بمناسبة الذكرى الحادية عشر لاستشهاد القائد الرمز المؤسس لدولة فلسطين الرئيس الشهيد ياسر عرفات، نظم تكتل الجمعيات والروابط الأهلية اللبنانية في بيروت ندوة تحت عنوان "بيروت العروبة تتذكر الرئيس الشهيد ياسر عرفات" في مقر رابطة أبناء بيروت قرب مستشفى المقاصد الثلاثاء 10/11/2015.

حاضر فيها مسؤول إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، بحضور رئيس رابطة أبناء بيروت محمد الفيل وأعضاء الرابطة، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المجلس الإسلامي الفلسطيني الشيخ محمد نمر زغموت، وممثلي المؤسسات الأهلية اللبنانية والفلسطينية، وحشد من أبناء بيروت.

بدأت الندوة بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم قراءة سورة الفاتحة على روح الشهيد ياسر عرفات وشهداء فلسطين ولبنان، ثم كانت كلمة لرابطة أبناء بيروت ألقاها محمد الفيل فقال: "تعلمنا النضال والعمل الفدائي والكفاح المسلح من أبا عمار، نختلف مع أبا عمار ولكننا لا نختلف عليه، فهو باقي بقلوب اللبنانيين وخاصة أهالي بيروت الذين ناضلوا معه".

ثم وجه التحية إلى أهل فلسطين وشبابها انتفاضة السكاكين والدهس الذين يدافعون عن المقدسات. معتبراً أن لا أمن ولا سلم ولا استقلال ولا حرية لأي دولة في العالم طالما فلسطين محتلة.

وكانت محاضرة للحاج رفعت شناعة حول شخصية ومناقبية ومآثر أبو عمار وتأسيس حركة "فتح" جاء فيها:

"إننا حين نتحدث اليوم عن الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات إنما نتحدث عن الشخصية الأكثر تجذراً في أرض فلسطين، فياسر عرفات هو في الواقع مؤسس الثورة الفلسطينية وهو مؤسس حركة "فتح" هو منذ نشأته ارتبط ارتباط كلياً بهذه القضية ابتداءً من كونه طالباً في جامعة القاهرة في مصر ثم بعد ذلك حين تسلم الاتحاد العام لطلاب فلسطين، وقبلها رابطة طلاب فلسطين. ياسر عرفات في هذه فترة العام 1965 أيضاً شارك في الدفاع عن مصر عندما حصل العدوان الثلاثي في هذه المرحلة كان هو اليقظ الأول الذي كان يجوب البلدان العربية بحثاً عن فلسطين بعد التشرد والنكبة كان يبحث عن الوسيلة التي تعيد الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه، عاش في الكويت والسعودية وانتقل إلى سوريا ولبنان، وبدأت شبكة العلاقات الفلسطينية تتسع وكان هو الناظم لهذه العلاقات وتعرف على مجموعة من القيادات الفتحاوية، لكنها ما قبل العام 57 كانت تعيش حياة سياسية وحزبية لكن المنطلق الذي انطلق منه أبا عمار في الحوار والنقاش مع كافة هذه الشخصيات التي عرفناها فيما بعد أبو جهاد صلاح خلف خالد الحسن هاني الحسن أبو علي إياد العديد من هذه الشخصيات التي تركت أثراً طيباً في مسيرة هذه الحركة، الحوار دار ما هي الطريقة لنجمع الشمل الفلسطيني بعد أن توزع الفلسطينيين على مجمل الأحزاب العربية لأن الفلسطيني بعد النكبة كان يبحث عن فلسطين كان يذهب على هذا أو ذاك الحزب أينما يجد شمعة مضيئة ليستنير عن فلسطين ليدرك الطريق فارتأوا أننا لا بد أن نشكل تنظيماً جديداً في الساحة الفلسطينية يكون تنظيم فلسطيني همه الأول هو تحرير فلسطين، نحن كشعب فلسطيني عدونا هو العدو الإسرائيلي وليس لنا تناقضات أخرى لا تناقض بين طبقات ولا أيدلوجية، فنحن يجب أن نكون الهوية الوطنية لأن الوطن هو الذي يجمعنا من أجل ذلك وجدنا أنَّ قادة من حركة "فتح" ناضلوا في أحزاب عربية أخرى. اتفقوا أن تأسيس تنظيم اسمه حركة "فتح" هو القادر فعلاً أن يعيد تجميع الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، نحن أبناء فلسطين نحن لا نقبل على أنفسنا أن يكون هناك صراع بيننا وبين هذه الدولة أو تلك وبين هذا الحزب أو ذاك لأننا نواة لجيش يقاتل إسرائيل العدو هو الكيان الإسرائيلي لذلك انطلقنا ونادينا كل من يريد قتال العدو الإسرائيلي أن يكون إلى جانبنا ويدعمنا هذا كان المنطلق المميز لحركة "فتح" عن باقي الفصائل الفلسطينية أنها أخذت المنهجية الوطنية.

استطاع أن يوحد المخيمات الفلسطينية حول هذا التنظيم الذي انطلق وهو يعتبر قيادة "فتح" هذه الحركة ليس ملكاً للحركة هذه الحركة ملك للجماهير هي للشعب الفلسطيني لذلك وجدنا الغالبية كانت تلتحق بحركة "فتح"، عندما يجد خطأ هو يتجرأ ويتنقد وإن كان بقسوة لأنه يعرف أنَّ حركة "فتح" له ربما لا يستطيع أن ينتقد الآخرين لكن انتقاده لحركة "فتح" لأنه يشعر أن هذا الإطار الوطني هو الإطار الجامع سواء لمن هم أعضاء في داخله أو من الجمهور الفلسطيني الواسع.

عندما نتحدث عن ياسر عرفات هو الذي أسس الحركة الوطنية الفلسطينية، الثورة المعاصرة، ياسر عرفات لم يكن قائداً عاديا كان يرمز إلى فلسطين والذين تعاملوا معه على أساس أنه يمثل فلسطين وأنه جزء لا يتجزأ من فلسطين لذلك كان في مسيرته وحدوياً، كان دائماً يتطلع إلى توحيد الصف الفلسطيني، عندما بدأت حركة "فتح" لم تكن كل الفصائل الحالية موجودة لكن عندما قالوا لياسر عرفات لقد ولدت تنظيمات جديدة وأن هذه التنظيمات منها من هو تابع لدول عربية أو تنظيمات يسارية أو غيرها قال ياسر عرفات دع ألف زهرة تتفتح أي تنظيم يريد أن يولد بالساحة الفلسطينية يجب أن يكبر أو ينمو ففلسطين بحاجة للجميع هي عنوان الصدام والقتال مع العدو الإسرائيلي،  حركة "فتح" كانت هي رأس الحربة في قتال هذا العدو الذي احتل أرضنا واعتدى على مقدساتنا، ياسر عرفات اكتسب صفة الرمزية هو الوحيد الذي نقول عنه الرمز ياسر عرفات لأنه بدأ بهذه الثورة عام 57 كان النظام الداخلي بحركة "فتح" متفق عليه ويمكنني أن أقول أنَّ انطلاقة حركة "فتح" كانت التنظيمية كانت بين 57 لـ 59 وبهذا الوقت في مجلة فلسطيننا كانت تصدر وتوزع وكانت تصل إلى لبنان وبعض الشخصيات في لبنان تكتب في هذه المجلة. هذه الرمزية جعلت من ياسر عرفات زعيم وطني وليس فقط زعيم سياسي، شعوب الأرض لديها زعامات ولديها قيادات ولكن هناك يكون عادة رموز وهذه الرموز لا تتكرر دائماً ربما بعد مئة سنة يتكرر رمز جديد، شخصية ياسر عرفات تجاوزت كونها شخصية سياسية هو أصبح يعيش في وجدان وضمير وعقل كل إنسان فلسطيني، كان يتعاطى مع كل أبناء الشعب الفلسطيني الصغير أو الكبير السياسي من تنظيم "فتح" أو من غير، كان يتعاطى مع الجميع أنَّ المركب واحد الذي نركب فيه، وهو الذي يجب أن يوصلنا إلى فلسطين، امتلك هذه الرمزية من خلال وفائه ونضاله لقضية فلسطين والمعارك تذكرنا بالمواقف التي تميز بها الجرأة والشجاعة الاستثنائية.

استذكر بعض المحطات التاريخية التي خاضها الرئيس ياسر عرفات منذ انطلقت حركة "فتح" عام 1965، ثم معركة الكرامة، ثم الاتفاق على مبادئ أوسلو ودخول الفلسطينيين إلى فلسطين حيث أصبح قتال العدو من الداخل، حيث استعاد الهوية الفلسطينية وحوله من لاجئ إلى  فدائي يدافع عن وطنه حتى تحريرها.

وختم بتوجيه التحية إلى أهل فلسطين المدافعين عن المقدسات الإسلامية والمسيحية داخل الأقصى الانتفاضة التي ستستمر إن شاء الله حتى تحرير فلسطين.