محمد داود عودة (أبو داوود) (19 مايو 1937 - 3 يوليو2010)، عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ولد في بلدة سلوانالقريبة من القدس، كان أحد قادة منظمة ايلول الاسود بالإضافة إلى أبو اياد مؤسس هذهالمنظمة وأبو محمد العمري المسؤول عن عملية اغتيال رئيس الوزراء الاردني السابق وصفيالتل في القاهرة وعلي حسن سلامة (أبو حسن سلامة) واخرين غيرهم، حيث تم إيفاده للمشاركةفي أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح منتصف العام 68 ضمت عشرة من الرعيل الأول المؤسسللمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية التي ستبهر العالم فيما بعد وستضع القضية الفلسطينية،وتحولها من قضية اللاجئين إلى قضية شعب وهوية، وقد شارك في هذه الدورة فخري العمري،علي حسن سلامة، مجيد الاغا، غازي الحسيني ،مهدي بسيسو ،نزار عمار، وشوقي المباشر ،ومريدالدجانى ،حيث تم توزيع عمل هؤلاء القادة الأمنيين فيما بعد تحت مسؤولية كل من الشهيدأبو عمار والشهيد أبو جهاد، والشهيد أبو إياد، ومن المعروف أن هذه الدورة تمت في معهدالبحوث الإستراتيجية التابع للمخابرات العامة المصرية والمتخصص في تخريج قادة العملالامنى والعسكري. عمل مدرسا للفيزياء والرياضيات في إحدى مدارس اريحا قبل أن ينتقلللعمل في الكويت تولى أبو داود قيادة المليشيات الفلسطينية في الأردن التي كانت تضمأربعة عشر ألف مسلح، وشارك في أحداث أيلول التي عُرفت باسم أحداث أيلول الأسودعام1970، والتي وقعت في الأردن بين النظام الملكي الأردني والفدائيين الفلسطينيين.
شارك في التخطيط وأشرف على التنفيذ في الهجوم الذي استهدفالفريق الإسرائيلي في دورة ميونيخ الأوليمبية عام1972,التي سميت بعملية ميونخ فيمابعد.
قاد في عام 1973 فريقاً من الفدائيين الفلسطينيين للقيامبعمليات في عمّان تهدف إلى السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية فيعمان بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن، إلا أن العملية كُشفت،وحُكم على أبو داود ومرافقيه بالإعدام إلا أن الحكم خُفِّف بعد ذلك وأُفرج عن أبو داودبعد عدة أشهر بعد زيارة قام بها الملك حسين إليه في سجنه. انتقل أبو داود بعد ذلك إلىبيروت، وعُيِّن قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية وخاض حرب العامين 1975 و 76 التيوقعت في لبنان.
عارض أبو داود رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفاتعام 78، بسبب قبول عرفات وقف إطلاق النار أو باتفاق وقف إطلاق النار مع الإسرائيليينآنذاك، تعرض أبو داود لمحاولة اغتيال في وارسو عام 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في مناطقغير قاتله في جسده، إلا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتيالهفي ردهات الفندق حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي،وظل أبو داود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلته سيارة الإسعاف.
عايش أبو داود الخروج الفلسطيني من بيروت عام 82، كماكان وسيطاً رئيسياً في الخلاف الذي دب داخل حركة فتح عام 83 بين أبو موسى وياسر عرفات،وانتهى بخروج عرفات من طرابلس عام 84.
كان خصما لأبو نضال، حتى أن محاولة الاغتيال التي وقعتلأبو داود في وارسو كان وراءها أبو نضال, صديق حميم لأبو إياد منذ بداية انتمائه لحركةفتح وحتى استشهاد أبو إياد بعد ذلك في تونس. في صيف 1999م، فجّر القائد العسكري الفلسطينيالسابق محمد داود عودة (أبو داود) قنبلة غير عسكرية هذه المرة، وهو المسؤول عن تفجيراتعسكرية كثيرة، حين نشر كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونخ) الذي يتحدّث فيه للصحافيالفرنسي جيل دو جونشية، عن رحلته من مسقط رأسه في سلوان بالقرب من القدس إلى تخطيطهلعملية ميونخ، واعترافه بمسئوليته المباشرة عن تلك العملية، التي أودت بحياة 11 رياضياًصهيونياً ورجل شرطة وطيارين ألمانيين، ونافياً أي علاقة لآخرين ارتبطت أسماؤهم بمنظمةأيلول الأسود أو ميونخ بتلك المنظمة أو العملية أمثال أبو حسن سلامة الذي اغتيل فيبيروت عام 1978م رغم أنه أصدر بياناً بمسؤولية المنظمة عن إحدى العمليات التي قام بها،وكذلك أبو يوسف النجار الذي اغتيل في عملية فردان في بيروت 1972م والذي أصدر بياناًأعلن مسؤولية منظمة أيلول الأسود عن اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن، وحتى خليلالوزير الرجل الثاني في فتح الذي اغتالته المخابرات الصهيونية عام 1988 في تونس لميكن له علاقة بمنظمة أيلول الأسود أو عملية ميونخ، رغم أنه أصدر في إحدى المرات بياناًأعلن فيه مسؤولية أيلول الأسود عن عملية نفّذها رجال أبو جهاد في بانكوك، وهذا كلهعلى مسؤولية أبو داود، بعد سنوات طويلة من الصمت ،ويشار هنا الي أن جهات عديدة في منظمةالتحرير ساءها نشر هذا الكتاب ،واتهمته بأنه يزيف التاريخ بنسب مسؤولية عملية ميونخلنفسه مثله مثل الآخرين الذين ذكرهم!!حيث أن المسؤول المباشر عن العملية كان أبو محمدالعمري (طلال) الذي درب الشباب وأوصلهم ثم ذهب الي تونس ليدير العملية من هناك حسبماذكر أبو إياد بنفسه في كتابه فلسطينيي بلا هوية عام1987.
ولدى الإعلان عن نشر الكتاب بالفرنسية، وإعطاء أبو داودأحاديث عديدة للصحافة عن حقيقة ما حدث في ميونخ بالأسماء والمعلومات، أعلنت (إسرائيل)عن عدم سماحها لأبي داود بالعودة إلى فلسطين، والتي كان دخلها في ظروف سمحت فيها (إسرائيل)لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني بالدخول إلى غزة لعقد اجتماع حضر جلسته الافتتاحيةالرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقرر المجلس إلغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني كانت(إسرائيل) تشترط إلغاءها ولم تكن (إسرائيل) وحدها التي أثارها ما قاله أبو داود منمعلومات جديدة عن عملية ميونخ، فالأرجح أنها كانت تعرف الكثير من الحقائق عن تلك العمليةوعن مسؤولية صلاح خلف (أبو أياد) وأبو داود عنها، بل أعلنت فرنسا مثلاً بأن أبو داودشخص غير مرغوب فيه ومنعته من دخول البلاد عندما دعته دار النشر (أن كاري ير) التي أصدرتكتابه (فلسطين: من القدس إلى ميونخ) للحضور إلى فرنسا احتفالاً بصدور الكتاب.
وأصدرت ألمانيا مذكرة توقيف بحق أبو داود لاعترافه بمسئوليتهعن العملية التي جرت فصولها الرئيسية على أرضها والمذكرة أصدرها المدعي العام في جمهوريةبافاريا ألفريد فيك، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، ففي عام 1977م أوقفأبو داود في باريس، بموجب طلب تسليم من محكمة بافاريا، ولكن السلطات الألمانية الفدراليةأبطلت ذلك الطلب في حينه وأبلغت فرنسا بذلك، وحظي أبو داود بتكريم بعض الجهات، فمنحجائزة (فلسطين - محمود الهمشري) والهمشري كما أشرنا ممثل منظمة التحرير الفلسطينيةالذي اغتيل في فرنسا عام 1973م، لسنة 1999م، تكريماً له بعد نشر كتابه، وأنشأت الجائزةجمعية التضامن العربية - الفرنسية ومجلة فرنسا - البلاد العربية، بعد اغتيال الهمشري.
سيرة أبو داوود
* تلقىتعليمه حتى الثانوية في مدارس سلوان والقدس (الرشيدية) العام 1956.
*عمل مدرسا في قرىرام الله وأريحا حتى العام 1961 ومن ثم انتقل الى السعودية ليعمل مدرساً.
* تمإبعاده من السعودية اثر انضمامه ونشاطه في حركة "فتح" منذ انتسابه العام1964.
* حصلعلى شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق العام 1967.
* كانمن ضمن أول دورة أمنية لحركة "فتح" في القاهرة مع بعض رفاقه في الحركة العام1968.
* عادمن دورة القاهرة وأسس مع اخوته في الحركة اول جهاز أمني علمي لحركة "فتح"في نهاية العام 1968.
* عينقائداً لقوات المليشيا في الاردن لحين مغادرة الثورة العام 1971.
* عملمع الشهيد أبو اياد "صلاح خلف" وبعض الاخوة في العمل الخارجي للحركة العام1972.
* اعتقلمع مجموعة من كوادر حركة "فتح" في عمان وحكم عليهم بالإعدام وخفض الى المؤبدفي بداية العام 1973 واطلق سراحهم في بداية حرب تشرين الاول (اكتوبر) العام 1973.
* استلمالتنسيق بين حركة "فتح" والقوى الوطنية اللبنانية العام 1974.
* عينقائداً لقوات الثورة الفلسطينية في منطقة بيروت الغربية إبان الحرب الأهلية اللبنانيةبين عامي 1975-1977.
* تعرضلمحاولة اغتيال في بولندا 1981 ونجا منها رغم اصابته بثماني رصاصات في انحاء جسده.
* عضوفي المجلس الثوري للحركة منذ العام 1970 ولغاية وفاته.
* عضوفي المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1974 ولغاية وفاته.
* رئيسالهيئة الرقابة الحركية وحماية العضوية منذ العام 1996، حيث انتخب لهذا المنصب حين عودتهالى أرض الوطن.
* ابعدعن ارض الوطن في منتصف العام 1999 على اثر سيرته النضالية التي أسردها في حلقات"شاهد على العصر" على شاشة "الجزيرة" الفضائية.
شيع المئات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يوم الأحد4 تموز 2010، جثمان محمد داود عودة (أبو داوود) عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو المجلسالوطني الفلسطيني ولدى «أبي داوود» خمس بنات وولد واحد منهن ابنتان تقيمان معه في دمشقوكان اعتزل العمل النضالي بداية العام ذاته بسبب وضعه الصحي.
وشارك عدد من قادة الفصائل الفلسطينية في تشييع أبوداوود الذي جرى في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق.
وتوفي أبو داود صباح السبت 3 تموز 2010 في دمشق نتيجةفشل كلوي، عن عمر يناهز الـ73 عاما ومن الملفت أن مقبرة الشهداء القديمة كانت قد أغلقتمنذ عدة سنوات وكان للقائد الفلسطيني أبو داوود حظ أن يدفن فيها إلى جوار الشهيد القائدأبو جهاد الذي إغتالتة مجموعة كوماندوز صهيونية في تونس عام 1988
وأقر أبو داود في سيرته الذاتية بكتاب (فلسطين: من القدسإلى ميونخ ) بمسؤوليته الكاملة عن عملية ميونخ، وروى كيف تم التخطيط للعملية التي نفذتهافرقة كوماندوز (أيلول الأسود)، وأدت إلى مقتل 18 شخصا من بينهم 11 رياضيا يهودي.
وفي عام 1999 عند صدور الكتاب، منع الكيان الصهيونيأبو داوود من العودة إلى الأراضي الفلسطينية.
وأكد أبو داود آنذاك لقناة الجزيرة - دفاعا عن نفسه-"كنا في حالة حرب مع إسرائيل. لم يكن هدفنا مدنيا. استهدفنا رياضيين هم في الواقعضباط وجنود إسرائيليون. في إسرائيل الجميع جندي احتياط".
ويعد أبو داود من المؤسسين لجهاز أمن الثورة التابعلمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أشرف على عدة عمليات ضد االصهاينة داخل الأراضي المحتلةوخارجها. وتعرض أبو داود لعدة محاولات اغتيال من قبل الأجهزة الأمنية الصهيوني.
وكانت نعت أمانة سر وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، يوم السبت 3 تموز 2010 ، عضو المجلس، رئيس لجنة الرقابة الحركية الأسبق المناضل الكبيرمحمد عودة 'أبو داوود' عن عمر يناهز 73 عاما.
وجاء في بيان لأمانة سر المجلس، 'أن الفقيد كان واحدامن أبرز قادة الحركة، ومن مؤسسي جهاز الأمن، ومن المدافعين عن حقوق وكرامة شعبنا، وقدوافته المنية ليلة أمس في دمشق، عن عمر يناهز 73 عاما قضاها مقاتلا ومناضلا فتحاويافي الصفوف الأمامية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها