قام وفد مشترك مركزي من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة في لبنان بجولة على القيادات السياسية لمدينة صيدا، ضم الوفد عن فصائل "م.ت.ف"  فتحي أبو العردات، وصلاح اليوسف، وعدنان أبو النايف، وغسان أيوب، وسمير لوباني، وماهر شبايطة، وعن تحالف القوى الفلسطينية علي بركة، ورفعت جبر، وحسن زيدان، ومحمد ياسين، وعن القوى الاسلامية عيسى المصري، وعن أنصار الله محمود حمد.

بدأت الجولة على القيادات السياسية في مدينة صيدا لوضعها بالموقف الفلسطيني الموحد من إجراءات الأونروا التعسفية، وقد استهلت الجولة بلقاء النائب بهية الحريري على أن تلتقي المفتي الشيخ سليم سوسان والدكتور أسامة سعد، والدكتور عبد الرحمن البزري.

وكانت الجولة الأولى على النائب بهية الحريري التقاهوها في مجدليون مقدمين لها التعازي بالذكرى الحادية عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعرضت عليهم الأوضاع في المخيمات الفلسطينية وموضوع تقليص الأونروا لخدماتها إلى جانب الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بدوره، وضع الوفد الحريري في صورة التحركات الفلسطينية رفضاً لقرارات الأونروا الأخيرة فيما يتعلق بتطبيق نظام صحي جديد للاجئين، متمنين عليها ومن خلالها على كتلة المستقبل النيابية المساعدة بالضغط باتجاه حث الوكالة على الغاء أو تجميد هذه القرارات.

وتحدث بإسم الوفد أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أبو العردات فقال: أتينا اليوم من أجل تقديم واجب العزاء بالذكرى الـ 11 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وللتهنئة بعودة الشيخ سعد الحريري إلى لبنان، وهي مناسبة تباحثنا فيها بكافة المواضيع وقدمنا شكرنا للحريري على دعمها المستمر والمتواصل من أجل تثبيت الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة.

وأريد أن اطمئن إلى أن الأمن والاستقرار يسود المخيم والقوة الأمنية المشتركة واللجان المعنية بالموضوع تتابع عملها من أجل أن يبقى هذا الأمن والاستقرار ويتعزز لما فيه مصلحة المخيم والجوار وصيدا تحديداً.

وتباحثنا في موضوع القدس وما تعانيه اليوم والوضع داخل الأرض المحتلة وسياسات القتل الميداني ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني واستنساخ تجربة الحرم الابراهيمي في الخليل ومخاطر هذا الموضوع على القدس وعلى أهلها .

وأضاف: "تباحثنا في موضوع الأونروا والتحرك المستمر والمتواصل من أجل الغاء أو على الأقل تجميد القرارات المتعلقة بموضوع الصحة وكذلك موضوع النازحين وقضية أخوتنا في مخيم نهر البارد، ونحن لا نريد ولا نرغب بأي إشكال مع الأونروا، بالتالي نريد دعم هذه المؤسسة حتى تبقى الشاهد الحي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، لكننا نريد أن نبعث برسالة أن هذه التقليصات هي مؤشر سلبي من قبل الأونروا في موضوع التخلي التدريجي عبر تقليص الامكانات المخصصة للاجئين الفلسطينيين الذين لهم هنا في لبنان خصوصية وهم بحاجة ماسة إلى هذا الحد الأدنى الذي يقدم لهم من الامكانيات" .

وتابع: كذلك وضعنا السيدة بهية في صورة التحرك على الصعيد المحلي والاقليمي في الرسالة التي أرسلها الرئيس أبو مازن إلى بان كي مون بضرورة أن تبقى هذه الخدمات للأونروا وأن تتحسن نتيجة الواقع الصعب الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون، كذلك وضعناها في صورة الزيارة لسماحة المفتي وسنستكمل هذه الزيارات على كل الفاعليات السياسية اللبنانية من أجل حشد التأييد لهذا الموضوع الحساس والهام الذي يمس الواقع الحياتي للاجئين الفلسطينيين في لبنان .

ورداً على سؤال حول حصيلة التواصل مع المفوض العام للأونروا قال أبو العردات: لقد حصل لقاء بينه وبين السفير أشرف دبور وبالتالي لم يكن هناك حلول كما تبلغنا، لذلك سيستمر هذا التحرك ونحن نأمل أن تلعب دوراً الحكومة اللبنانية ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي تمكنت من مقابلة المفوض العام، كون تداعيات تقليص الخدمات سينعكس سلباً على الوضع في البلد، لذلك فإن الحكومة اللبنانية معنية بهذا الموضوع ونحن على تواصل مستمر من أجل تكامل الجهد لتجميد هذا القرار، وبعد هذا التجميد يمكن أن نجلس في جلسة حوار بإشراف الدولة اللبنانية وتشارك فيها كل مكونات المجتمع الفلسطيني والأونروا من أجل ايجاد الحلول للقضايا التي تمس الواقع الحياتي للناس باتجاه تحسينها ومواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية.

ورداً على سؤال حول ما حكي مؤخراً  عن دخول غرباء إلى مخيم عين الحلوة وخروج أشخاص إلى سوريا قال أبو العردات: هذا الموضوع تداولنا به كما نتداول به في اجتماعاتنا الفلسطينية ونستطيع القول أن كل الأمور قيد المتابعة وقيد التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية ونحن نتابع كل ما يقال حول الموضوع. هناك تضخيم لبعض المعلومات، وكما تجاوزنا الصعوبات والتحديات في السابق لدينا اصرار اليوم على أن يبقى مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات وأن يبقى الأمن في عين الحلوة جزءاً من الأمن في صيدا وجزءاً من الأمن اللبناني بالتعاون مع الدولة اللبنانية بكل مكوناتها .

وفد القيادة الفلسطينية الموحدة التقى أيضاً مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في مكتبه بدار الافتاء حيث جرى عرض للشان الفلسطيني عموماً والأوضاع في المخيمات والتحركات الفلسطينية ضد قرارات الأونروا.

وأكدت الحريري في هذا السياق وقوفها إلى جانب حق اللاجئين في الحصول على الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية، وأن الأونروا قامت أساساً ترجمة لإعتراف دولي بهذا الحق للاجئين الفلسطينيين بالحياة الكريمة لحين عودتهم إلى وطنهم فلسطين، وأن استمرارية عملها وتقديماتها وتحسين خدماتها هي مسؤولية دولية والضغط بهذا الاتجاه هو مسؤولية الجميع، مؤكدة أنها لن تألو أي جهد من شأنه أن يساهم في ايجاد حل لهذه الأزمة بالتواصل مع الجهات المعنية .

ونوهت الحريري في هذا السياق بتوحد كل القوى والشعب الفلسطيني في لبنان خلف هذه القضية المحقة مستمكلين بذلك ما بدأوه وحققوه من توحد واجماع على أمن واستقرار ساحتهم ومخيماتهم، معتبرة أن في هذا الاصرار والاجماع الفلسطيني على الحفاظ على الاستقرار الأمني والاجتماعي للاجئين دعماً لحقوقهم وقوة لقضيتهم المركزية فلسطين .

واستكمل الوفد زيارتهم إلى أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد بحضور عضوي اللجنة المركزية للتنظيم محمد ظاهر، ومصطفى حسن سعد.

وتباحث المجتمعون بالإجراءات التعسفية لوكالة الأونروا، واعتبروا أن تقليص الأونروا لخدماتها من شأنه أن يؤدي إلى تردي الأوضاع المعيشية لأبناء الشعب الفلسطيني. كما أكد المجتمعون ضرورة الضغط على الوكالة والمجتمع الدولي لتأمين أبسط مستلزمات اللاجئين من حقوق اجتماعية وصحية، وداعين الوكالة إلى التراجع عن قراراتها الأخيرة.

وأدلى الدكتور عبد الرحمن البزري بتصريحٍ أيّد فيه مشروعية التحركات الفلسطينية في وجه سياسة الأونروا ودورها وتوسيع خدماتها، معتبراً أن تراجع خدمات الأونروا لا يمكن تفسيره إلاّ في إطاره السياسي ومضمونه الهادف إلى إضعاف حق اللجوء الفلسطيني، وتصفية قضية اللاجئين.

 ودعا البزري اللبنانيين حكومة وسياسيين، وهيئات أهلية ومدنية، للمشاركة في التحركات الفلسطينية الهادفة لتغيير سياسة الأونروا، وتطوير خدماتها. وختم مؤكداً أن للأونروا رمزية دولية معينة فهي شاهد على فشل المجتمع الدولي في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وعليه فمن واجبها الاستمرار والتطور.