بقلم: د.هشام صدقي ابويونس
نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام
دولة فلسطين - "انتم أول المدعوين على جنازتي" هذا ما قاله أبو عمار للرئيس كلينتون عندما عرض عليه دوله بدون القدس حيث قال له سيادة الرئيس يبدو انك تريد أن أُوقع على موتي ... أو انك أثقلت في المشروب ولم تنم جيداً ! فقالت له وزيرة خارجيته انتبه أنت تكلم رئيس أمريكا ... فقال لها قولي له هو ان ينتبه لأنه يكلم زعيم الشعب الفلسطيني.....هذا ياسر عرفات يا سادة.
يعتبره الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم رمزًا شامخا للنضال الوطني والثورة العالمية. تماماً كما اعتبر الفرنسيون شارل ديغول رمز كفاحهم ، وكما اعتبر مواطنو جنوب إفريقيا نلسون مانديلا رمزاً لتحررهم، وكما اعتبر الهنود المهاتما غاندي رمزاً لمقاومتهم السلمية ثم استقلالهم. ونحن الفلسطينيين نعتبره تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا فمن يتجرءا علي والدة ويتطاول علية لا خير فيه مع الآخرين .
فليعلم الذي لا يعلم حقيقة هذا الرجل أن الشهيد الرمز الخالد فينا جميعاً خاض نضالاً وجهاداً لا يلين طوال أكثر من أربعون عاماً على مختلف الجبهات فعمرة النضالي فقط يقترب من العمر الحقيقي لرئيس اكبر دولة في العالم وغيرة ، كان مقاتلا على جبهة الأعداء من أجل تحرير فلسطين، وعلى جبهة الأصدقاء سار بين الأشواك متجنباً الألغام في ظل السياسات والمصالح العربية والإقليمية والعالمية المتناقضة، وبشكل كرس فيه الكيان الفلسطيني والاستقلالية من خلال فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية،عاش ثورة بساط الريح متنقلا بين العواصم والدول ومارس الكفاح المسلح والحرب طويلة الأمد، والدبلوماسية والعمل السياسي والإعلامي، وكرس في حركة فتح والثورة الفلسطينية فكر الوسطية والمرحلية والواقعية والرؤية الصائبة.
قيل فيه الكثير وسيقال، ولكن تبقى حقيقته الأساسية واضحة لأبناء شعبه وللعالم أجمع: فلقد ظل عرفات وفياً للثوابت التي آمن بها، وكان مرناً جدا في كل شيء إلا في تلك الثوابت.
هذا الرجل سار على نهجه أجيال يجب علينا جميعا أن نعلم بأننا لا نتحدث عن إنسان عادي فنحن نتكلم ونتحدث عن رمز من رموز النضال وقائد من القادة العظام , ورائد من رواد الفكر الثوري
فهناك نظرية في التاريخ تسمى نظرية البطل. وتعني أن الأحداث الكبرى في التاريخ من صنع أبطال وهبهم الله والطبيعة ما لم يهبه لغيرهم من البشر. فهم الذين غيروا مجرى التاريخ ووجهوه الوجهة التي أصبح عليها الآن أو سيصبحون عليها غدا. إنهم أفراد يسيرون والعٌظمة تسير في ركابهم وهي بادية على أفكارهم وأعمالهم وملامحهم، فما على الآخرين سوى الاقتداء بهم وجعل حراك التاريخ يعود إلى الشعوب صانعة الأحداث وقاهرة الجبابرة، أما الأفراد فهم خلاصة لهذه الشعوب في حركاتها وفي ثوراتها الزلزالية " فأبا عمار" أحدث زلزالا في عصر القيادة والعظماء..
ولذالك فعندما يذكر اسم أبو عمار علي الألسن أن تقف عن الكلام وإذا اضطرت للحديث عنه يجب ان تحضر مساحيق مطهرة للفم قبل النطق باِسم هذا الرمز لأنه مربوط مباشرة بفلسطين وقضيتها فهو عنوان الوطن وسيبقى عنوانا في الذاكرة نذكره دوماً ولا ننساه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها