في الذكرى الحادية عشر لاستشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وتخليداً لذكرى الشهداء، وبحضور أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، تم افتتاح مركز شهداء مخيم برج البراجنة ومعرض صور انتفاضة القدس في مخيم برج البراجنة الثلاثاء 10/11/2015.

شارك بالافتتاح إلى جانب الحاج رفعت شناعة، عضو الإقليم الدكتور سرحان سرحان، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية، والمكاتب الحركية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني، وتجمع "شبابنا"، وممثلو فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، ووجهاء وفاعليات وكبار السن في المخيم، والأشبال والكشافة.

على وقع النشيد الوطني الفلسطيني، ووسط أهازيج النسوة ورفع صور الرئيس الرمز أبو عمار وأعلام فلسطين ورايات "فتح"، قام أمين سر الإقليم رفعت شناعة بقص الشريط وافتتاح مركز شهداء مخيم برج البراجنة وهو مركز لكشافة المرشدات الفلسطينية ومركز تدريب الفرقة الموسيقية لحركة "فتح".

وبالمناسبة ألقى الحاج رفعت شناعة كلمة جاء فيها: "نرحب بكم اليوم ونحن نستعرض وإيّاكم مرحلة تاريخية من تاريخ شعبنا الفلسطيني المناضل نشكر وإياكم الكشافة والأشبال والأخوات الذين أسهموا في إقامة هذا المعرض الوطني التاريخي الذي أبرز أهم المحطات الفلسطينية، وأبرز ياسر عرفات الذي نحتفي بذكرى استشهاده غداً في الحادية عشر من تشرين الثاني".

 ياسر عرفات الرجل الأسطورة، الرجل ليس فقط القائد، ولكنه الرجل الذي يحمل الهم الوطني في كل مقاييسه ومعاييره، ياسر عرفات هو أبو الوطنية الفلسطينية، لأنه هو الذي أسس الهوية الوطنية الفلسطينية، هو الذي أسس حركة "فتح" التي انطلقت في الفاتح من يناير عام 65 وهو الذي قاد هذه الحركة وإلى جانبه رعيلُ كبيرٌ من الشهداء من حركة "فتح" ومن كافة الفصائل الفلسطينية.

واستطرد شناعة قائلاً: ياسر عرفات الذي قاد هذه المسيرة تحمّل الأعباء الكثيرة، لكنه كان دائماً صاحب القرار الوطني الثوري، لأنه كان يدرك أنَّ هذه الثورة ليست ملكاً فقط للشعب الفلسطيني ولفصائله، لأن مهمة هذه الثورة الفلسطينية هي أن تزيل هذا السرطان الإسرائيلي من المنطقة العربية، ولأن إسرائيل هي العدو الأكبر للأمة العربية، وهو الذي هدّد وما زال يهدد مصالحنا القومية والوطنية في عالمنا العربي.

وتابع شناعة: نحن اليوم كلنا في الفصائل الفلسطينية نحمل الراية بعد أحمد ياسين وياسر عرفات وجورج حبش وأبو علي مصطفى وأبو عدنان قيس وزهير محسن وأبو العباس وعبد الرحيم دياب وأيضاً كل هؤلاء القادة الذين عايشناهم، وتركوا فينا بصمات عظيمة أهّلتنا أن نكون على مستوى القيادة.

وأضاف: "لقد خاض ياسر عرفات معركة القرار الفلسطيني، خاضها هناك في الاجتياح الإسرائيلي في بيروت عندما اتخذ قرار الصمود مع قيادة المقاومة وقيادة الحركة الوطنية اللبنانية، وقال لإسرائيل ها نحن هنا، لن نخرج حاملين الراية البيضاء، وفعلاً صمد ياسر عرفات وحوله كل القيادات الفلسطينية. واستطاعوا منع إسرائيل من الدخول إلي بيروت، ولم يدخلوا إلا بعد أن وصلت مأساة الحرب والقصف والتدمير وقتل الأبرياء إلى درجة اضطر فيها ياسر عرفات والقادة الفلسطينيون أن يلبوا دعوة الحركة الوطنية اللبنانية، ولأن بيروت لم تعد تتحمّل، ويومها قال ياسر عرفات لو كانت بيروت هي القدس لما خرجت منها، ولكن هو حق الضيافة، ولا نريد أن نحمّل شعبنا اللبناني أكثر مما يطيق".

وتطرق شناعة إلى الهبة الشعبية فقال: "لن نكون إلا في المقدمة، وهاهم بناتنا وشبابنا وأطفالنا وأهلنا  في فلسطين، كل فلسطين، من الشمال إلى الجنوب، من الجليل إلى قطاع غزة، مروراً بالضفة الغربية وبالقدس، قدس الأقصى، نعم هي هبة شعبية عظيمة، هي مقاومة اختارت وسائلها الدفاعية بقناعاتها، وقالت سنجعل من الحجر والسكين والمقلاع أسلحة نووية وذرية أقوى من أسلحتهم، وهذه الانتفاضة لن تتوقف لأنها مرتبطة بتحرير فلسطين".

وعاهد شناعة أن "الانتفاضة ستستمر وستتواصل حتى يوم التحرير، لن نتراجع انطلقنا ولن نعود إلى الوراء، لأن فلسطين تنتظرنا ونحن ننتظرها".

وتحدث شناعة عن حالة الذعر والخوف التي تمر بها إسرائيل وعن كيفية اصطيادهم للأطفال والصبايا الفلسطينيات بالرصاص. وأعطى مثلاً عن الطفل أحمد مناصرة ابن الثلاثة عشرة عاماً والتحقيق الذي أجري معه من قبل مجموعة من المحققين وأبى هذا الطفل أن يستسلم.

هذا وجال شناعة والحضور في أرجاء المعرض الذي تضمن صور الانتفاضة وأدواتها وصور الشهداء، كما تضمن صور الرئيس الشهيد ياسر عرفات.

وفي الختام دعت الشعبة الجنوبية الجميع إلى إضاءة الشموع، ووزعت التمور عن روح الشهيد ياسر عرفات.