شاركت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني فلسطيني "فتح" منطقة صيدا برئاسة أمين سرها العميد ماهر شبايطة، وعضو قيادة حركة "فتح" اقليم لبنان ام ساري الخطيب، وامين سر منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في اقليم الخروب العقيد ابو فخري كروم واعضاء قيادة الشُّعبة، وامين سر اللجان الشعبية لـ"م.ت.ف"في منطقة صيدا د.عبدالرحمن ابو صلاح، بمهرجان سياسي جماهيري في منطقة وادي الزينة نظّمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها، وذلك بحضور المسؤول السياسي للجبهة في لبنان سمير لوباني "أبو جابر"، وعدد من ممثلي الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، واللجان الشعبية والأهلية، وحشد من أعضاء ومناصري الجبهة.

وكان في استقبال الحشود مسؤول الجبهة الشعبية في منطقة صيدا عبد الدنان  وقيادة الجبهة في إقليم الخروب.

وافتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، والنشيدين اللبناني والفلسطيني، ونشيد الجبهة، ثم رحبّت عضو قيادة منطقة صيدا مسؤولة الإعلام في الجبهة الشعبية انتصار الدنان بالحضور، وقالت: "نحتفي بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الجبهة الشعبية، انطلاقة التحرير، معزّزةً بانتفاضة السكين والدهس على الغطرسة الصهيونية. إنها انتفاضة شعب يأبى أن ينكسر، انتفاضة تحتفي بذكرى انطلاقة الجبهة".

ثمّ ألقى العميد ماهر شبايطة كلمة حيّا في مستهلها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها، وقال: "عندما نحيي ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية كأننا نحيي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية، فالجبهة الشعبية هي عامود أساسي قي ثورتنا الفلسطينية، وركن رئيس في منظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف "الجبهة الشعبية تنظيم جماهيري فلسطيني، في العسكر تجده، وفي ساحات المواجهة وراء العدو في كل مكان، مع القائد أبوعلي مصطفى، والمخطط وديع حداد، وفي ميادين الثقافة والمجتمع تجده مع غسان كنفاني، لذلك خرّج الآلاف من الفلسطينيين، وأرسى ثقافة الوحدة والتوحد."

وقال: "إننا في منظمة التحرير الفلسطينية نرفض كل مشاريع التوطين والتهجير، ونؤكد التمسُّك بالثوابت الفلسطينية التي رسّخها الشهيد ياسر عرفات، وعلى رأسها القدس عاصمة أبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة"، مشدّداً على أن انتفاضة الشعب الفلسطيني هي دليل على الروح الفلسطينية المتجددة في كل الأجيال والفصائل، وهي فرصة مهمة للم الشمل وجعل القلب الفلسطيني ينبض على النشيد الفلسطيني.

وبعدها ألقى مسؤول حركة أمل في الجبل والشمال أحمد الحاج كلمة الأحزاب اللبنانية الوطنية والإسلامية، موجهاً التحية لشهداء فلسطين، وقال: "منذ العام 1976 وهذه الجبهة التي أطلقها المناضلون بقيادة الدكتور جورج حبش، ووديع حداد، وأحمد اليماني، والشهيد أبوعلي مصطفى جاءت من رحم الأفواج القومية، ليؤسّسوا زمناً جديداً في حركة الصراع مع العدو الصهيوني لم نعهده قبلاً، وأنتج بيئة جديدة في علم المقاومة، حيث كان مناضلو الجبهة هم الأوائل في اختطاف الطائرات".

وأضاف "إن الجبهة الشعبية أرعبت العدو الصهيوني، وصارت المعادلة أينما تكون الجبهة الشعبية يكون السقوط الصهيوني إلى الدرك الأسفل". وختم بالمطالبة ببذل الجهود لتوحيد الصف الفلسطيني، وتوحيد وجهة البندقية الفلسطينية نحو العدو الصهيوني.

وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول علاقاتها السياسية في لبنان، أبو جابر، كلمة رحّب فيها بالحضور، ثم وجّه التحية إلى شهداء لبنان وفلسطين وإلى أسرى لبنان وفلسطين، وقال: "نحن نفهم الانطلاقة هي وقفة للمراجعة ومحاسبة للذات، وأن نقول ماذا فعلنا وماذا سنفعل، وهي مدرسة تربينا عليها من القادة الحكيم ووديع واليماني".

وتابع "نلتقي اليوم في ربوع الانطلاقة وفي ربوع الانتفاضة، لنقول إننا في أمسّ الحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية، وقد أعطتنا الانتفاضة دروساً عدة، منها أن المفاوضات التي دخلنا فيها لم توصلنا إلى بر الأمان، لذلك خرج الشعب الفلسطيني ليقول إن المفاوضات خلال 22 سنة لم تحقق شيئاً ونحن الآن في الميدان، وعلينا حماية الانتفاضة الفلسطينية سياسياً وأمنياً، لأن الشعب الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره".

وأضاف، "إن كل أعضاء الجبهة الشعبية عليهم التوجه إلى مستوطنة إيل لمهاجمة الاحتلال، وإلى الشريط الحدودي في غزة لمواجهة الاحتلال، فهذا الاحتلال لا يفهم إلا بمنطق القوة ولنزرع الرعب في نفوسهم أكثر".

وأكد أبو جابر ضرورة تفعيل المؤسسات في منظمة التحرير الفلسطينية، وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل هيئة فلسطينية ميدانية موحّدة مسؤولة عن الانتفاضة وحمايتها، واجتماع هذه القيادة لإنجاز هذا الموضوع .

وطالب الدولة اللبنانية بأن تتعامل مع الفلسطينيين كبشر لهم حقوق، ولهم متطلبات يومية هي من حقهم مضيفاً "لا يكفي أن يعيش الفلسطينيون على الكلام الجميل والوعود، وقد آن الأوان للدولة أن تتحرك لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم"، داعياً إلى تشكيل خلية أزمة لبنانية – فلسطينية، لمعالجة المشاكل اليومية للفلسطينيين، وموجّهاً التحية لسماحة السيد حسن نصرالله والأستاذ نبيه بري لجهودهم في وأد الفتنة التي كانت ستنطلق شرارتها بعد تفجيرَي برج البراجنة.

وفي ختام المهرجان تم إيقاد شعلة الانطلاقة.