تحدث ضابط اسرائيلي كبير عن جهوزية بلاده الكاملة للدخول في أي حرب مرتقبة مع لبنان أو غزة، مشيرًا إلى أن تل أبيب قادرة على إعادة لبنان 300 سنة إلى الوراء، بالإضافة إلى القدرة على احتلال غزة وتدميرها.

"باستطاعتنا اعادة لبنان 300 سنة الى الوراء اذا اردنا ذلك ونستطيع احتلال غزة وتدمير مرافقها في ايام قليلة"، هذا ما قاله ضابط عسكري اسرائيلي كبير لـ "إيلاف"، الضابط الاسرائيلي هو احد المسؤولين عن تعبئة الجيش الاسرائيلي وتنسيق الانشطة القتالية.

وردا على سؤال إن كانوا سيفعلون ذلك، قال إن الجيش يستطيع القيام بذلك من الناحية العملية والقدرة العسكرية, الا انه يخضع لاوامر القيادة السياسية وهو لا يتوقع ان يتلقى امرا كهذا، وعندما سألناه حول تهديدات الامين العام لحزب الله حول ضرب مستودعات غاز الامونيا في خليج حيفا، قال الضابط ان اسرائيل تعرف وجاهزة لمثل هذا السيناريو.

وقال ايضا ان مرافق حيوية في اسرائيل قد يتم شلها في حال نشوب مواجهة مع حزب الله، مؤكدًا بأن حزب الله والذي يقف على رأسه يعي تماما ما ستكون عليه ردة فعل اسرائيل، وهو لن يقوم بمغامرة كهذه. وكشف الضابط ان اسرائيل ابلغت حزب الله بواسطة دولة عظمى (والقصد روسيا بدون ان يفصح الضابط عن ذلك مباشرة) ان عليه ان يفكر مليا قبل القيام بأي خطوة لانه ساعتها لن ينفع الندم مثلما حصل في حرب تموز في العام 2006، حيث قال نصر الله: "لو كنت اعلم ان هذه ستكون ردة فعل اسرائيل ما كنت قمت بما قمت به"، وهذا بحسب الضابط.

واضاف ان قرى جنوب لبنان سوف تتلقى ضربة هائلة اسوة بكل التجمعات والمرافق التي بناها حزب الله في لبنان وداخل القرى والمدن وبين بيوت السكان العزل. انفاق مزعجة وعن مسألة حفر انفاق على الحدود الشمالية، قال الضابط ان الامر وارد ولاسرائيل اجابات للامر دون ان يضيف في الموضوع، مشيرا الى ان حزب الله بارع في الحرب والتنقل بين الانفاق والمواقع تحت الارض وبين السكان وفي الاحياء المكتظة.

وقال ان اسرائيل تحترم اعداءها وتنطلق من نقطة ان العدو ذكي وبارع ولديه القدرة على القتال والتجسس ومعرفة الجانب الاخر، واضاف انهم يعتبرون نصر الله قائدا جديا وانه يعرف ما ستكون ردة اسرائيل على اي اعتداء لذلك، وعليه أن يبقي على وضعية الاحتواء المتبادل على الحدود الشمالية ولا يقوم بمغامرات قد تضيع عليه كل ما بناه. انسانية الجيش!

الضابط الكبير، قال ايضًا ان الجيش الاسرائيلي يعمل على ان يكون جيشا عصريا وصغيرا، ولكن قاتلا في حال الحرب، وهو يتدرب بشكل متواصل على حروب الشوارع والعصابات وانه قادر على حسم المعارك بشكل غير اعتيادي، وهو يملك كل التقنيات التي تمكنه من ان ينتصر في كل مواجهة، وعندما سألنا انه كيف لجنود يتدربون لقتال جنود ومجموعات مسلحة ان يتعاملوا من المواطنين العزل في الضفة الغربية، قال الضابط ان الجيش الاسرائيلي يواجه حالة استثنائية في العالم، الا انه يعرف كيف يبقى انسانيا، سألنا انسانيا؟! .. وهو يواجه اطفال ونساء وكبار السن في قرى ومدن الضفة الغربية؟ فقال: نعم هناك حالات شاذة ونحن نعاقب هؤلاء بقوة وبصرامة، وكل جندي يقوم بعمل غير اخلاقي او خارج نطاق الاوامر يعاقب فورا والامثلة كثيرة، ولكن قياسا بعدد الجنود من الجيش في الضفة الغربية، حيث هناك نحو 40 الف جندي يوميًا، ونسبة الحوادث الشاذة ضئيلة جدًا، الا اننا لا نتهاون بذلك.

وعن وجود جنود في الضفة الغربية في احتكاك دائم مع المواطنين الفلسطينيين، قال الضابط انه كان يفضل ان يقوم حرس الحدود، اي الشرطة، بهذه المهمة، ويعطوا الجيش القيام بمهماته في التحضير لمنع الحروب عن طريق الردع وخوض الحروب والمعارك عند الحاجة لتأمين حياة مواطني اسرائيل. مواجهة حتمية اما عن غزة وحماس، فقال الضابط ان المواجهة مع حماس هي مسألة "متى" وليس "اذا"، اي ان المواجهة قادمة، وان وضع حماس الداخلي الان من سيء الى اسوأ، وقد تقوم بشيء ما لخوض مواجهة جديدة، فحماس تحفر الانفاق وتستعد، واقول هنا بصراحة، الانفاق موجودة، وقد يكون هناك نفق او اكثر هجومي، وعلينا التحقق من منعهم القيام بذلك، الا انه لا يمكن التأمين مائة بالمائة بمنعهم من حفر الانفاق الى داخل اسرائيل، ولكننا لن نعطيهم امكانية النجاح ونعمل بشكل متواصل للكشف عن اي عمل عدائي في اراضينا، ونحن على استعداد لمواجهة قد تؤدي الى نزوح وتدمير غير اعتيادي، لكننا نأمل الا نصل الى هذا الوضع.

الضابط الكبير تحدث ايضا عن مسالة التعامل مع المجندات وحوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي في الجيش، وقال ان الامر قطع مرحلة طويلة، والضابط مهما كانت رتبته او كانت بطولاته او اوسمته فإنه في حال الاعتداء على مجندة او التحرش بها فهو يعاقب فورا، وبنفس اليوم الذي تحدثنا به مع الضابط تم الاعلان عن تعليق خدمة ضابط كبير، وهو اوفك بوخريس، حيث اتهم باغتصاب مجندة كانت تحت امرته، وفي هذه الايام يتم الانتهاء من التحقيقات، والواضح ان هذا الضابط على وشك خسارة كل ما بناه، حتى وان تبرأ من التهمة . سوريا وعن الوضع السوري، أكد الضابط العسكري ان سوريا باتت مسرحا لحرب ضارية تقاتل فيها فئات وحتى دول عظمى، واسرائيل لا تتدخل، بل تقوم بالمراقبة بكل الوسائل ولديها خطوط حمراء معروفة للجميع، وهي (أي اسرائيل) تنسق مع الدول الكبرى في الامر، الا انها استطاعت بناء سياج طويل، ومن جهة اخرى تراقب تحركات المنظمات والجهات الاخرى في الاراضي السورية وتقوم عند الحاجة بضرب اهداف محددة، او من يحاول المس بسيادة اسرائيل او الاعتداء على قواتها، واضاف ان الهدنة في سوريا مطلوبة، الا انه شكك في استمرارها لوقت طويل.