زار سماحة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان صباح يوم الجمعة 18\12\2015 مدينة صور، حيث قام سماحته بإفتتاح مسجد الامام أحمد الرفاعي، كما دشَّن مركز إفتاء صور.

 وكان في استقبال سماحته ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي خريس، وممثل كتلة المستقبل النيابية الدكتور ناصر حمود. وقد شارك في الاستقبال وفدٌ فلسطيني مشترك من الفصائل الفلسطينية تقدمه عضو قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان اللواء أبو احمد زيداني، وعضو قيادة حركة الجهاد الاسلامي في لبنان أبو سامر موسى، وعضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان جهاد طه، وممثل الرئيس فؤاد السنيورة، والنائبَان عبدالمجيد صالح وعلي عيسران، ومفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، وسماحة مفتي صور الشيخ مدرار الحبال، ووفد قيادي من حزب الله، ووفد قيادي من حركة أمل، وقائمّقام صور، ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور، ولفيف من رجال الدين والقضاة، إلى جانب وفود رسمية وشعبية لبنانية وفلسطينية حزبية ودينية، ومؤسساتية، إضافة لرؤساء الأجهزة الامنية، ورؤساء البلديات في منطقة صور.

كما استقبلته جماهير فلسطينية عندما مرَّ قرب مخيم القاسمية في دلالة واضحة على إهتمام الشعب الفلسطيني بهذه الزيارة للمفتي المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، والدفاع عن المقدسات .

وكان قد نُظِّم لسماحته استقبالٌ حاشدٌ حيث فرش السجاد الاحمر وصافح مستقبليه على وقع عزف لحن التشريفات، كما واصطفّ طلاب الثانوية الجعفرية رافعين صور الامام شرف الدين والامام الصدر في تعبير صادق عن الترحيب بسماحته في مدينة الإمامين، بعدها تمّت إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمسجد، ثم أقيم الحفل الخطابي في قاعة دار الفتوى حيث قدم الخطباء نبيل بواب، ثم القى رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق كلمة رحب فيها بالمفتي دريان والحضور، مؤكدا ان "صور مدينة نموذجية للعيش المشترك".

ثم ألقى مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال كلمة رحب فيها بالحضور، مؤكدا المضي في مسيرة العلماء الأبرار في صور ومنطقتها"، معتبرا ان "حضور المفتي دريان الى صور نعمة من نعم الله وسيرة حسنة للبنان ووحدته وتعايشه".

بعدها القى المفتي دريان كلمة قال فيها: "في هذا اليوم المبارك الميمون، يسعدني جدا أن ألتقي بأهلي وأحبائي في مدينة صور الأبية الوفية. ومع حفاوة هذا الاستقبال، أشعر بالاعتزاز والسعادة والأمل، في مدينة صور التي اعتبرها مدينة مميزة من مدن وطننا الحبيب لبنان، لأنها ليست مجرد زائد واحد، إلى عدد المدن اللبنانية، بل لأن صور هي منارة العلم والمعرفة، وهي مدرسة النضال الوطني والقومي، وهي مدينة العيش الواحد المميز، ومدينة الأئمة والعلماء، ومدينة الإمامين شرف الدين والصدر، ومدينة الأبطال والمقاومين، وعاصمة ومدخل الجنوب المقاوم.

حضوري إلى صور اليوم، ليس لتفقد أحوال السنة فقط، وإنما حضوري إلى هنا اليوم، هو لتفقد أحوال أهل هذه المدينة بجميع طوائفهم ومذاهبهم، الذين عاشوا معا بفقه عيش متميز، أصل لثقافة احترام التعدد الديني والمذهبي، وأرسى ثقافة العيش المشترك، على قواعد الحرية والمحبة والاحترام، حتى أصبحت هذه الثقافة، أساسا من أسس شخصية هذه المدينة، وركنا من أركان هويتها. ولذلك، فإن صور مختلفة ومميزة بأهلها وبعائلاتها".

وتابع "إننا بالعقل نرفع أركان اجتهاداتنا الفقهية، لتواكب العصر، ولتتعامل مع تحدياته بالإيمان والعلم والمنطق، احتراما للإنسان الذي كرمه الله، وفضله على كثير ممن خلق، واستخلفه في الأرض. وهذه الكرامة الإلهية للإنسان، تواجه اليوم انتهاكات خطيرة ترتكب باسم الإسلام نفسه، مما يحتم أن نرفع صوتنا عاليا ومدويا في وجه هذه الانتهاكات التي أساءت إلى الإسلام، وإلى صورته النبيلة والمشرفة.

إننا بهذا السلوك الإيماني الموحد، نستطيع أن نقف صفاً واحدًا، وقلبًا واحدًا، في مجابهة التطرف والغلو، وأن نستأصل الأورام الخبيثة المتمثلة في التحريض على الإلغاء والتكفير، وممارسة الإرهاب الذي يتناقض مع مبادئنا وقيمنا ومع تعاليمنا الدينية. إننا مدعوون، بل نحن مكلفون بالعمل معا على الذود عن حياض الإسلام، والعمل على رفع رايته، والتمسك بمبادئه. وراية الإسلام هي السلام، ومبادؤه هي الإيمان بجميع رسل الله وكتبه ورسالاته، لأن رحمة الله وسعت كل شيء، ولأن كرامة الله شملت بني آدم جميعا دون استثناء".

وفي الختام قام اللواء أبو احمد زيداني بتقديم درع صورة القدس لسماحة المفتي عربون وفاء وتقدير لمواقفه المبدئية والوفية للقضية الفلسطينية.