بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، ثلاث رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (الولايات المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر فيها أنه في الوقت الذي يتطلع فيه المجتمع الدولي لإستقبال عام جديد مع الكثير من الأمل والترقب، فإن آمال شعبنا تتبدد مع اليأس العميق والمعاناة الشديدة التي يعيشها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر منصور في بيان له، أن الاضطرابات وتدهور الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، لايزال مستمرا نتيجة مواصلة إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، سياساتها وممارساتها غير القانونية والهدامة والاستفزازية، ما يؤدى إلى تفاقم المصاعب وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وتأجيج التوترات.
وأوضح أن قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين يواصلون إعتداءاتهم على المدنيين الفلسطينيين وإحتجازهم وإعتقالهم وغيرها من تدابير العقاب الجماعي، مثل هدم المنازل، وفرض القيود على حركة الفلسطينيين ومالها من آثار سلبية على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهذا كله جزء من حملة إسرائيلية منظمة ومدروسة لقمع وإذلال الشعب الفلسطيني وجعل حياته لا تطاق في ظل هذا الإحتلال الأجنبي اللاإنساني.
وأضاف السفير منصور أنه في الوقت الذي يستعد فيه العالم للإحتفال بعيد الميلاد المجيد، فإنه لابد من تسليط الضوء على الوضع السيئ والقاتم للمسيحيين والمسلمين الفلسطينيين في مدينة بيت لحم، مكان ميلاد السيد يسوع المسيح، إذ أن 82٪ من المدينة يقع داخل ما يسمى ب 'المنطقة ج' التي تقع تحت السيطرة العسكرية والإدارية الكاملة لسلطة الإحتلال التي تفرض قيودا شديدة على حركة الفلسطينيين، بما في ذلك المسيحيين.
وتابع: 'تلقي الظروف القاسية السائدة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وعدم الاستقرار ومعاناة الفلسطينيين منذ بداية تشرين الأول الماضي بظلالها على احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم'، مشيرا إلى وأشار إلى ذكرته رئيس بلدية بيت لحم، فيرا بابون، في رسالة عيد الميلاد 2015: 'لا يمكن إحلال السلام الحقيقي في العالم طالما أن مدينة السلام لا تعيش في سلام، ونحن لا نزال نأمل أن تظل نجمة بيت لحم متألقة إلى الأبد'.
وقال منصور: 'هذا الظلم مستمر يوميا وبلا هوادة ليس فقط في بيت لحم ولكن في جميع أنحاء دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والإحتلال الإسرائيلي هو مصدر كل المعاناة وعدم الاستقرار، وتواصل السلطة القائمة بالإحتلال عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين ومنذ تشرين الأول، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإرهابيين بقتل131 فلسطينيا، بينهم 26 طفلا و6 نساء، كما جرح أكثر من 4714، وعولج ما يقرب من 10،000 شخص من إستنشاق الغاز المسيل للدموع، كما تواصل إسرائيل غاراتها العسكرية على المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية وبشكل يومي تقريبا، وقامت بإعتقال أكثر من 3000 فلسطيني منذ تشرين الأول الماضي، نصفهم تقريبا من الأطفال.
واختتم السفير منصور رسائله بالقول بأنه في ضوء هذه التطورات السلبية الجارية وإستمرار تدهور الوضع بسبب الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، نؤكد من جديد على الحاجة الملحة للمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات للتصدي لجميع الانتهاكات الخطيرة والجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، التي ترتكبها السلطة القائمة بالإحتلال وقواتها العسكرية والمستوطنين الإرهابيين بحق الشعب الفلسطيني.
وحث مجلس الأمن على وجه الخصوص على القيام بواجباته لصون السلم والأمن الدوليين والعمل فورا لإجبار إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، على أن تكف فورا وبشكل كامل عن ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وقال منصور إن القانون الدولي لا يمكن أن يطبق بشكل انتقائي عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، الذي لايزال يتحمل هذا الظلم الخطير تحت الإحتلال العسكري الإسرائيلي ما يقرب من خمسة عقود وهو يواجه العام الجديد وقد تضاءلت آماله وتعمقت معاناته مع إستمرار السلطة القائمة بالإحتلال في تدمير آفاق السلام والعدالة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها