ضمن سلسلة نشاطات وفعاليات أحياء الذكرى الحادية عشر لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، نظمت الحملة الأهلية في الطريق الجديدة لقاءاً لبنانياً فلسطينياً في مقر الرابطة خلف جامعة بيروت العربية كلية الهندسة مساء الاثنين 9 تشرين الثاني 2015، وبحضور أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت سمير أبو عفش، وعضو قيادة بيروت الإعلامي حسن بكير، ورئيس الرابطة الأهلية راجي الحكيم، ومسؤول أنصار الله في بيروت حربي خليل، وممثل دار الإفتاء الفلسطيني في لبنان والشتات فضيلة الشيخ محمود اللبابيدي، وشاعرة الجنوب الدكتورة سماح صفاوي، وحشد فتحاوي ضم اتحاد المرأة والشعبتين الرئيسية والغربية، وممثلون عن اللجنة الشعبية في تجمع الداعوق، وأعضاء الرابطة الأهلية، وشخصيات وطنية لبنانية وفلسطينية، وممثلون عن المؤسسات والجمعيات الأهلية اللبنانية، وعدد من فعاليات المنطقة الذين عايشوا تلك الحقبة من الزمن، حقبة المرحلة الذهبية للثورة الفلسطينية في السبعينيات ومرحلة "الختيار".

بعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، قدّم الأخ حسن أبو زيد الخطباء.

بدايةً استذكر رئيس الرابطة الأهلية في الطريق الجديدة راجي الحكيم في كلمته ذكريات الثورة الفلسطينية وحياة الرئيس ياسر عرفات وبعضاً من مواقفه الوطنية والإنسانية وسيرته النضالية ومقولاته حيث كان مكتب القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات على بعد عدة أمتار قليلة من مقر الرابطة. معتبراً أنَّ أبا عمار لم يكن زعيماً لفلسطين فقط، بل زعيم الأمة العربية وصنع العروبة والكرامة للأمة العربية، وإن الثورة الفلسطينية كانت ولا زالت من أشرف ثورات العالم.

وعاد الحكيم بالذاكرة إلى العام 1970 التي كان فيها من المناضلين الذين عرفوا "الختيار" عن كثب، وقاتل في صفوف حركة "فتح"، فقال: ترعرعت هذه المنطقة المناضلة بكوفية الختيار "رحمه الله"، أبو عمار هذا العملاق كان دائماً يردد أريد دولة لفلسطين ولو على ظهر باخرة في بحر فلسطين. وأشار إلى أنَّ كلام أبو عمار أتى بعد أن تآمرت عليه وعلى الثورة الفلسطينية الدول.

وتحدث الحكيم عن العلاقة النضالية التي كانت تربط الرئيس أبو عمار بمنطقة الفاكهاني، واحتضانها للثورة الفلسطينية حيث أنها كانت معقل الثورة والثوار والقادة، وكانت تعبّر عن رمزية الفدائي الفلسطيني وما كان يعني لأهالي المنطقة.

وتطرق الحكيم في كلمته عن الانتفاضة الأولى والثانية والظروف التي دعت الفلسطينيين إلى الانتفاض على المحتل الإسرائيلي. ولفت إلى أنَّ انتفاضة الحجر والسكين والدهس هي انتفاضة لم تنطلق من تلقاء نفسها بل هناك جهة من وراء الكواليس تقوم بدعمها والتخطيط لها.

واعتبر الحكيم أنَّ الثورة الفلسطينية لم تكن فلسطينية فحسب، بل كانت ثورة أممية ضمت بين صفوفها في السبعينيات كل الجنسيات، وكل أحرار العالم، الذين تدربوا في معسكراتها وقاتلوا في صفوفها، ونقلوا فيما بعد ثقافة المقاومة إلى دول العالم وإلى دولهم المضطهدة التي تعاني من الاحتلال.

الشاعرة الدكتورة سماح صفاوي ألقت قصيدة لفلسطين بعنوان "جفّت بنا الكلمات" جاء فيها:

فلسطين أنتِ من غَسَقِ فجركِ هلال قمر انتصب

أنت المدافع والقنابل واللهب

أنتِ بجبروتِكِ العدو تحت نعالك انهزَم

أنتِ قصائدي ومحبرتي والقلم

أنتِ مَن بنت الكنائسَ والمساجدَ والحرَم

فلسطينُ يا أرضنَا .. يا أرضَ التاريخِ والقمم

روحي لك الفداء ...... يا فلسطين

يا منبع الأصالةَ والعروبة وتاج العرب

لعلي بوفاتي يوماً أكن بأشلائي

دماً زكياً لترابك التحم

أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت سمير أبو عفش تحدث عن رمزية المكان فقال: ليس غريباً أن تحتفل الرابطة الأهلية وتيار وحدة لبنان برئاسة راجي الحكيم بذكرى شهادة من كان وفياً لهذه المنطقة، أبا عمار الذي كان لا يهدأ له بال ولا يغمض له جفن إلا في هذه المنطقة التي احتضنت كل قضايا الأمة العربية والتي احتضنت كل الثوار بدءاً من الثورة الجزائرية وصولاً إلى الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وأضاف: "هذا المكان كان يسمى سابقاً المربع الأمني الفلسطيني، هذه المنطقة كانت وما زالت تعطي أغلى ما تملك، نوجه لها التحية باسم شهداء فلسطين، وباسم أبطال فلسطين، وباسم خنساوات فلسطين".

واعتبر أبو عفش أنَّ الثورة الفلسطينية المعاصرة والحديثة هي امتداد للثورات الفلسطينية المتعاقبة منذ العام 1917 لغاية الآن.

وتطرق إلى معركة الكرامة التي واجه فيها مئة مقاتل فلسطيني آلاف الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح والطائرات والدبابات والمدفعية، مشيراً أنَّ هذه المعركة جاءت لتعيد الكرامة العربية بعد أن داستها إسرائيل في نكسة حزيران 67، ولم يغفل أبو عفش عن ذكر دور الجيش الأردني الذي ساهم في المعركة عبر مدفعياته بعيدة المدى دعماً للفدائيين الفلسطينيين.

كما تطرق أبو عفش إلى مراحل عدة من مراحل أبا عمار النضالية والسياسية. فتحدث عن يوم الخروج من لبنان، وكيف استطاع نقل المعركة مع العدو الإسرائيلي من المحيط العربي إلى داخل فلسطين، لتوجيه الطلقة إلى قلب الكيان الصهيوني، واستطاع إدخال 350 ألف فلسطيني إلى فلسطين منهم عشرة آلاف مقاتل مع سلاحهم.

وتحدّث باختصار عن التاريخ النضالي السياسي والعسكري للرئيس الرمز أبو عمار، معتبراً أنَّ أقلام وحبر العالم كله لا يكفي للحديث والغوص بالتفاصيل.

وختم كلمته بالحديث عن المعركة السياسية التي يخوضها الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية منذ سنوات والتي أسفرت عن اعتراف 137 دولة بفلسطين بصفة دولة مراقب، وانضمام فلسطين إلى عدة مؤسسات ومنظمات دولية منها محكمة الجنايات الدولية لسَوق إسرائيل ومحاكمتها على ارتكابها جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني. وبموجب هذه الاتفاقيات واعتراف العالم بدولة فلسطين استطاع الرئيس أبو مازن أن يحول الصراع مع إسرائيل من أراضٍ متنازع عليها إلى دولة تحت الاحتلال.

وفي نهاية اللقاء قدّم راجي الحكيم شهادتي وفاء وتقدير إلى أبو عفش وأخرى إلى تلفزيون فلسطين تسلمته الإعلامية زينه عبد الصمد مديرة مكتب تلفزيون فلسطين في لبنان تقديراً لعطائها المميز ودورها النضالي بتغطية النشاطات الوطنية.