أحياءً للذكرى الحادية عشر لاستشهاد القائد الرئيس الرمز ياسر عرفات، ودعماً الهبة الشعبية لأبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة والمناطق المحتلة عام 48، وبدعوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، تجمعت القيادات الفلسطينية واللبنانية من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، تقدم الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وعضو المكتب السياسي لتنظيم الشعبي الناصري محمد ضاهر، وأعضاء إقليم لبنان لحركة "فتح"، وأعضاء قيادة منطقة صيدا، والأطر التنظيمية في منطقة صيدا، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وجماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني، والتي استقبلها أمين سر شعبة عين الحلوة ناصر ميعاري وأعضاء الشعبة، وسط حشد كبير من المكتبين الحركيين الطلابي والكشفي في شعبة عين الحلوة، وشاركت مؤسسة الشهيد محمد جيفارا موعد للأشبال، وقد تفاعل الحضور من خلال الأناشيد الثورية والمعبرة عن الشهيد الرمز ياسر عرفات.

بدايةً ألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في صيدا ماهر شبايطة كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" جاء فيها: "11 عاماً وكأن يوم 11/11 لا يزال يعزف أوان الرحيل، وكأن القدس لم تبارح الذكرى ولم تفارق النجوى، ومن يومها حتى اليوم لا يزال الشبل الفلسطيني منتظراً لرفع راية فلسطين فوق أسوار القدس وكنائسها ومساجدها".

11 عاماً ولم تجف الدمعة وتنسحب الحسرة، وبقي الزيتون شامخاً مراقباً لأرواح الشهداء وحرية الأسرى، 11 عاماً والرئيس ياسر عرفات حي فينا ما حيينا ويناجينا في كل يوم ويقول لنا في السر والعلن: إلى القدس شهيداً شهيداً شهيداً.

واليوم أبناء الياسر الكاسر الجاسر يؤكدون العهد والقسم ويرددون معه عالقدس رايحين شهداء بالملايين، إنها الثورة المتجددة في روح القائد، والقائد إن رحل جسداً بقي فكراً وأدباً وعلماً، فكيف إن كان مفجر الثورة وباني حاضرنا وصانع مستقبلنا.

إننا اليوم وفي الذكرى الحادية عشر لاستشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات نؤكد له ولكل شعبنا أنَّ ثوابتنا الفلسطينية العرفاتية لن تتغير والجبل لن يهزه أي رياح كانت.

إنَّ الرئيس المؤتمن محمود عباس على الخطى يسير من دون أي مواربة أو أي انزياح قيد أنملة على المسيرة العرفاتية التي توجها بالشهادة لأجل فلسطين والقدس وكل أبناء شعبنا الفلسطيني، فهو لم يفرق بين فصيل وأخر أو بين عشيرة وعائلة، فهو والد الكل الفلسطيني، ولذلك نؤكد أنه لا بد من حكومة فلسطينية واحدة وقيادة موحدة، لا دويلة أو إمارة في غزة ولا دولة مؤقتة في الضفة، هذا مرفوض تماماً.

ومن هنا نؤكد أن الثأر لدمائك يتجدد كل يوم وها أنت ترى يا سيد الشهداء أبنائك يلاحقون العدو والمستوطنين في كل مكان على أرض الوطن كما أوصيت، وها هم أبناؤك العظام يسطرون أروع ملاحم المواجهة والبطولة، وإن قيادتنا تضع يدها مع كل الجهود للتحرر ونيل الحرية، وإنَّ رفع علم فلسطين في الأمم والمتحدة هو درة التاج للمجهود الدبلوماسي والسياسي، وإنَّ الرد الفلسطيني بالوحدة الفلسطينية والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية أصبح فريضة واجبة وهذا ما يحصل.

إننا في هذا اليوم إذ نؤكد على وحدتنا الفلسطينية، نؤكد أيضاً على وحدة قرارنا الفلسطيني المستقل وعلى شرعية ومشروعية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وإن كل مشاريع التوطين والتهجير مرفوضة بتاتاً، وإنَّ غضبة القدس وانتفاضتها اليوم تؤكد ذلك وستثبت ذلك مع الأيام.

ومن مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني نوجه تحية لكل المنتفضين فوق أرضنا التاريخية والى المقدسيين الشرفاء الذين يحمون العاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة، ومن مخيم الشهداء عين الحلوة نعاهد كل الأبطال الفدائيين الذين ينفذون العمليات ويوجعون الاحتلال أننا على عهدهم باقون، وإن مخيم عين الحلوة سيبقى عرين الأسود الشامخة المتطلعة إلى فلسطين وليس إلى الأموال الخارجية وأوكار الظلاميين الذين يقتلون الناس من دون حسبان في بلادنا ولا يلتفتون إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وإنَّ مخيمنا سيبقى صمام أمن وأمان لجوارنا اللبناني والسلم الأهلي داخل المخيم على رأس أولوياتنا، وإن دعم القوة الأمنية واجب وطني نلتزم به لحماية أهلنا، لكن لن نسمح لأصحاب المشاريع الخارجية بالسيطرة على حق العودة والمساهمة في تهجير الناس إلى أبعد نقطة عن فلسطين، وليعلم الجميع أن حركة "فتح" هي الأوفى لشعبنا في المخيم وخارجه، وستلعب الدور المطلوب منها للحفاظ على حقنا في الوجود والحياة إلى أن نعود إلى بلادنا فاتحين منتصرين.

في ذكرى أبو عمار الأب القائد، تحية لكل أرواح الشهداء ولكل أسرانا وجرحانا البواسل.

وبعد انتهاء كلمة شبايطة وضعت شاشة كبيرة من قبل شعبة عين الحلوة أمام مقرها وسط الشارع الفوقاني للمخيم تمَّ عرض فيلم وثائقي ممنتج من المكتب الطلابي في شعبة عين الحلوة يحكي عن المراحل النضالية للشهيد الرمز أبو عمار منذ الولادة حتى الاستشهاد.