برعاية فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممثلاً بسعادة السفير الفلسطيني اشرف دبور، نظمت دار الفارابي احتفالاً اطلقت فيه الاصدار الأول للمجموعة الأدبية الكاملة للأديب الراحل معين بسيسو في معرض بيروت الدولي للكتاب في البيال، اليوم الجمعة 11\12\2015.

وحضر حفل الاطلاق سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وكادر السفارة، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، والمدير التنفيذي لدار الفارابي د.حسن خليل، والمدير العام لدار الفارابي جوزيف ابو عقل، والوزير اللبناني السابق بشارة مرهج، وسفير العراق في لبنان علي العامري، وممثل حزب الله الشيخ عطالله حمود، وممثل حركة امل محمد جباوي، والاعلامي زاهي وهبي، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأبناء الاديب الراحل بسيسو وعدد من الاعلاميين والكتاب والشعراء.

وألقى د.حسن خليل كلمة رحّب فيها بالحضور، وقال: "دار الفارابي كانت وستكون دائماً صوت فلسطين، لذلك قرّرَت ان تختتم اعمالها في معرض الكتاب الدولي بإطلاق المجموعة الكاملة للأديب الراحل معين بسيسو لتكون مرجعاً مهماً لأعماله".

والقى السفير دبور كلمة جاء فيها: "بسيسو حاضرٌ بيننا والدليل الاطفال الذين ينتفضون في وجه المحتل وينشدون شعره مصممون على التحرر والتحرير .

قبل الانتفاضة الاولى تحدّث عن الحجر، ونحن نحيي في هذه الايام ذكرى الانتفاضة الاولى، انتفاضة الحجر الفلسطيني، ونجدّد التأكيد على التزامنا الثابت بالانتفاضة وبالثوابت الوطنية حتى نيل الحرية والاستقلال".

وأضاف "أشكر لكم جميعاً حضوركم كفلسطينيين ولبنانيين، هو خالد فينا والدليل اعماله بعد كل هذه السنين ستكون بين يدينا، التخليد في الآخرة بالتأكيد لكن في الحياة من خلال أعماله. خالد في ضمائرنا حي في سجلات نضالنا".

وألقى زاهي وهبي كلمة جاء فيها: "الحياة غير ممكنة بلا آداب وفنون، حتى لو بدا أحياناً أنها تفعل أحد أسباب مآسينا وعجزنا وتخلفنا أننا لم نعد ندري ما قيمة الشعر والشعراء، وصرنا نصفّق للسعادين الراقصة فوق أجداث لغة تترنّح بين شفاه بنيها.

الشاعر معين بسيسو كان نسراً محلّقاً وحصاناً جامحاً غير مروَّض، كان الشعر زيت الثورة، بل زيت الروح. معين بسيسو الهادر كبركان، اللامع كدرّة التاج، العذب كموسيقى مذابة في كوب شاي، يعود إلينا في هيئة "أعمال كاملة"، ولولا الموت الذي خطفه منا قبل الآوان لما اكتملت قصيدته، ولكان معنا الآن يقرأ مزاميره ويؤذن أنْ حيَّ على الثورة. هو أصلاً شاعر ضد الاكتمال، دائم البحث والتجريب، على قلق كجدّه المتنبي، فلسطين ثابته الوحيد، ثورة فلسطين التي ما أراد لها أن تهدأ أو تستكين حتى يكتمل القمر الفلسطيني بدراً في سماء الأرض المحتلة".

وتابع "معين بسيسو الذي صرخ يوماً "حذار أن تلعب بقلب الثورة"، وكأنها فتاته أو حبيبته، كان يعرف أنها عُرضة لكثير من الغوايات والمنزلقات. ولئن كان الوطن الفلسطيني يضيق في الخارطة شيئاً فشيئاً، فإن الحلم الفلسطيني يكبر كل يوم في وصايا الشهداء وقصائد الشعراء. مهمة الشاعر أن يتمسك بالحلم، أن يبشّر به، وهذا تماماً ما فعله معين، ظلَّ على الدوام جرسَ ايقاظ، ونشيدَ صباح وسراجَ ليل يرشد التائهين الى الجهة الصواب: فلسطين.

وأضاف "الآن، هنا، في بيروت بالذات، حيث تشكّل الكثير من الإبداع الفلسطيني، وحيث اختلط حبر الشعراء لبنانيين وفلسطينيين وعرباً مثلما امتزج دم الشهداء. هنا بالذات، حيث لا ينبغي أن يتخلى الحبر عن الدم، ولا الشعراء عن الشهداء، في العاصمة التي أسماها معين بسيسو في قصيدته المشتركة مع محمود درويش (أنثى الله)".

وختم قائلاً: "نعيدُ قراءة معين بسيسو في اللحظة التي تهبّ فيها فلسطين وتنتفض، ولعل الآن ونحن نكتب ونقرأ ونتحدث ثمة فتاة أو فتى فلسطينيَين يطعنان بسكينة عزلاء قلب الاحتلال السمين الفاجر، نعيد قراءته ونتيقّن، رغم كل الخراب العربي، أن قلب الثورة لن يصير منفضة سجائر، وسيبقى نجمة على سارية تبحر نحو فلسطين".