بقلم: محمد سعيد
فازت حنان الحروب على لقب أفضل معملة في العالم، بأبجدية بسيطة "نلعب ونتعلم"، الكتاب الذي أصدرته تتويجاً لمشروعها اللامنهجي في تعليم الاولاد على الاستدلال والاستقراء للوصول الى الهدف من العملية التعليمية. ببساطة، من خلال اللهو واللعب يمكن للمعلم أن يكون رائداً مثاليلاً في تعليم الاولاد بعيداً من أساليب التلقين الجافة التي ابتعدت عنها حنان الحروب خلال مسيرتها التعليمية للتلاميذ.
ان الشعب الفلسطيني قادر على اثبات جدارته في الحياة، أليس لديه أفضل قائد، وأفضل شاعر، وأقدس أرض، وأنبل قضية؟ مشهد المعلمة الفضلى وهي تفوز بهذا اللقب، رفع اسم فلسطين عالياً وأعطى الشعب الفلسطيني دفعة أمل، برغم عوامل القهر والظلم، حنان الحروب ابنة مخيم الدهيشة الأنثى الفلسطينية، تعلم الاولاد على كره العنف، "وتربي الأمل" في نفوسهم، وتقاوم الانعاكسات السلبية المتأتية من الاحتلال، وتقوي ثقة الطفل بنفسه وتنمي فيه الروح التشاركية مع زملائه. في هذا الشهر شهر آذار، الذي فيه يوم المرأة العالمي ومولد النبي وعيد الام، ويوم الارض، برهنت المرأة الفلسطينية على مقدرة عالية في اشتراح المعجزات في ظل أبشع احتلال فتحقق لبلدها نصراً مؤزراً، ها هي في يومها العالمي من فلسطين من مخيمات اللجوء تشرق كجوهرة متلألئة، وانسانة متسامحة مع الآخر، تربي الأخلاق الحميدة والاحترام والمحبة وعدم القسوة. في المقلب الآخر تقوم اسرائيل بتعليم اطفالها على الحقد والكره والارهاب بحق الفلسطينيين وتبرر بالقوانين الاجرامية الظالمة لجنودها في قتل الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه واسباحة دمه، وتشرّع قتل الطفولة والاعتداء على المرأة في اليوم العالمي للتضامن مع المرأة. تقوم اسرائيل وجيشها الحاقد بقتل المرأة الفلسطينية على مرأى ومسمع العالم دون ان ينخدش لديها حياء أو ضمير في يوم نصرة المرأة يا للعار، كيف واجهة هذا الانتصار المشرف لامرأة فلسطينية، ومدرّسة حكومية انسانة بسيطة عادية بهذا العمق والاشراق، التي تختزن في قلبها صورة المأساة البشعة اللاحقة بفلسطين وأبنائها وبالمخيمات وبمختلف شرائح الشعب الفلسطيني، استطاعت أن تحوّل المرارة الى عملٍ تفتخر به الاجيال.
انتاب اسرائيل الجنون اذ كيف استطاعت هذه الحنان الواقعة تحت الاحتلال من ان تقدم صورة نموذجية مثالية عن المرأة الفلسطينية، بينما هي كسلطة احتلال لم تستطع ان تقدم الا صورة بشعة عن احتلالها وديمقراطيتها ولم تستطع ان تقدم الا النموذج الارهابي القاتل. استطاعت حنان الحروب ان تقدم لوطنها فلسطين اعترافاً دولياً آخر يعبر عن وجود هذا الشعب القادر على العطاء في مختلف الميادين لذا يستحق ان يعيش بحرية وكرامة على هذه الارض، وهو قادر أن يقدم دائماً أرقى الصور للانسان في مختلف المناسبات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها