قال مركز أسرى فلسطين للدراسات، بأن الأوضاع فى سجون الاحتلال تعتبر أرضية خصبة لانتشار الأمراض واستفحالها فى أجساد الأسرى،  نظرًا لتردي ظروف احتجازهم في هذه السجون ، واستهتار الاحتلال بحياتهم عبر استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم .

 

وأوضح المركز بأن الأسرى خلال فترة التحقيق يحتجزون في زنازين ضيقة، لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، و يتعرضون لسوء المعاملة، والضرب والتعذيب، والإرهاق النفسي والعصبي، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي، و تفتقر هذه الزنازين لأدنى مقومات المعيشة، فلا يوجد بها أغطيه او تهوية مناسبة، والطعام الذي يقدم للأسرى رديء وكمياته قليلة، كما لا يوجد مواد تنظيف وتعقيم مما يحول دون إمكانية تصديهم للأمراض والحشرات".

بينما  تعانى السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، وغالبًا ما يكون الأطباء في السجون أطباء عامين، لذا ينتظر الأسرى لسنوات ليتم عرضه على طبيب متخصص، فقد أصبح الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية أحد الأسلحة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لقتل الأسرى وتركهم فريسة للأمراض الفتاكة.

مرضى بالمئات
وبين المركز بأنه نتيجة لتلك الظروف فان قائمة المرضى في سجون الاحتلال وصلت إلى 1200 أسير مريض ، بينهم حوالي 170 أسير مريض يعانون من أمراض تصنف بالخطيرة ،وهؤلاء يترددون على المستشفيات بشكل مستمر، من اجل المتابعة،  منهم 15 أسير يقبعون بشكل دائم في مستشفى الرملة ويصنفون بأصحاب الأمراض الأخطر .

واعتبر المركز مستشفى الرملة مكانا لقتل الأسرى بشكل بطئ ، وليس للعلاج ، حيث يؤكد الأسرى بأنه لم يدخلها احد وتم شفاؤه من الأمراض التي يعانى منها ، بل تفاقمت حالته الصحية بشكل اكبر ، مما يدلل على حجم الاستهتار بحياة الأسرى .

حالات خطرة
وبين المركز بأنه من بين الحالات التي تقبع فى الرملة الأسير "معتصم رداد " ويعانى من مرض السرطان القاتل ، منذ سنوات ، ولم يطرأ اى تحسن على صحته ، كذلك الأسير "منصور موقده" وهو مصاب بشلل نصفي، ويتنقل على كرسي متحرك منذ اعتقاله قبل 13 عام، و يصاب بحالات تشنج وحالة من الاختناق تؤدي إلى فقدان الوعي،  ويعيش بأمعاء متهتكة، وقد تم استئصال جزء منها، وتركيب أجزاء بلاستيكية بدلاً عنها، ويصطحب معه باستمرار كيس للبراز والتحكم بالبول معدوم،ومضى على وجوده بالرملة سنوات، دون ان يطرأ اى تقدم على وضعه الصحي.

كذلك الأسير "راتب عبد اللطيف  حريبات" من الخليل، والذى لا يزال يعاني من آلام شديدة بالأمعاء رغم إجراء عملية استئصال للأمعاء الغليظة، ولا يستطيع التحرك بشكل جيد بسبب الآلام في مكان العملية الجراحية، وأنه يوجد كيس للبراز يتدلى من خاصرته.، بينما يتلاعب الأطباء بأعصاب ونفسية الأسير المريض " معتز محمد عبيدو"  وذلك عبر الادعاء بان مرضه لا علاج له، وان معاناته لا نهاية لها ، وهو يعانى من إعاقة ومشاكل في البطن والمسالك البولية، ولا يستطيع التنقل إلا على كرسي متحرك.

قتل متعمد
وقال المركز بان ما يجرى في الرملة هو عملية قتل متعمد لهؤلاء المرضى، فلا يوافق الاحتلال على إطلاق سراحهم، وفى نفس الوقت لا يسعى لعلاجهم بالشكل الحقيقي الذي يساهم في شفاؤهم من الأمراض، وقد نتوقع استشهاد احدهم أو أكثر في اى لحظة، ليرتفع عدد شهداء الإهمال الطبي إلى أكثر من (54) أسيراً كان أخرهم الأسير "رائد الجعبرى" الذي استشهد بتاريخ 9/9/2014.

وحمل المركز إدارة السجون الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن حياة هؤلاء الأسرى، مطالبا المجتمع الدولي  بضرورة الوقوف أمام مسؤولياته واتخاذ قرارات عملية جادة تجاه ما يتعرض له الأسرى من إجراءات تفضي إلى الموت .