تشتد الحاجة إلى تعليم المرأة لأعلى مستويات التعليم التقني أو التكنولوجي ربما أكثر من حاجة الرجل في مجتمعاتنا الشرقية وذلك لما يحققه التعليم من تزويد المرأة بألوان من المعارف والعلوم والثقافة التى تتيح لها الارتباط بمنجزات العصر العلمية ومواكبة قضايا خاصة بعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة .وتعليم المرأة بقدر ما يعمل على توسيع مداركها وتنمية ذكاؤها فإنه يتيح لها فرصة أكبر للارتقاء النفسي ويمنحها ثقة بذاتها بعد إدراكها أهمية تسلحها بالعلم، والذي حثنا عليه ديننا الحنيف.
وفي الغرب الإسلامي، كانت أم البنين مثالاً يحتذى به وهي فاطمة الفهرية في القرن الثالث الهجري بنت جامع القرويين في فاس في القرن الثالث الهجري وأيضا أختُها مريم التي بنت جامع الأندلس في فاس، و لو ذكرنا العالمات من الغرب الغير إسلامي فهناك نماذج من العالمات اللواتي تركن أثراً واضحاً في العلوم و الفيزياء والاختراعات التي غيرت من مجرى التاريخ امثال العالمة
ماري كوري عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية الي تعد من رواد فيزياء الإشعاع وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين (في الفيزياء والكيمياء) والعالمة روزالين التي توصلت إلى حل مشكلات مرضى السكر عن طريق تقنية النظائر المشعة، والعالمة نوال المتوكل العداءة المغربية التى حملت لبلادها و للعرب ميدالية ذهبية ثمينة من بطولات الأولمبياد ثم تابعت نشاطها حتى أصبحت واحدة من ضمن 5 اعضاء بلجنة التحكيم فى أول أولمبياد عام 2012.
ومن هذه النماذج نستطيع ان نصل الى استنتاج على قدرة النساء الفذة في مجال العلوم و الفيزياء و الادب وغيرها و كيف يصب تعليمها في خدمة المجتمع خاصة عندما تتمتع بمواصفات انسانيه تميزها حتى عن الرجل من قوة التركيز والصبر والمتابعة من باب العند للوصول الى الهدف و من فطرة المرأة التي زرعها الله بها من شعور بالمسؤولية اتجاه مجتمعها بشعور الام و الحاضن
وبما أن تعليم المرأة ركيزة في الإسلام إلا انه في زماننا الحاضر يصبح تعليمها أكثر ضرورة وأشد إلحاحاً لما تفرضه التحديات المعاصرة، خاصة في عالمنا الشرقي حتى تستطيع به مواجهة معترك الحياة خاصة إذا فقدت عائلتها سواء أكان أباً أو أخاً أو زوجاً وتجبرها الأقدار على تحمل مسؤولية نفسها، وربما تحمل مسؤولية إعالة أبنائها أو إخوتها الصغار.
ولا يمكن للمرأة أن تنوء بهذا العبء الثقيل في زماننا الأكثر تعقيداً وأنانية دون أن تتزود بسلاح العلم وربما يكون تعليم المرأة أكثر أهمية من تعليم الرجل فى بعض الأحيان ذلك لأن الرجل يتعلم وينفع بعلمه نفسه فقط، ومجال العمل الذي يتكسب منه دون أن يحاول أن يفيد بخبراته أهل بيته إخوة أو أبناء.
على العكس من ذلك نجد أن المرأة عندما تتسلح بالعلم فإنها تحرص كل الحرص على تعليم أبنائها وتسهم بشكل فعال في تزويدهم بالمعارف وجميع أشكال الثقافة انطلاقاً من إيمانها برسالتها وبأنها تخرج أجيالاً يبنون مستقبل المجتمع .
وتسلح المرأة بعلوم العصر يحقق لها الاستقلال المالي الذي يحميها لحظة الاحتياط من غدر المجتمع ومن استغلال أهل السوء لها وقت شدتها أو عثرتها المالية، وبذلك تحفظ كرامتها وكيانها الإنساني من ذلك العوز. ولاشك أيضًا في أن تعلم المرأة الذى يوفر لها فرص العمل يوفر لها أيضًا عنصر الحماية عندما يجور الزمان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها