من بين كل صانعات وصانعي "كعك العيد" المهرة والمتميزين، الذين بإمكانهم الحديث عن فن صنع الكعك، مقاديره وطريقته، ثم أهميته كجزء لا يتجزا من طقوس الأعياد، سوى بيت صغير تحول بفضل سيدته إلى مصنعا للحلويات، تعتاش أسرتها منه، ويشكل أبنائها وزوجها طاقم عمله الأساسي.
تقول سمية: تعلمت صناعة الحلويات وأنا على مقعد الدراسة، كنت أحب تطبيق ما أتعلمه خلال حصة التدبير المنزلي عند عودتي للبيت، وعندما صار لي أسرة وأطفال، بدأت أحول هذه المهارة الى عمل أسترزق منه.
طاقم عمل أم أفراد أسرة؟!
تقول صالح: كان عددنا ستة في البداية، وكان العمل يتم بشكل أسرع والمجهود أقل على كل شخص فينا، ولكن بزواج اثنتين من بناتي، انخفض عدد الطاقم الى أربعة وهو ما اضطرني فيما بعد لترك عملي كطاهية في مدرسة "هيلين كيلر" لذوي الاحتياجات الخاصة، والتفرغ التام لمشروع الأسرة.
ورغم أن صالح لم تكمل تعليمها الجامعي، إلا أنها أصرت على تطوير مهاراتها في صنع الحلويات من خلال عدد من الدورات التي استمرت شهور طويلة، كان آخرها واحدة في إدارة المشاريع الصغيرة بواقع 120 ساعة، والتي عزمت بعدها على شراء الالات والمعدات وغيره واستئجار المكان اللازم من أجل البدء بالمشروع." تقول أم محمود: استأجرت محلا قريبا من مدرسة القرية، كي أستفيد من طلبة المدارس وأبيعهم المعجنات والحلويات وغيره، ولكن انقطاع الماء المستمر حينها عطل العمل ووصل بالمشروع الى مرحلة من الفشل وبالفعل أغلقنا المحل وعدنا أدراجنا للعمل من البيت كما في السابق.
ولكن فشل هذه الخطوة لأسباب لم تكن في الحسبان لم تحبط السيدة سمية، بل على العكس زادتها إصرارا على إعادة فتح المشروع ولكن بشكل أكثر ترتيبا وحذرا. تقول صالح: حولت جزءا من البيت إلى مكان للعمل، وجزءا آخر لعرض المنتجات واستقبال الزبائن، واستفدت من افتتاح قاعة للأفراح في القرية حيث أعلنت عن استعدادي لتلبية كافة جاتوهات الأعراس، فانفردت بهذه الميزة تحديدا في المنطقة بأكملها، حيث كان أهل القرية يجبلون الجاتوهات من المدينة فيما سبق.
مصدر الدخل الرئيس
وتؤكد السيدة أنه لولا تشجيع أبنائها وزوجها الذي كان هو الآخر جزء لا يتجزأ من المشروع لما استطاعت إنجاحه والمضي فيه، ليصبح بعد فترة قصيرة مصدر الدخل الرئيس للأسرة، وليساعد مردوده على قضاء أهم احتياجات عائلتها من تعليم جامعي وسداد ديون ومصاريف يومية وغيره.
وتطمح صالح إلى إتمام كتاباها الذي كانت قد بدأته حول صناعة الحلويات البيتية، والذي يتضمن الوصفات الخاصة التي اعتمدتها في تصنيعها للحلويات، حيث توقفت عنه مؤقتا بسبب تكلفة نشره الباهظة.
كما تطمح لتطوير مشروعها وتوسيعه واستحضار ماكنات أحدث وأجدد، خاصة لحلوى "البيتيفور" حيث الامكانيات الحالية لا تزال بسيطة ومتواضعة، الا ان ذلك لم يمنعها عن العمل على الاستمرار في تحسين جودة الحلويات الناتجة.
وتشجع السيدة كل من لديه فكرة لمشروع على عدم التردد بالبدء فيه، كما تؤكد أن كل المشاريع في بدايتها تواجه مشاكلا وصعوبات، إلا أن ذلك لا يجب أن يواجه بالفشل والاحباط
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها