الحراك الفلسطيني الذي تقوده خلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية واللجان الشعبية وبمشاركة مؤسساتية ونقابية وحشود شعبية فلسطينية، دخل أسبوعه الخامس على التوالي. هذا الحراك التصاعدي والمستمر، تقابله الأونروا بمزيد من الإصرار على سياسة اللا مبالاة، ومزيداً من التمسك بقراراتها التقليصية. هذه القرارات الجائرة من شأنها زيادة معاناة الفلسطينيين على كافة الصعد التعليمية والصحية والخدمات الإغاثية المختلفة، إضافة إلى دفع الفلسطينيين إلى الهجرة، وبالتالي إلى شطب حق العودة.

وهذا ما دفع خلية أزمة الأونروا التحرك باتجاه السفارات الغربية والأوروبية، فنظمت إعتصاماً رمزياً من كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في عَوكر قبيل ظهر الثلاثاء 23/2/2016 حيث رفعت اللافتات المنددة بسياسة الأونروا وأعلام فلسطين.

وانتهى الإعتصام بكلمة أزمة الخلية ألقاها عضو الخلية صلاح اليوسف، وجاء فيها:  "مثل صمود قلاعنا في الأرض كحق يأبى النسيان، لن نمل أو نكل، وسنبقى نرفع صوتنا حتى تحقيق مطالبنا العادلة بحياة كريمة مثل أي شعب على وجه الأرض".

من قلب معاناة المخيمات الفلسطينية في لبنان ووجعها المفتوح منذ عقود على نكبة فلسطين وجرح اللجوء والتشريد من قلب بيروت، عاصمة الحرية والأخوّة اللبنانية الفلسطينية، جئنا إلى هنا أمام السفارة الأمريكية، لنرفع الصوت عالياً، لنُسمع العالم أجمع بأن معركتنا ضد قرارات الأونروا وتقليص خدماتها واخرها الصحية لن تهدأ ولن تتوقف.

نخوض حراكنا الديمقراطي السياسي الشعبي الانساني بعزيمة صلبة بأننا نريد العيش بكرامة إلى حين العودة ولا نريد الموت بصمت، أو على أبواب المستشفيات أو في زوايا المنازل.

نحن نخوض هذا الحراك لندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته اخلاقياً وانسانياً وقانونياً فهو الذي انشأ وكالة الأونروا والرعاية واغائة اللاجئين وهو المسؤول عن تأمين الأموال اللازمة لسد عجزها.

واذا كان هذا العالم لا يريد أن يوفر الأموال الضرورية لموازنة الأونروا، فليطبق الآن قراراته ضد الكيان الصهيوني ومنها القرار 194، نعم، نريد العودة إلى فلسطين، نحن شعب أصحاب قضية سياسية بامتياز، ولا نريد أن نكون لاجئين بلا عنوان، أو متسولين على أبواب السفارات.

على المجتمع الدولي أن ينصف هذا الشعب المظلوم، ويكفي صمتا على ظلم الاحتلال الاسرائيلي الذي هو سبب النكبة والتشريد واللجوء وكل بلاء ومعاناة.

نحن على قناعة أن الأزمة مع الأونروا ليست مالية فقط وانما هناك أهداف سياسية لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة عبر الغاء هذه المؤسسة الدولية، وصولاً إلى انهاء المخيمات عبر تفريغها، وتفريعها عبر انهاء الخدمات لزرع اليأس والاحباط ثم دفع الشعب نحو الهجرة وبالتالي انهاء خدمات الأونروا فيجب أن نصمد ونصبر ونقاوم كل التقليصات، انه نضال وطني شعبي ويجب أن نتمسك بوكالة الأونروا كشاهد حي على قضيتنا السياسية، وعلى حق العودة وانشاء الأونروا هو تعويض من المجتمع الدولي عن صمته على جريمة نكبة فلسطين وتشريد شعبنا.

إنَّ ما نقوم به من حراك احتجاجي مشروع لتحسين التقديمات كلها  بدءاً من الاسراع باعادة اعمار مخيم نهر البارد ووقف مأساة تهجير أهله، إلى اعادة العمل ببرنامج الطوارئ إلى دفع بدل الايجار والايواء إلى التراجع عن النظام الاستشفائي الجديد، وأن تحسين الخدمات الاغاثية والتربوية هو حق لنا وليس صدقة أو منة من أحد ونحن حازمون في تصعيد وتيرة الاحتجاجات الأسبوعية وهذا ما أخذته على عاتقها خلية أزمة الأونروا.

وعلى المفوض العام ومديره العام وصنّاع القرار أن يفهموا رسالتنا جيداً بأننا شعب واحد موحد وقرارنا هو أننا لن نقبل باستهداف حق العودة أو انهاء الأونروا أو تقليص خدماتها وأنه لا لقاء أو حوار معها قبل التراجع عن قراراتها الاستشفائية الأخيرة ونحمِّلها مسؤولية حياة المرضى الفلسطينيين.

تحية إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في كافة المخيمات والتجمعات الموحَّدة خلف قرارات وتوجهات القيادة السياسية الفلسطينية، ونثمِّن تفاعل أهلنا ومحافظتهم على المراكز والمنشأت وعدم الاساءة للموظفين والعاملين في وكالة الأونروا كما نقدِّر عالياً الجهد الذي تبذله اللجان الشعبية والأهلية والحراكات الشعبية والشبابية والفاعليات الوطنية والاسلامية لانجاح البرامج وتنفيذها بضورة خلاقة.

تحية إلى الموقف اللبناني السياسي والروحي والأمني المتضامن مع الشعب الفلسطيني في معركته لمواجهة قرارات واجراءات الأونروا في تخفيض الخدمات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان. تحية إلى القوى العسكرية والأمنية التي حافظت على الأمن وسلامة الإعتصام.