يا جماهير شعبنا الفلسطيني في لبنان 

في هذا الوقت العصيب حيث يعيش أهلنا الفلسطينيون في لبنان ظروفاً أمنية واجتماعية ضاغطة بسبب ما يلف المنطقة من توتراتٍ وأحداثٍ أمنية تتفاقم معضلة تقليص الخدمات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، هذه التقليصات التي طالت مختلف الخدمات الأساسية، وخاصة قضية الصحة، والعلاج بكل أصنافه، وهذه التقليصات، إضافة إلى إجبار المريض على دفع مبالغ من قيمة العلاج تصل إلى حدود 20% علماً أنّ الاوضاع الاقتصادية للاجئ الفلسطيني لا تمكّنهُ من دفع المطلوب خاصة في ظل البطالة، وانتشار الأمراض، وارتفاع أسعار الطبابة، وخاصة الامراض المستعصية بالسرطان والكبد، والرئتان، وامراض القلب، وأمراض الرأس، والأعصاب، ومثل هذه الأمراض تتطلب من الانروا المزيد من الرعاية والاهتمام، وتخفيف الاعباء عن المريض الذي يكون غالباً يعيش حالة كفاف، ويئن من الفقر. 

أمام هذا الواقع المر فإننا في حركة فتح نؤكد القضايا التالية: 

أولاً: نحن في حركة فتح نسعى إلى ضمان إستمرارية وكالة الانروا في عملها فهي المكلّفة منذ حصول النكبة من قبل الأمم المتحدة برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات الفلسطينية، وتقديم الخدمات المطلوبة إلى أن تتم عودة شعبنا إلى أرضه التاريخية فلسطين وتنفيذ القرار 194. 

ثانياً: إنّ ما تقدمه وكالة الانروا لشعبنا ليس مِنّةً من أحد وإنما هو حق لنا يجب أن نستلمه بشكل كامل، لأنّ حالة اللجوء والتشرد التي نعيشها منذ سبعة وستين عاماً، ومسلسل العذاب والألم والغربة هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي قدّم أرض فلسطين كياناً عنصرياً للصهاينة، ولهذا السبب فإننا متمسكون بحقوقنا، ونطالب بتأمين الخدمات المطلوبة كاملة، وعلى عاتق الأمم المتحدة ورئاسة الانروا تقع مسؤولية جمع الأموال من الأطراف المانحة وهذه مسؤولية دولية جماعية. 

ثالثاً: وبقدر حرصنا على استمرار عمل الانروا وتقديم خدماتها كونها معنية بقضية اللاجئين الفلسطينيين، فإننا معنيون أيضاً بتأمين حقوق شعبنا، وضمان معالجته وتعليمه. 

رابعاً: إننا نبدي تخوفنا من أن تؤدي عملية نقص وتقليص الخدمات، وتخلي الانروا عن تقديم الخدمات مباشرة، وتكليف جهات أخرى بهذا الدور، والذي من شأنه أن يقود إلى إعفاء وكالة الانروا من هذه المهمة التاريخية، وهي على تماس مع قضيتنا الفلسطينية، وهذا سيقود حتماً إلى تضييع الحق الفلسطيني، وهذا ما يسعى إليه الجانب الإسرائيلي في ظل هذه الأوضاع العربية المأساوية السائدة. 

خامساً: إننا ندعو جماهير شعبنا للمشاركة الواسعة في الاعتصامات التي ستتم في مختلف المناطق، وحتى تكون الرسالة واضحة بأننا نسعى إلى ما يخدم شعبنا وحياته الطبيعية، نخاطب وعبر كل الوسائل مسؤولي الانروا بضرورة التراجع عن القرارات السابقة التي سبّبت الظلم والأذى سواء لشعبنا في لبنان أو لإخوتنا الفلسطينيين اللاجئين  من سوريا حيث يعيشون أوضاعاً مأساوية بعد توقيف بدل الايجارات، وبعض الخدمات مما جعل الكثير منهم يهاجرون عبر البحار، وكثيرون لاقوا مصرعهم بعد أن أصيبوا بالاحباط. 

سادساً: نأمل من جميع الجهات أن تتعاطى بمسؤولية بموضوع الاعتصامات بعيداً عن تسكير وإقفال مؤسسات الانروا التي تخدم شعبنا، وأن تكون المواقف منسجمة لأن الموضوع يحتاج إلى عقلانية وتخطيط مشترك، فقضية تقليص الخدمات تهم الجميع، وبرامج التحركات يجب أن تكون موحّدة، وفي إطار برنامج مدروس ومبرمج حتى نضمن نجاحنا في عملية المواجهة: لأن الأعمال الارتجالية القائمة على ردات الفعل أو المصالح الفئوية والشخصية لا تخدم المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني. 

وإنها لثورة حتى النصر 

حركة فتح – إقليم لبنان 

12/1/2016