زهران معالي على جدار يحيط بمنزل عائلة محمد زيود في السيلة الحارثية غرب جنين، خطت عبارة "الدنيا ما فيها وفاء"، لكن مع ساعات فجر اليوم، نسف نجلهم علاء فحواها، بعد أن جسّد أسمى معاني الوفاء لرفيق دربه الشهيد أسامة صبح حتى الشهادة.
فجر اليوم، ارتقى الشهيد زيود بعد أن أعدمته قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لبلدة برقين، والتي أسفرت عن إصابة مواطنين آخرين جرى نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج واعتقال آخر، كما شنت حملة دهم وتفتيش لعدة منازل في البلدة.
ويروي شاهد عيان تفاصيل إعدام قوات الاحتلال الشهيد زيود (22 عامًا) من نقطة صفر أثناء محاولته صد اقتحامها للبلدة.
"جنود الاحتلال وصلوا إلى الشهيد بعد أن أصابوه وسقط على الأرض، وأعادوا إطلاق عدة رصاصات عليه، فيما أحاطته الآليات العسكرية، ومنعوا وصول الإسعاف إليه حتى تأكدوا أنه فارق الحياة، قبل أن تنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى جنين الحكومي"، يقول الشاهد.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الشهيد زيود أصيب بأربع رصاصات، اثنتان منها في الصدر، ورصاصتان في الرقبة والفخذ الأيمن.
ياسر صبح والد الشهيد أسامة الذي اعدمته قوات الاحتلال يوم الأحد الماضي، يقول إن "زيود كان رفيق درب ولده، وتجمعهما علاقة قوية، وطلب الشهادة ونالها والتحق بحبيبه أسامة".
في بلدة السيلة الحارثية، تجمعت النسوة في منزل عائلة الشهيد، وعم الصمت قبيل وصول الجنازة للمنزل.
"الليلة كان سهران معنا، يضحك ويمزح، الحمد لله طلب الشهادة وربنا أكرمه فيها"، تقول جدته.
وقبل ساعات من استشهاد علاء، كانت عائلته فرحة بعد أن حددت تاريخ زواج شقيقه على ابنة عمه في السابع من تشرين الثاني المقبل، وفق ما يوضح والده محمد.
ويقول إنه التقى بولده علاء بعد منتصف الليل أثناء خروجه من المنزل، وأخبره أنه سيذهب لشراء علبة سجائر وسيعود بعد قليل، لكن طالت ساعات غيابه، حتى استفاق على اتصال هاتفي في الرابعة صباحًا يفيد بنبأ استشهاده في بلدة برقين.
"علاء ترك فراغا كبيرا في المنزل، ونحن متعودون عليه بأنه مرح ومحبوب ويلبي نداء الجميع، لكن الاحتلال يتعمد إعدام أبنائنا ويريدنا أن نترك بلادنا، لكننا صامدون هنا وباقون هنا، افتخر بابني الشهيد". يؤكد الوالد المكلوم.
وشيّعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، جثمان الشهيد زيود، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، وجاب شوارع المدينة، قبل أن ينقل لمنزل عائلته حيث ألقيت نظرة الوداع عليه، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة البلدة.
وبعد أقل من ساعة على جريمة الإعدام الأولى التي نفذها الاحتلال بحق الشهيد زيود، فجعت عائلة خزيمية في بلدة قباطية بنبأ إعدام شرطة الاحتلال لابنتها إسراء فالح أبو وعر، قرب باب السلسلة بالقدس المحتلة، لتكون الشهيد الـ14 منذ بداية العام في محافظة جنين.
فادي خزيمية، شقيق الشهيدة إسراء، يوضح لـ"وفا" أنه لا يملك تفاصيل واضحة حول حقيقة ما جرى، وأنه تفاجأ بصورة إعدام قوات الاحتلال لشقيقته على مواقع التواصل الاجتماعي في الخامسة فجرًا.
وتابع خزيمية بأن شقيقته متزوجة منذ 13 عامًا من ابن عمها، ولديها ثلاثة أولاد وبنت، أكبرهم عمره (10 أعوام) وأصغرهم عامان، وتدرس في جامعة القدس المفتوحة في السنة الثالثة، تخصص علوم مالية ومصرفية.
ويؤكد أن شقيقته تعيش في عائلة مستقرة اجتماعيًا وماليًا، مشيرًا إلى أن ضابط مخابرات إسرائيلي اتصل به وأخبره بنبأ استشهاد شقيقته.
ولا يزال جثمان الشهيدة إسراء محتجزًا لدى الاحتلال، حيث لم تبلغ العائلة حتى الآن إن كان الاحتلال سيسلم جثمانها أم لا.
ويناشد خزيمية المؤسسات الحقوقية والدولية بضرورة التدخل العاجل للإفراج عن جثمان شقيقته، لدفنها في مقابر البلدة.
وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق محافظة جنين خلال الأشهر الأخيرة، فوفق نادي الأسير الفلسطيني فقد اعتقلت قوات الاحتلال 54 مواطنًا، بينهم سيدتان منذ بداية شهر أيلول الجاري، منهم (48) معتقلا منذ السادس من أيلول الجاري، الذي استعاد فيه ستة أسرى حريتهم عبر نفق الحرية من سجن جلبوع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها