صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الأسابيع المقبلة هي أسابيع مصيرية بالنسبة لمسار المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، والقضية الفلسطينية.

 

وقال عريقات خلال لقاء أجراه الإعلامي د. ناصر اللحام لبرنامج "حوار الساعة" على قناة الميادين الفضائية، إن الأيام والأسابيع القادمة ستكون مصيرية إذا ما نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بإبقاء الأوضاع الحالية على ما هي عليه.

 

وبين عريقات أنه وفي حال إفشال إسرائيل للمفاوضات، فسيكون أمام القيادة الفلسطينية فقط ثلاثة خيارات تتمثل: بخيار دولتين على حدود عام 67، وخيار الدولة الواحدة لشعبين من النهر وحتى البحر، وخيار "الأبارتايد" العنصري.

 

مساعي كيري تصب في الصالح الفلسطيني

ويعتقد عريقات أن انسب خيار في هذا الوقت هو خيار الدولتين، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه بالنسبة للمفاوضات فان ذلك يعني دفن المشروع الوطني الفلسطيني.

 

وفيما يخص المساعي التي يبذلها كيري لإحياء آمال السلام في المنطقة، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن كيري اجتمع من تاريخ 21- 3- 2013 مع الرئيس محمود عباس وحتى اليوم 7 مرات، إضافة إلى إجراءه مكالمات أسبوعية مع الرئيس عباس لبحث مساعي السلام.

 

 

وأكد أن القيادة الفلسطينية تبذل كل الجهود لإنجاح مساعي كيري التي تصب في الصالح الفلسطيني وبمصلحة أميركا العليا، في حين يقابل الجانب الإسرائيلي هذه المساعي بـ "مطبخ" شغله الشاغل كيفية إفشال مساعي كيري، على حد وصفه.

 

أبو مازن بخطر بسبب تمسكه بالثوابت

واتهم عريقات إسرائيل بأنها تريد التخلص من الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن بحوزته نسخة عن رسائل خطية بعثها ليبرمان تقول: "إن الرئيس محمود عباس ليس شريكا في السلام ويجب التخلص منه".

 

وأوضح عريقات أن إسرائيل تريد أن تتخلص من الرئيس بسبب تمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني، وتتهمه بأنه المسؤول عن إفشال المفاوضات، مضيفاً "قلبي يقول إنهم سيتخلصون من الرئيس عباس، وهو يعرف ذلك جيداً وهو خبير بالمجتمع الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية".

 

اليوم.. السلطة دون سلطة!

ويرى عريقات أن نتنياهو يستهدف المضي بإستراتيجيته بأن تكون السلطة الفلسطينية دون سلطة، وأن يكون احتلال إسرائيل دون كلفة، والدفع بغزة إلى مصر، والعمل على طرح تغيرات في مفاهيم عملية السلام.

 

مشيراً أنه لم تعد وظيفة السلطة الاستقلال ولا تمتلك ولاية أمنية أو سياسية أو اقتصادية بالنسبة لنتنياهو، مطالباً

بإعادة الدور التعاقدي الذي قامت عليه السلطة وهو نقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، في الوقت الذي يسعى نتنياهو لتفريغ هذا الدور من مضمونه.

 

عريقات: المصالح أقوى من أن يضحى بها لأجل المصالحة

وفيما يخص المصالحة الفلسطينية، أعرب عريقات عن اعتقاده بأن ما يحول دون إحلالها هو نمو مصالح في غزة، بعد سبع سنوات من الانقسام وتجارة الأنفاق، مضيفاً "قد تكون هذه المصالح أقوى من أن يضحى بها لأجل المصالحة".

 

وأردف عريقات قائلا: " الانقسام وصمة عار وهو معيب وجرح في الكف، وعندما نختلف نلجئ إلى صناديق الاقتراع وليس إلى صناديق الرصاص".

 

وأكد عريقات أن المصالحة لن تتم إلا من خلال صناديق الاقتراع والعودة إلى خيار الشعب، وإذا لم تتفق فتح وحماس فسيبقى الشعب الفلسطيني في مسار الضعف سياسيا واقتصاديا، مشدداً أنه لا يمكن أن تكون دولة فلسطين بدون غزة والضفة والقدس.

 

تكليف رامي الحمد الله لن يعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية

وفي تعقيبه على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة رامي الحمد الله، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين إن تكليف الحمد الله لن يعيق المصالحة بين فتح وحماس وفي حال تنفيذ خيار الانتخابات، فالحمد الله لن يعيق خيار الشعب.

 

وبين عريقات "أن الحمد الله هو من علماء فلسطيني ويعلم ماذا يعني بناء المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية، والرئيس يعرف هذا الرجل من خلال مسؤوليات كثيرة نهض بها، وهو مناسب لهذه المرحلة ولا يمسك العصا من النصف فهو حاسم بقراراته".

 

عريقات يصدر كتاباً جديداً

وكشف عريقات للميادين أنه سيصدر خلال وقت قريب كتابا جديدا، يتضمن المقارنة بين السلوك التفاوضي العربي والسلوك التفاوضي الغربي.

مبيناً أن هذا الكتاب مدخل لمعرفة هذا الفكر، وكيفية نهوض الأمة بفكرة وإسقاطها لفكرة أخرى.