبي الكامل لتحقيق الانتقال الامن وانهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية.

- أن الهبّة الجماهيرية، انطلقت من القدس ردا على اجتياحات المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات، وهي صرخة لمواجهة الاحتلال والقمع والحصار .

- أن القدس هي جوهرة مشروعنا الوطني وهي العاصمة الأبدية لشعبنا ودولتنا ودعم صمود أهلها ومؤسساتها وهو صلب برنامجنا الوطني.

- يدعو المجلس الاستشاري الحكومة لإيلاء القضايا الاجتماعية الاهمية القصوى، ودعم صمود المواطن على ارضه، خاصة في القدس والمناطق المهددة بالاستيطان وتوجيه سياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية لدعم المنتج الوطني وحماية الشرائح الاكثر عوزا.

- الاهتمام بالشتات الفلسطيني لما يمثّله ذلك من حلقة مركزية بمشروعنا الوطني، وإعادة النظر بالأطر الوطنية والحركية التي تتعامل معه، مؤكدين التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

- استمرار التحرك الدولي لكسب المزيد من الاعتراف بدولتنا وحقوقنا.

وإن المجلس الاستشاري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" باعتباره ممثلا للخبرة المتراكمة لأجيال الحركة المتعاقبة، يؤكد تمسكه بفتح كفكرة وثورة للتحرر والانفتاح والتعايش بمنطقة يريدون تفكيكها وتقسيمها وشرذمتها والحكم عليها بالانغلاق والتطرف والإرهاب .

 إننا نمثّل إرادة جماعية لحركة عملاقة قادت شعبنا في أحلك الظروف وحولته من جموع لاجئين لشعب يعتز بوطنيته وأرضه وقيمه وصاغت له تمثيلا وطنيا مستقلا من خلال "م.ت.ف" قادرة رغم التحديات، على قيادته نحو تجسيد الاستقلال والسيادة بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف .

ويعبر المجلس عن تقديره ودعمه الكامل للجهود الكبيرة التي يبذلها السيد الرئيس وقيادة منظمة التحرير في التمسك والحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ومواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا وقضيته المقدسة.

 إن المجلس الاستشاري ينحني إجلالا لشهدائنا الأبرار ويتوجه بالتحية والإكبار لأسرانا البواسل في زنازين الاحتلال، وإلى جرحانا الأبطال وإلى جموع شعبنا الصامد، مجددا العهد والقسم حتى تحقيق الاستقلال والسيادة