"لما دخلت السجن كنت حامل بتوأم بالشهر الثالث وبسبب الضرب في التحقيق فقدت واحدا منهم" هكذا وصفت الاسيرة المحررة "منال غانم" من مدينة طولكرم مرحلة اسرها التي استمرت اربع سنوات ونصف في السجون الإسرائيلية.
كانت تحمل منال في أحشاءها توأمان تنتظر قدومهما على أحر من الجمر، تراهما حلم وامل للمستقبل القريب، لكن ما لبثت وأن أجهضت نصف روحها لقسوة التعذيب ولفرط الألم.
مكبلة اليدين اثناء الولادة
في الساعة الرابعة فجرا استيقظت منال على ألم داخلها يشعرها بأنه الم ولادة، وانتظرت اكثر من تسع ساعات ما بين غرفة السجن وغرفة العيادة لتصل سيارة الاسعاف بعد 7 ساعات من الالم حتى نقلت الى مشفى "اساف هاروفيه".
وقالت منال "كان معي 3 مجندات وضابط .. كنت مقيدة الايدي والارجل .. بقيت طول الوقت مقيدة حتى نقلوني الى غرفة ثانية غير غرفة الولادة .. وبقيت فيها مقيدة" .
لم يعش طفولته !
كبر نور في الزنازين.. كان يسمع دائما صوت الابواب تغلق.. او صوت مفاتيحها بأيدي السجان. لم يعي نور ما معنى الحرية، ولم يعش طفولته كباقي الاطفال .. لم يلعب بألعابه الخاصة، ولم يعرف بعد صوت والده ولا اخوته.
كبر نور على وجوه السجانين العابسة واصوات كلاب وتفتيش.. بكاؤه لم يكن حلا لخروج المجندين من السجن.
تقول والدته منال: بالسجن كانوا يعاملوه مثلنا، لا يضعوا اعتبار لوجود ولد صغير، كانوا يدخلون بكلابهم ويفتشوا الغرف.
على الرغم من ولادة نور في عتمة السجن وخلف قضبانه الا انه ادخل فرحة كبيرة في قسم الاسيرات داخل المعتقل، تقول منال: كنت انا والصبايا فرحين بوجود طفل بالمعتقل بنسينا هموم السجن وانتظار الحرية.
كبر نور وصار عمره سنتين ونصف في السجن، تقول والدته منال: كان له في السجن 60 أم. كلهن يدللنه".
ونور ليس وحده ولد اسيرا، حنين هي الاخرى طفلة ولدت أسيرة في سجن والدتها ايمان التي اعتقلت لـ10 سنوات. تقول ايمان: حنين كانت فرحة كل الاسيرات في القسم الذي اتواجد به". وتتذكر حادثة طريفة: عمل السجانون في الباب فتحة صغيرة لإدخال الاكل.. حنين كانت تدخل منه على الغرفة الثانية لانها صغيرة".
الأسير المحرر نور
بعد سنتين ونصف في المعتقل خرج نور، "خرج خائفا من اشياء كثيرة لا يعرفها، كان يبكي باستمرار وبقي 6 شهور ليتعود على ابوه واخوته".
كبر نور واصبح عمره 14 عاما و"لكن ما زال يخاف من الاصوات المرتفعة ليجلس في زاوية لينهار بالبكاء" تقول والدته.
ويقول دكتور علم النفس وائل ابو الحسن: عندما يخرج الطفل من المعتقل لا يتفاعل مع البيئة والافراد بحيث يكون منقبض على نفسه وانطوائي بالاضافة للشعور بالقلق والخوف ليدخل بعد ذلك بحالة من الاكتئاب.
ولم يستبعد المحامي فواز شلودي تعرض الاسيرات الحوامل للضرب خلال التحقيق كما حدث مع منال غانم.
وقال السلودي ان قوانين الاحتلال تبقي الطفل المولود في السجن لمدة سنتين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها