ثفت النخب الإسرائيلية المرتبطة بدوائر صنع القرار في تل أبيب، من مستوى تحريضها على اللاجئين السوريين، محذرة أوروبا من السماح باستيعابهم في أراضيها.
وفي ورقة تقدير موقف صدرت أمس، قال "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يديره دوري غولد وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، إن اللاجئين السوريين شأنهم شأن بقية المهاجرين المسلمين الذين وصلوا إلى أوروبا سيتحولون إلى عبء أمني وتحد استراتيجي للقارة العجوز، من خلال الإصرار على مواصلة تمتعهم باستقلالهم الثقافي وسعيهم لإقامة دولة "الشريعة".
وزعم المركز أن الكثير من الأوروبيين باتوا يغادرون الأحياء التي يقطن فيها المسلمون، بسبب تطرفهم وتعاظم مستويات الجريمة في هذه الأحياء.
وهاجم المركز وسائل الإعلام الأوروبية، زاعماً أنها تتجاهل المشاكل والتحديات الناجمة عن تعاظم هجرة المسلمين إلى أوروبا.
وانتقد المركز بشكل خاص الحكومة السويدية التي ادعى أنها تستوعب اللاجئين بدون أي قيد وشرط وتمنحهم مساعدات كبيرة.
وواصل المركز نشر الأكاذيب، حيث ادعى أن ضغط الطلاب المسلمين أفضى إلى إلغاء تدريس الفلسفة في كثير من المدارس الأوروبية.
وأبدى المركز استهجانه لقرار مدارس في بعض مناطق أوروبا، عدم توزيع وجبات طعام لا تتضمن لحم الخنزير، للحفاظ على شعور المسلمين.
ويذكر أن القوانين الإسرائيلية تلزم المؤسسات الرسمية والخاصة، وضمنها المطاعم والفنادق، بتقديم الطعام الذي يخضع لإشراف الحاخامية الكبرى لضمان مراعاة قيود "الشريعة" اليهودية.
وعلى الرغم من أن غولد الذي يقف على رأس المركز يقوم بحكم موقعه بدور في الاتصالات مع الدول العربية، فإنه حرّض على الدول العربية، سيما السعودية وبقية دول الخليج، التي قال إنها ترفض استيعاب اللاجئين السوريين خوفا من أن يسهموا بالمس بالاستقرار في أراضيها.
وكانت بعض النخب الإسرائيلية قد حاولت إبداء التأثر من مظاهر المعاناة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، لا سيما حادثة مقتل الطفل الرضيع إيلان.
وقد هاجمت صحيفة "هآرتس" هذه النخب واعتبرت سلوكها ينم عن "النفاق"، لأنها تحمست لقيام إسرائيل بقتل مئات الأطفال خلال الحرب على غزة.
من ناحيته، حذر المستشرق يهودا بلنغا، أوروبا، من مغبة استيعاب اللاجئين السوريين في أراضيها، محذرا من أن هذا قد يفضي إلى زعزعة الاستقرار والأمن في أوروبا.
وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" أمس، أوضح بلنغا أن من حق أوروبا الدفاع عن نفسها، مشيدا بالخطوات التي اتخذتها دول أوروبا الشرقية لمواجهة موجات اللاجئين.
وفي السياق، قال تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، إن أوروبا تدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته عندما عملت على إسقاط نظام معمر القذافي.
وأعاد مزال في مقال نشره "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" أمس للأذهان، حقيقة أن القذافي تمكن من منع تدفق المهاجرين لأوروبا، زاعما أنه لو كان القذافي يحكم ليبيا حاليا لما تعرضت أوروبا لما تتعرض له حاليا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها