قال نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ناظم اليوسف في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار شكل عنواناً بارزاً في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، فكان مثالاً للقائد الوطني والقومي والأممي الصلب الذي لم تهزه ظروف الدهر ولا خطوب الأيام، قاد المسيرة بكل ثبات وحنكة واقتدار في مواجهة شتى صنوف البطش والتنكيل التي مارستها وما تزال الآلة العسكرية الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وأدرك منذ البداية أن استمرار الثورة وانتصارها رهن بالحفاظ على استقلالية قرارها، ورفض على الدوام توظيفها لمصلحة أي محور فالقضية هي بوتقة التوحد لكل الشعوب العربية وأحرار العالم".

وأضاف: "إننا نؤكد أنه رحل عنا بجسده لكنه باق بوجداننا وقلوبنا وعقولنا، وسيبقي الضمير الحي لكل أبناء شعبنا في مواصلة المسيرة والنضال لتحقيق حلم شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة" .

وقال اليوسف ما أحوجنا اليوم ونحن نحي ذكرى استشهاد القائد الرمز أبو عمار إلى استحضار المبادئ والمنطلقات التي آمن بها، هو ورفاقه القادة العظام الحكيم جورج حبش أبو العباس وطلعت يعقوب وأبو جهاد وأبو علي مصطفى وسمير غوشة وسليمان النجاب وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو أحمد حلب وعمر القاسم، للتوقف أمام الوضع الفلسطيني الراهن وما وصلت إليه الأمور من انقسام كارثي يهدد مصيرنا الوطني ويخرج مسيرة نضالنا عن مسارها الطبيعي في مواجهة الاحتلال وانجاز الأهداف الوطنية التي قدم شعبنا ولا يزال في سبيلها أغلى ما يملك، مما يتطلب أن نحكم العقل ونوظف كل طاقات وإمكانات شعبنا في دعم انتفاضته الباسلة .

 ولفت ان ذكرى استشهاد الرئيس تتطلب منا أن نحول رمزية الشهيد أبو عمار إلى رمزية وقدسية فلسطين ورمزية المؤسسة التي لا ترحل، فالشعب الفلسطيني اليوم هو أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر، والسير موحدين عبر هذا الماراتون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد، وهو أمر يفرض ويستوجب من الجميع العمل من أجل تطبيق اتفاقات المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية في اطار البيت المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ورسم استراتيجية وطنية وتعزيز الانتفاضة الشعبية، ونقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ومطالبتها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة حتى يتمكن شعبنا من حقه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

واكد نائب الامين العام لجبهة التحرير بأن ذكرى الرئيس الشهيد ياسر عرفات تعطي الثقة لشباب وشابات الانتفاضة المعتمرين الكوفية، على الرؤوس والأكتاف ويحملون علم فلسطين، وهم يواجهون الاحتلال وقطعان مستوطنيه، حيث تثبت روح التضحية العالمية المعمدة بدماء الشهداء، أن الانتفاضة هي طريقنا للخلاص من هذا الاحتلال  وإن النصر قريب وهو أصبح مرمى حجر، وإن العلم الفلسطيني سيرفع فوق أسوار وكنائس ومساجد القدس مهما كانت التضحيات  .