قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن أكثر ما يحتاجه مشروعنا الوطني في هذا الواقع الذي نعيشه، هو الثبات والتجذر في الأرض، وعمق هويتنا، والصبر والوحدة الوطنية.

وأضاف عبد الرحيم في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس، أمام المؤتمر الاستراتيجي 'فلسطين تحدث أخبارها'، الذي تنظمه جامعة النجاح الوطنية، ووزارتا الحكم المحلي والثقافة في مدينة أريحا، اليوم الإثنين، أن الطريق يحتاج لنفس طويل وتسجيلُ النقاط وتراكمُ الانجازات، هو الذي سيقودنا حتماً إلى بر الأمان، خاصة بعد أن تعذر على الضربات القاضية حسم الصراع النازف منذ أزل.

وأشار إلى أنه رغم المعطيات الصعبة والظروفِ التي نعيشها، إلاّ أن هذا المؤتمر يُمثل ركيزةً صلبة ويرمي في أهدافه على قدر كبير من الأهمية، وأعرب عن أمله بأن تُشكل مُخرجاتُه مُنطلقاً لمشروعٍ حضاري فلسطيني سيوثِّق للإنسان والأرض في فلسطين على مدار قرنين من الزمن خدمة لفلسطين.

وقال: 'إننا على يقين بأن مُخرجات هذا المؤتمر ستشكل اسهاماً حقيقياً في ترسيخ الجذور وتعزيز الصمود ومسارِ النهوض على طريق الانعتاق والانتصار طال الزمن أم قصر'.

وشكر عبد الرحيم، اللجنة التحضيرية على تنظيم هذا المؤتمر، ووزارة الحكم المحلي وهيئاتها المحلية، وجامعة النجاح الوطنية ووزارة الثقافة.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

الإخوة والأخوات،،

أبلغكم اعتذار السيد الرئيس عن حضور هذا المؤتمر الهام ويُبلغكم أحرَّ تمنياته لكم بالتوفيق في أعمالكم الذي ربما يكون الأول من نوعه في دولة فلسطين، وكم يسعدني أن أكون بينكم في مدينة القمر الواعدة، والفاتنةِ بروعتها وسحرها... المطوقـةِ بمحبة أبنائهـا... التي تَهبُّ عليها وعلينا حاملةً رائحةَ تصميمها وطيبها، الذي يزين جمالها وفعلَ أهلها...، ولنؤكد سوياً على التاريخ والحضارة والجغرافية والسياسة...، ولنتكامل سوياً في مباركة التعاون المشترك بين مؤسساتنا الرائدة في فعلها وفي تحديد أولوياتها وتعزيز إنجازاتها ...، على قاعدة إذا شاورت العاقل صار عقله لك، فالحياةُ ليست مشكلةً نحاول حلها، بل هي حقيقةٌ لا بد من اختبارها، فنحن أبناء أعمالنا، حيث أفعالُنا تصنعنا لنَعَظَ بها وليس بأقوالنا...، هكذا عودتنا مؤسساتُنا التي تفكر دوماً خارج الصندوق.

ورغم المعطيات الصعبة والظروفِ التي نعيشها، إلاّ أن هذا الحدث يُمثل ركيزةً صلبة ويرمي في أهدافه على قدر كبير من الأهمية، والذي نطمح أيضاً أن تُشكل مُخرجاتُه مُنطلقاً لمشروعٍ حضاري فلسطيني سيوثِّق للإنسان والأرض في فلسطين على مدار قرنين من الزمن خدمة لفلسطين وما عليها وما تحت الثرى.

الإخوة الأعزاء

إن الحياة حالكة إذا لم ترافقها الحركة، والحركةُ تكون عمياء لا بركة فيها إن لم تُرافقها المعرفة، وإن الكلام من اختصاص المعرفة... أما الاستماعُ فهو امتيازُ الحكمة والقراءة تُعطينا المعلوماتِ فقط، لكن التفكيرَ هو ما يجعلنا نملك ما نقرأ فنفكر كثيراً عندما نكون قادرين على جعل الأشياء أبسط مما هي عليه، مستفيدين من مقولة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ' الناس من خوف الذل في ذل '.

فوزارة الحكم المحلي وهيئاتها المحلية بهذا التفاعل والحشد ... تؤكد على أهمية دورها وفعلها، فهذا الحقل هو الأرضية الحقيقية للتنمية المحلية قاعدةِ التنمية الوطنية المستدامة بعد دحر الاحتلال البغيض وهي الركنُ الرئيس في كينونة الدولة... وعليه فنحن أحوج ما نكون للمبدعين والعملِ الخلاقِ... صاحبِ العلاقة الحقيقية ببناء الدولة والمجتمع ، كما أن عملية التوثيق الميدانية للأرض والإنسان حتماً ستقوم ببطولتها الهيئاتُ المحلية ... وستمنهجها وفق البحث العلمي دوائرُ البحث في جامعة النجاح الوطنية وزملائها الباحثين في أُطرٍ أُخرى، مشتركين مع وزارة الثقافة في طباعتها في موسوعة فلسطينية لتكون أحد أنواع المصادر والمراجع التي تؤكد على الشخصية الفلسطينية المعرفية التخصصية والثقافية الحضارية.

الحضور الكريم،،

علمتنا التجارب أن جزءاً كبيراً من سعادتنا أو بؤسنا يعتمد على خياراتنا وليس على ظروفنا... فمن لم يصنع السعادة لنفسه لن يصنعها له الآخرون، وسعادتُنا تكمن في الإنجازِ ونشوةِ الجهد المبدع فبالأمل والإصرار والمحبة نزرع حياتَنا أزهاراً، لا يستطيع أحد أن يقتلع عبيرها حتى لو داسها بقدميه...، وعليه لم نشعر أبداً ببرودة الهمة، لأن كل محاولة فاشلة نتخلى عنها، هي خطوةٌ تقودنا إلى الأمام، وإجابتُنا الوحيدة عليها هي النجاح والانتصار، هذا ما علمنا إياه الآباء والأجداد وما نورثه للأبناء ونرضعه للأحفاد.

وإن لم نزد على الحياة شيئاً..، نكن زائرين عابرين مارقين عليها، فالأهدافُ ليست ضرورية لتُحفزِّنا فحسب، بل هي حجرُ الأساس لبقائنا على قيد الحياة ، خاصة وأن الإقليم كما ترون يمر بظروف عصيبة تسعى جاهدة بكل تلاوين مشاريعها لتقسيم الواقع وتقطيع المقسوم... ففي هذا الواقع الرخو أكثرُ ما يحتاجه مشروعنا الوطني هو الثبات والتجذر في الأرض هو عمق هويتنا هو الصبر والوحدة الوطنية... فالطريق يحتاج لنفس طويل وتسجيلُ النقاط وتراكمُ الانجازات، هو الذي سيقودنا حتماً إلى بر الأمان، خاصة بعد أن تعذر على الضربات القاضية حسم الصراع النازف منذ أزل.

لقد كان عهدنا أنه بعد كل محنة تمتلئ النفوس والقلوب والأرواح أكثرَ بالصبر والإيمان والإرادة... والثقة بالنفس التي يُمكننا بها أن ننتصر على الأفاقين الجدد حتى قبل أن نبدأ... فالناجحون هم الحالمون الذين لا يستسلمون أبداً، بعيداً عن التعصب والخوف توأمي الجهل والتقليد... فليس أتعس من الحظ السيء إلاّ الخنوعُ له والرضا به.

إننا على يقين بأن مُخرجات هذا المؤتمر ستشكل اسهاماً حقيقياً في ترسيخ الجذور وتعزيز الصمود ومسارِ النهوض على طريق الانعتاق والانتصار طال الزمن أم قصر.

أود أخيراً أن أشكر اللجنة التحضيرية على تنظيم هذا المؤتمر، كما أشكر وزارة الحكم المحلي وهيئاتها المحلية وجامعة النجاح الوطنية ووزارة الثقافة، على أمل اللقاء بكم بعد ترجمة مُخرجات مؤتمركم، وفقكم الله وإلى اللقاء.