الثورة الفلسطينية التي صدحت من جميع الأفواه أثناء خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في منتصف الأسبوع الماضي عقب اغتيال القائد العسكري سمير القنطار في غارة إسرائيلية والذي ظهر في خطابه المسجل خارطة فلسطين يتخللها العلم الإيراني، أجبرت القائد نصر الله على أن يُهدئ من الروع قليلا.
فعصر اليوم الأحد خرج نصر الله في خطاب مفاجئ، و قال فيه إن إسرائيل أخطأت التقدير بقتلها القائد العسكري سمير القنطار في غارة إسرائيلية بسوريا، مشيرا إلى أن الرد قادم في أي مكان في العالم.  
لكن الجميع وخاصة الفلسطينيين، لم يعطوا انتباه لعباراته المختزلة القوية بقدر ماذا كان يحيط  من دلالات في خطابه الثاني كالمعتاد ، وعلى عكس المتوقع بين أنه مهتم في الشعور الفلسطيني، حين ظهر اليوم وبجانبه علم فلسطين يتقدمه صورة القنطار.
قراءة في الخطاب الأول لحزب الله الذي كان ينتظره الجميع، جاء فيه من قوة وخاصة في هذه العبارة:" نحن كحزب لن ينالوا منا شيئًا، ولكن الأمريكيين إذا أرادوا استهداف بيئة معينة أو تيار سياسي معين يرسل أسمائهم وبعض المصارف تأخذ إجراءات، هذا الأمر غير مقبول، لأنه يجب أن يكون هناك سيادة في هذا المجال". 
كذلك قد رما برسائل ملغومة وقتها، وخلق الحيرة على وجوه الإسرائيليين بخبرائهم من الناحية العسكرية والسياسية وغيرها ، إلا أن الفلسطينيين لم يأبهوا لهذا بل لعنوا واستنكروا الخطاب وما يحيطه، فوجود خارطة فلسطين بالعلم الإيراني لم تدع للفلسطينيين إلا اللعن، الذي أظهره الشارع الفلسطيني على مواقع التواصل الإجتماعي عُقب وأثناء خطابه الأول.
استفزاز الفلسطينيين بهذا الشكل أوصل حزب الله إلى أنه لا يمكن العبث في فلسطين باعتبارها سلم للوصول إلى أهدافه أو اللعب بمشاعرهم، لأنه أيقن أن الفلسطينيين رغم التفكك المستفحل بهم لا يمكن لأحد امتطاء ظهرهم . 
ليسرع في خطاب ثاني لعله يستطيع استقطاب قلوبهم من جديد قائلا : "في ذكرى مرور أسبوع على مقتل القنطار "الرد على اغتياله قادم لا محالة.". رغم التهديدات الجلية .. الآن وجب الانتظار على حسن نصر الله وخاصة بعد خطابه الثاني الذي تعنون بعلم فلسطين يتقدمه صورة القنطار، ليقدر هل فعلا بهذا قد ينجح في ترويض أنفاس الفلسطينيين عنه ام ما زال ملعونا بعد خطابه الأول؟!.
وكان ختام الخطاب الثاني لحزب الله : " "اقول للصديق والعدو أيا تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا واخواننا من قبل الصهاينة في أي مكان في هذا العالم."