قدم السفير نصري أبو جيش، أوراق اعتماده إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي ساهليه ورك زيوديه، كمندوب دائم لدولة فلسطين لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في نيروبي .

وأعرب السفير أبو جيش عن استعداده لتقوية العلاقة بمكتب الأمم المتحدة خلال فترة عمله، مؤكدا أهمية التعاون بين دولة فلسطين والمنظمات الأممية المعتمدة في نيروبي، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للاستيطان العمراني البشري، لتحقيق الأهداف المرجوة.

وثمن أبو جيش الجهود التي تضطلع بها الأمم المتحدة لتحسين الأوضاع الإنسانية المتردية لشعبنا الفلسطيني، معتبرا أن الأمم المتحدة قدمت عديد البرامج الإنسانية والمشاريع التنموية في المجالات السكنية والصحية والتعليمية والخدمية والمعيشية، للحد من معاناة شعبنا وتوفير سبل الحياة الكريمة له.

من جانبها، رحبت ساهليه بالسفير وتمنت له التوفيق والنجاح بالدور الذي سيلعبه من خلال مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، مؤكدة أنها حريصة كل الحرص على تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك  في تحقيق تطلعات الشعوب، وخاصة حق هذه الشعوب بالحياة في بيئة نظيفة تشجع على التطور العمراني بغرض تحقيق الازدهار والرفاهية لكل شعوب العالم .

كما قدم أبو جيش شرحا مستفيضا حول ما وصلت إليه أوضاع البيئة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث أشار إلى أن الأسلحة التي استخدمت في العدوان الإسرائيلي على القطاع تحتوي على اليورانيوم المنضب وعناصر ثقيلة، كالزئبق والرصاص والكادميوم وخلافه، وقد أثبتت التقارير والأبحاث الدولية أن تلك الأسلحة لها الأثر الأكبر في تدمير البنية البشرية، لما قد تسببه من إعاقات كثيرة مستقبلية من خلال تدمير الجنس البشري الفلسطيني، كما أن آلاف الأشجار والمزارع تمت إزالتها، بالإضافة إلى مزارع الدواجن والثروة الحيوانية كلها تعرضت لإبادة، حيث بقيت الحيوانات متعفنة طوال فترة الحرب، وهذا ما يعكسه انتشار الأمراض الجلدية خلال فترة العدوان وما بعدها.

ونوه أيضا الى أن إسرائيل عملت على زيادة معدلات هذا التلوث البيئي في الأرض الفلسطينية عن طريق المصانع المنتشرة في مستعمراتها، وأن كميات كبيرة من الغازات السامة والضارة الناتجة من المصانع في المستوطنات الإسرائيلية داخل إسرائيل، تصل إلى الأجواء الفلسطينية.

وتطرق أبو جيش إلى إعاقة الاحتلال الإسرائيلي للتطور العمراني في الضفة الغربية، وخاصة مناطق (ج) التي تخضع الى جملة من السياسات والذرائع والحجج الواهية لتدمير وهدم الممتلكات الفلسطينية في هذه المناطق بغية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لبناء الجدار العنصري، وتوسيع المستوطنات القائمة وبناء أخرى جديدة وإقامة البؤر الاستيطانية؛ وبناء شبكة من الطرق الالتفافية الإسرائيلية لتسهيل حركة مرور المستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال الإسرائيلي القائمة بأعمال الحماية للمستوطنات الإسرائيلية، وعليه فإن المنازل والمصانع الفلسطينية الواقعة بالقرب من أو بمحاذاة أي شارع التفافي إسرائيلي، تكون معرضة للهدم بشكل محتم بغرض تهجير أبناء شعبنا من المناطق المتاخمة للمستوطنات الإسرائيلية والسيطرة على الأراضي للاستحواذ عليها.

يذكر أن مكتب الأمم المتحدة في نيروبي هو المقر الأول للأمم المتحدة في إفريقيا، الى جانب مقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث يقع على عاتقه برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للاستيطان العمراني البشري، وتتمثل مهمة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في توفير الريادة وتشجيع الشراكة في مجال رعاية البيئة.  

والبرنامج هو الممثل الرئيسي للأمم المتحدة في مكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره ، أما برنامج الأمم المتحدة للاستيطان العمراني البشري، فيعمل من أجل مستقبل حضري أفضل، مشجعا التنمية المستدامة لهذا البرنامج وتوفير المأوى الملائم لجميع البشر.