(صحيفة الحياة الجديدة:15/5)
- ماذا اقترح المرشد بديع لعقد مجلس شورى حماس، ولماذا ركز على ضرورة اتمام المصالحة؟
- متى شعرت حماس انها تورطت، ولماذا غضب خيرت الشاطر ؟
- ماذا قال مشعل أمام مجلس الشورى، وما هي التساؤلات التي وجهها له عماد العلمي؟
- بماذا فوجئ أبو مرزوق والعاروري، ولماذا طلبا تدخلا عاجلا من بديع لدى الرئيس مرسي؟
- العلمي يتساءل: هل نحن حزب حاكم أم حركة مقاومة؟!
- من أخبر حماس بتوثيق ايران وحزب الله لكل ما يجري عند كتائب القسام؟
- لماذا قررت قطر وضع فوائد على الودائع والضمانات التي اودعتها في البنك المركزي المصري؟
- لماذا طلب الزهار مغادرة مشعل لقطر؟
كشفت مصادر خاصة لـ "الحياة الجديدة" تفاصيل جديدة حول الوضع الداخلي لحماس واجتماعات مجلس الشورى بالقاهرة والمكتب السياسي للحركة في قطر.
وقالت المصادر إن "الوضع الذي وصلت فيه الأمور داخل حماس من صراعات وانقسامات والتي حالت لفترة طويلة دون انعقاد مجلس الشورى لانتخاب قيادة جديدة للحركة، دفع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وجماعة الإخوان في مصر لتشكيل لجنة من مرشد الإخوان في مصر محمد بديع والشيخ راشد الغنوشي ومهدي عاكف المرشد السابق للإخوان في مصر وزكي بني ارشيد نائب المراقب العام للإخوان في الأردن للعمل السريع وتهيئة الأجواء لعقد جلسة مجلس شورى حماس والخروج بنتائج ايجابية وانتخاب قيادة جديدة وموحدة للحركة تعمل على إنهاء التناقض والتضارب داخل حماس في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والوقوف بحزم أمام أي تدخلات خارجية في مواقف حماس وبالتالي مواقف الإخوان".
وأضافت المصادر أن "اللجنة التي انسحب منها ممثل الإخوان في الأردن قبل الشروع في عملها اتصلت بجميع أطراف حماس في الداخل والخارج في محاولة منها للملمة وضع الحركة". مشيرة إلى أن "اللجنة لم تتفق على وجهة نظر واحدة لأن الانقسامات داخل حماس انعكست عليها".
وقالت المصادر: "تم الاتفاق على نقطة وحيدة دعا إليها مرشد الاخوان في مصر وهي ضرورة عقد اجتماع لمجلس الشورى الجديد والمنتخب التزاما بالنظام الداخلي لحماس حيث ان المجلس يفقد شرعيته في حال عدم انعقاده خلال ستة شهور من انتخابه".
واوضحت المصادر أن "بديع اطلق مبادرته لعقد مجلس الشورى لقناعته بأن ذلك يمكن أن يساهم في تخفيف حدة التوترات والتناقضات داخل حماس وفسح المجال للجميع لإبداء وجهة نظره، على أن يكون الاجتماع برعاية التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وحركة الاخوان في مصر".
اتصالات بديع مع قادة حماس
واضافت المصادر "فور الاتفاق على هذه النقطة بادر بديع بالاتصال ودعوة أطراف حماس المتصارعة للقائه ووضعهم في صورة ما تم الاتفاق عليه وطلب منهم تحديد موعد لاجتماع أكبر عدد ممكن من أعضاء مجلس الشورى في دورته الأولى وإبقاء جدول الأعمال مفتوحا، ليقر وفق سير أعمال الاجتماع" مشيرة إلى أن "هذا الموقف تم التوافق عليه من جميع أطراف حماس خصوصا عندما قال لهم بديع ان حماس وحركة الاخوان في مصر الآن في مرمى النيران وهذا يستدعي منا جميعا القفز عن خلافاتنا ومواجهة الحملة الشرسة والمشبوهة التي تستهدف تجربة الإخوان المسلمين في الحكم، ولا بد لنا أن نتصدى متحدين لكل قوى الليبرالية والقومية التي تتلقى الدعم الخارجي الواسع من دول عديدة لإفشال تجربتنا في الحكم بمصر وتصويرنا كعصابة من المجرمين والقتلة".
وطلب بديع من "أطراف حماس المختلفة تشكيل وفد قيادي رفيع من الحركة والحضور إلى مصر قبل انعقاد مجلس الشورى للاتصال وحوار كافة الأجهزة الأمنية المصرية والجيش المصري وبعض الأحزاب والشخصيات المصرية، ومواجهة ما يروجه الإعلام المعارض في مصر وغيرها عن تورط حماس في قتل الجنود المصريين في سيناء وتدخلات حماس خاصة جناحها المسلح كتائب عز الدين القسام في أحداث الثورة المصرية".
لقاء وفد حماس مع المخابرات المصرية
وقالت المصادر إن "خالد مشعل حضر للقاهرة على رأس وفد كبير من المكتب السياسي لحماس وشرعوا باتصالاتهم في مصر، وكان أول هذه الاتصالات مع المخابرات المصرية التي قدموا لها طلبا لعقد اجتماع مجلس شورى حماس في القاهرة".
ووصفت المصادر النقاش الذي دار بين وفد حماس والمخابرات المصرية بـ "الحاد والعصبي، حيث واجهت المخابرات المصرية قيادة حماس بما لديها من معلومات ووثائق عن ما قامت به الحركة من اختراق للسيادة المصرية، وتم إبلاغ وفد حماس أن اجتماع مجلس الشورى للحركة بالقاهرة بحاجة إلى قرار سيادي (من الرئيس المصري) وانها سترفع هذا الطلب للرئيس محمد مرسي للتقرير بشأنه" مشيرة إلى أن مرسي وافق على طلب حماس وكلف جهاز المخابرات بالإشراف المباشر ورعاية الاجتماع من حيث الزمان والمكان".
الاتصال بقيادة الجيش المصري والاستخبارات العسكرية
وقالت المصادر: "بعد لقاء المخابرات المصرية واخذ الموافقة على اجتماع مجلس الشورى حاولت قيادة حماس الاتصال بقيادة الجيش، وتقدمت بطلب للقاء وزير الدفاع، فكان الرد سلبيا، وأن منصب وزير الدفاع هو منصب سيادي ولا يلتقي بأحزاب وحركات، وتنحصر لقاءاته بالمناصب الشبيهة له، لكن بإمكان الوفد طلب لقاء أي مسؤول آخر في المؤسسة العسكرية".
واضافت: "بعد رد وزير الدفاع قدم وفد حماس طلبا آخر، حيث تمت الموافقة على لقائه بأحد مساعدي وزير الدفاع، وتم الحديث والبحث في كل ما يوجه لحماس من اختراقات والمس بالسيادة المصرية، من قتل الجنود إلى اقتحام السجون".
وتابعت المصادر: "أحال مساعد وزير الدفاع المصري قيادة حماس بعد هذا اللقاء إلى لقاء آخر مع قيادة الاستخبارات العسكرية المصرية، حضره من حماس خالد مشعل وصالح العاروري وعماد العلمي، وجرى الحديث عن الأشخاص الواردة اسماؤهم في الخروقات، واصرت الاستخبارات المصرية على انها لن تزود وفد حماس الآن بأي اسم مطلوب للتحقيق وبأي قضية سيتم التحقيق فيها، تاركة ذلك للمختصين في الاستخبارات والقضاء العسكري المصري".
ورطة حماس .. غضب الشاطر.. طلبات بديع
وأكدت المصادر ان "وفد حماس أدرك بعد لقاء الاستخبارات العسكرية أن الأمور دخلت في جدية خطيرة وأنه تورط، وان هذا الملف ممكن أن يكون مؤذيا للحركة وللإخوان في مصر، فذهب عماد العلمي وصالح العاروري مع مشعل للقاء المرشد بديع ونائبه خيرت الشاطر لوضعهما في صورة ما حدث".
واضافت المصادر أن "الشاطر غضب بعد اعلامه بفحوى الاجتماع ودعا قادة حماس للتسويف بشأن ما تم الاتفاق عليه مع الاستخبارات العسكرية إلى أن يلغى هذا الاتفاق، في حين قال المرشد لوفد حماس: أنتم أوقعتم أنفسكم في هذه الورطة ويجب أن نتصرف جميعا بحكمة وهدوء للخروج منها، وطلب من مشعل البدء فورا بالترتيب مع المخابرات العامة لعقد مجلس الشورى، وطلب منه اعلام جميع المشاركين في الاجتماع أنه سيكون مصورا ومسجلا، ودعاهم إلى كيل المدح الوفير للأجهزة الأمنية المصرية وللجيش المصري وقيادته ولمصر، والتأكيد على انه لا أمن لغزة وحماس إلا من أمن وسيادة مصر، والتركيز على أن أمن مصر من الخطوط الحمراء الكبرى في سياسة حماس".
كما دعا المرشد بديع قيادة حماس "الاتفاق ولو مظهريا، وعدم الخوض في أي قضية خلافية في المؤتمر" مشيرا إلى أنه "سيدرس مع باقي أعضاء اللجنة (محمد مهدي والشيخ الغنوشي) التوافق على تشكيلة المكتب السياسي لحماس ولو بصورة مؤقتة للحيلولة دون انفجار الموقف، وتقبل ذلك حتى ولو شعر أي طرف بالظلم ، لأن الموقف أصبح لا يعني حماس وحدها، فنحن شركاء ومستهدفون مثلكم فاتركونا نفكر معا للخروج من هذا المأزق".
اجتماع مجلس الشورى .. وتركيز بديع على انهاء الانقسام
وقالت المصادر إن مشعل بدأ بعد ذلك اتصالاته مع المخابرات العامة حيث تم تحديد مكان وزمان اجتماع مجلس الشورى وأبلغت أسماء المشاركين فيه لتسهيل دخولهم إلى مصر.
وأضافت المصادر أن "الأسماء التي سلمها مشعل للمخابرات المصرية لم تحتو على أي اسم من قادة كتائب عز الدين القسام المقيمين في غزة".
وتابعت: "انعقد الاجتماع بمشاركة نحو 45 شخصا من أعضاء مجلس الشورى ومن معهم من قيادة الإخوان في مصر خاصة المرشد محمد بديع ووفد من خمسة أشخاص من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حيث كانت كلمة الافتتاح للمرشد بديع الذي تحدث عن استهداف المشروع الإسلامي في العالم وبالذات في المنطقة مطالبا كل الحريصين بضرورة وحدة الصف".
وقالت المصادر إن "بديع تحدث مطولا عن ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني والذهاب فورا للمصالحة لما لهذا الموضوع من أهمية استراتيجية لموقف مصر وموقف الدكتور محمد مرسي، مطالبا الجميع بمساعدة مصر بقدر ما يساعدوا أنفسهم في هذا الملف خاصة انه لا شرعية لحماس إلا من خلال الشرعية الفلسطينية، فحماس ليست كتنظيم القاعدة تتوزع في كل أنحاء العالم، بل هي حركة مقاومة وتحرر فلسطينية يقتصر نضالها داخل الأراضي الفلسطينية وبين شعبها".
وقال بديع: "بالقدر نفسه سنتساعد وإياكم، وبقدر ما نستطيع على تجاوز أزمتكم المالية، وهنا أجدد وأقول مرة أخرى: لن نقف ضدكم في تحالفاتكم وعلاقاتكم مع أي كان في سبيل قضيتكم"، في اشارة لدعم التيار الإيراني في حركة حماس.
وأكدت المصادر أن "الاجتماع كاد أن ينفجر عند الوصول إلى نقطة انتخاب رئيس مجلس الشورى عندما قام الدكتور محمود الزهار مرشحا خالد مشعل لرئاسة مجلس الشورى، حيث لاقى هذا الطرح استحسانا لدى عدد كبير من الحضور عبر عنه بصمت أو بابتسامات".
وأضافت المصادر: "هذا الطرح فهم منه أيضا أنه لا رئاسة جديدة لمشعل في المكتب السياسي، حيث توترت الأجواء وسخن النقاش، لكن الزهار أصر على طرحه قائلا: من حقي كعضو مجلس شورى أن أرشح من أريد، ومن حق مجلس الشورى أن يقبل أو يرفض" مشيرة إلى أنه "تم تجاوز هذه النقطة عندما تقدم محمد بديع كجهة مراقبة بنقطة نظام مطالبا الجميع بتجاوز هذه الإشكالية وتركها للجلسات اللاحقة، وهذا مكن من مواصلة الاجتماع دون انتخاب رئيس جديد لمجلس الشورى وطلب من الرئيس السابق تسيير أعمال الاجتماع كونه عضوا في مجلس الشورى الجديد، وأجلت قضية انتخاب رئيس مجلس الشورى".
كلمة مطولة لمشعل
وقدم مشعل بعد ذلك مداخلة مطولة استغرقت أكثر من ساعتين ونصف الساعة، كان يقاطع خلالها خاصة من قبل موسى أبو مرزوق داعما له مرة ومناقضا مرتين.
وقالت المصادر: "فهم من موقف أبو مرزوق المسؤول الأول عن ملف المصالحة أن الخلاف الصامت بينه وبين مشعل ظهر إلى العلن، خاصة أن أبو مرزوق كان ضد اتفاق الدوحة".
واضافت المصادر ان احاديث ترددت مفادها "ان الزهار هاجم اتفاق الدوحة فور إعلانه بطلب مباشر من أبو مرزوق الذي (أبو مرزوق) ومعه عدد كبير من حماس كانوا ضد إعطاء أي دور لقطر في عملية المصالحة، وهنا ظهر التناقض الواضح بين موقفي أبو مرزوق ومشعل" مشيرة إلى أن " حالة أبو مرزوق الوسطية انتهت واندفع بالاتجاه الآخر المعارض لمشعل".
وأكد مشعل خلال الاجتماع أن "المصالحة تحمي حماس وتفتح الطريق أمامها لتكون جزءا مهما من معادلة الصراع". واضاف مشعل: "ممكن أن نستفيد من المصالحة أكثر من غيرنا، فالمحيط العربي والإقليمي والدولي مهيأ الآن لقبولنا ضمن المصالحة، وأقصر الطرق لشرعنة حماس هو انجاز المصالحة".
ماذا قال عماد العلمي؟
وقالت المصادر إن "عماد العلمي رد على مشعل بمداخلة مطولة أكد فيها تأييده للمصالحة وعدم وجود بديل عنها، لكنه اشار إلى ان الانتخابات هي أهم بنود المصالحة وأساسها، وتساءل: هل حماس جاهزة إلى ذلك؟ ودعا مشعل للاجابة على هذا السؤال".
ووجه العلمي في مداخلته عدة تساؤلات قائلا: هل يعتقد الأخ خالد مشعل أن الانتخابات ستكون سهلة ومضمونة؟ أم يريدنا الأخ خالد مشعل أن تستخدم السلطة والمؤسسات الفلسطينية من أجل الغطاء فقط والوجود الشكلي؟!
واضاف العلمي: "إن مسألة الانتخابات الآن مرتبطة أكثر من أي وقت مضى بكل التغيرات الإقليمية الحاصلة في المنطقة ..أنا لا أعرف وليس عندي جواب.. هل من مصلحتنا اجراء الانتخابات الفلسطينية قبل الانتخابات المصرية! أم بعدها ! وأيضا ليس عندي إجابة، هل من الأفضل إجراء الانتخابات الآن أم بعد أن نعرف الى أين تسير الأمور في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، نحن على رمال متحركة .. فما يكون واقعيا اليوم ممكن أن يصبح خياليا غدا.. أنا أقدم كل هذه التساؤلات لأنه ليس عندي الإجابة المقنعة وعلى ما اعتقد فأي منا في هذه القاعة ليس عنده جواب!".
وتابع العلمي: "الأخ خالد مشعل بكل مبادراته السابقة وطروحاته كان ينطلق من أن قطار التغيير انطلق ونحن في مرحلة جني الثمار, لكن نحن الآن يجب ان نقر أن قطار التغيير توقف، وانه عاد إلى محطات سابقة، فكل بلد يكفيها ما عندها من مشاكل، فمصر ليست في عافية! وكذلك ليبيا وتونس, خطأ الحركة الإسلامية التي كانت بعيدة عن الحكم لم تكن تعرف طبيعة الحكم في تفاصيله ومعاناته، فإشكالات كل بلد بحاجة إلى جيوش وخبراء وعلماء لحلها.. فالإخوان المسلمين في مصر منغمسون جميعا فيما يحصل في بلدهم للدفاع عن تجربتهم، والاخوان التونسيون وبعد فترة بسيطة من حكمهم اضطروا لتقديم تنازلات كبيرة من أجل المحافظة على بقائهم، الأمور يا إخوة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض".
وقال العلمي: "انتم تعرفون موقفي من البداية.. أنا كنت ضد المشاركة في الانتخابات الفلسطينية وقلت لكم ان حركة المقاومة عندما تصل الى الحكم فان أول ضحاياها ستكون المقاومة ذاتها، فلا يمكن ان تكون مسؤولا عن شعب في كل حاجياته وان تكون مقاوما في نفس الوقت، يجب ان تحددوا هل نحن حزب حاكم أو حركة مقاومة ؟".
وحسب المصادر فان "العلمي أصر على انه لا يمكن بالمطلق الجمع بين الحكم والمقاومة, وان كانت تعابير اللغة تخدم الأخ أبو الوليد في المزاوجة بينهما.. أنا للأمانة ليس عندي موقف مسبق بخصوص ما يطرح .. لكن لا ارى فرقا بين ما يطرحه الأخ أبو الوليد والسيد محمود عباس.. السيد محمود عباس راهن على المجتمع الدولي والمفاوضات طيلة الفترة السابقة وجنينا صفرا، وان كانت بعض الانجازات الشكلية التي بولغ في تضخيمها، والآن الأخ أبو الوليد يتحدث عن موقعنا في المعادلة الدولية والقوى الإقليمية ودور حركة حماس وعن القوى الدولية والمؤتمرات والاجتماعات، فما الفرق؟".
وأضاف العلمي: "الأخ أبو الوليد تحدث عن دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وحق اللاجئين بالعودة وفق القرارات الدولية، منظمة التحرير سبقتنا الى ذلك بعقود .. والمحصلة صفر. ما هي القوى الدافعة الداعمة لدينا؟ وما هي القوى الخارقة لدينا الداعمة لنا؟ لن نجني غير الصفر الذي جناه عباس".
وختم العلمي مداخلته بالقول: "يجب ألا تكون مشاركتنا في الانتخابات تحصيل حاصل، ويجب ألا يكون نقاشنا منصبا فقط على التوقيت المناسب لاجراء الانتخابات، بالنسبة لنا يجب أن نعود إلى نقطة الصفر وندرس من جديد جدوى المشاركة في الانتخابات والدخول في السلطة، هذا الطرح ليس من المحرمات ويجب أن نناقشه بعمق، وكل موقف مرهون بزمانه ومكانه، وان طلبتم الآن تقييمي الصريح لمشاركتنا بالانتخابات والسلطة سابقا لقلت لكم أنا اعتقد ان وضعنا سيكون أفضل لو لم نشارك، يجب أن نطرح الآن مشاركتنا في الانتخابات أو عدمها على جدول أعمالنا، ولا تظنوا للحظة واحدة أن معي برنامجا آخر، أو أنني أعد لمشروع انقلابي.. أنا جئت لأفكر وإياكم بصوت مرتفع".
جلسات مفتوحة.. وتسوية
وقالت المصادر إن "الاجتماعات تواصلت في مصر بجلسات طويلة ومفتوحة دون أن يترك المجال للدخول في أي قضية بالتفصيل للوصول إلى حسم وان كانت الأجواء ليست في مصلحة خالد مشعل" مشيرة إلى أن "مشعل الذي كان في الماضي يتعفف عن الترشح لرئاسة المكتب السياسي لابتزاز الآخرين في مواقفهم ومواقعهم لأنه كان يشعر بالقوة والجبروت بفعل الربيع العربي ورهانه، أصبح الآن يجامل الجميع ويكسب ودهم، كما أن مشعل الذي كان يستند على جبروته وقوته ويشعر بأنه أكبر من رئاسة المكتب السياسي لحماس وأن محطته القادمة هي رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، أصبح الآن ضعيفا في حماس ومن يحميه فقط هو التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وتحالفاته الفلسطينية أصبحت صفرا، والقوى المتواجدة في الشتات التي كان يراهن على دعمها له للوصول إلى رئاسة المنظمة أصبحت الآن ضده، ومحور المقاومة (سوريا، وايران، وحزب الله) أصبح الآن ضده، وربيعه العربي سرعان ما تحول الى خريف".
وقالت المصادر: "اللافت في مداخلة مشعل أمام مجلس الشورى انه لم يتحدث عن انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وكل ما تحدث فيه هو موضوع انتخابات المجلس التشريعي ورئاسة السلطة، واللافت ايضا في مداخلة عماد العلمي انه ثمن موقف حركة الجهاد الاسلامي في مقاطعة انتخابات رئاسة السلطة والمجلس التشريعي والمشاركة في انتخابات المجلس الوطني (كلاهما خط إيراني)".
واضافت المصادر: "على هامش اجتماعات مجلس الشورى كانت تعقد لقاءات جانبية يقودها المرشد محمد بديع ووفد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مع كل مراكز القوى في حركة حماس للوصول الى الحد الأدنى للاتفاق، حتى لا يفشل الاجتماع ما يؤثر سلبا على مستقبل حركة حماس والاخوان المسلمين جميعا". وتابعت المصادر: "تمت الصفقات والتسويات بشكل مؤقت حتى اجتماع آخر لمجلس الشورى بظروف أفضل، حتى أن مشعل قاد اتجاها لانتخابات جديدة ومبكرة لهيئات حماس على أن تجرى في مدة لا تتجاوز الستة شهور، الا ان هذا الطرح لم يلق التجاوب الكبير".
وقالت المصادر: "بعد التشاور تم الاتفاق على تشكيلة المكتب السياسي والشيء الجديد في تركيبته التي تم التوافق عليها انه لم يتم اقصاء أي عضو من المكتب السياسي، لكن التوليفة الجديدة التي تم الاتفاق عليها هم أعضاء المكتب السياسي العاملون ويسمون القيادة التنفيذية لحركة حماس وهو مسمى جديد، وهناك أعضاء مكتب سياسي مراقبون يشاركون في كل أعمال المكتب السياسي، لكن غير مشاركين في القيادة التنفيذية" مشيرة إلى أن "تركيبة القيادة التنفيذية فيها نوع من التوازن وان كانت ليست في مصلحة مشعل".
وأكدت المصادر أن "هذه التسوية طرحت على جلسة أخيرة لاجتماع مجلس الشورى وتم تمريرها، لكن لم يجر التصويت عليها".
واضافت المصادر: "ما تم الاتفاق عليه في مجلس الشورى ان لا قيادة فردية بعد اليوم لحماس، ولا صلاحيات لرئيس المكتب السياسي دون الرجوع للقيادة التنفيذية للحركة، وعلى رئيس المكتب السياسي أخذ موافقة المكتب التنفيذي للحركة بغالبيته في أي قضية كانت" علما بأن مشعل انتخب رئيسا للمكتب السياسي، واسماعيل هنية نائبا أول له.
اعضاء مكتب تنفيذي حماس
وكشفت المصادر أن "أعضاء المكتب التنفيذي هم: خالد مشعل (قيادة الخارج)، وإسماعيل هنية (قيادة غزة)، وعماد العلمي (قيادة غزة)، وخليل الحية (قيادة غزة)، وروحي مشتهى (قيادة غزة)، ويحيى السنوار (قيادة غزة)، ونزار عوض الله (قيادة غزة)، وخمسة أعضاء من الضفة، وموسى أبو مرزوق (قيادة الخارج)، ومحمد نصر (قيادة الخارج)، وشخص يدعى أبو عمر حسن (قيادة الخارج)، والملقب (أبو عارف) ماهر يونس صلاح (قيادة الخارج)، بالإضافة إلى شخصيتين من الضفة والخارج لم يكشف عنهما".
انتهاء اجتماع مجلس الشورى.. ومطالبات من العلمي
وقالت المصادر: "في نهاية اجتماع مجلس الشورى اتفق على أن يعقد المكتب السياسي الجديد والقيادة التنفيذية دورة عمل جديدة في فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين من انتهاء عمل مجلس الشورى لتحديد أولويات حماس والانطلاق فيها" مشيرة إلى "عقد اجتماع موسع لأعضاء المكتب السياسي والقيادة التنفيذية الجديدة للحركة في الدوحة، لكن الأجواء كانت سيئة ولم يتم الاتفاق على شيء سوى تكليف موسى أبو مرزوق بملف المصالحة، وعلى أن يعقد المكتب السياسي والقيادة التنفيذية الجديدة اجتماعا آخر وبأسرع وقت يكون مكملا لهذا الاجتماع على أن تطرح فيه كل القضايا واتخاذ موقف حاسم منها".
وأوضحت المصادر ان "عماد العلمي وآخرين في المكتب السياسي والقيادة التنفيذية طلبوا الموافقة على استفتاء هيئات حماس القيادية الأخرى وأطرها القاعدية على جدوى المشاركة في الانتخابات والشكل الذي يفضلونه في حال المشاركة فيها".
وقالت المصادر: "تم الاتفاق أيضا على الشروع فورا بتأييد تشكيل حكومة فلسطينية جديدة برئاسة الرئيس محمود عباس على ألا يحدد موعد للانتخابات قبل اعطاء موقف نهائي من حماس بالمشاركة أو عدمها بعد وضوح موقفها".
واضافت المصادر "فور عودة أبو مرزوق وصالح العاروري للقاهرة قادمين من الدوحة، وهما مكلفان بمواصلة اللقاء مع الأجهزة الأمنية المصرية للسير بما تم الاتفاق عليه، فوجئا بعد أن وصلا أن من ضمن المطلوبين للتحقيق في الاستخبارات العسكرية المصرية والنيابة العسكرية اثنين من وزراء حكومة هنية هما: فتحي حماد وزير الداخلية، وأسامة المزيني وزير التربية والتعليم، وأنه على ضوء هذه المعلومات ابلغ هنية قادة المخابرات المصرية بطلب تأجيل التحقيق حتى إشعار آخر" مشيرة إلى أنه بعد ذلك "منعت المخابرات المصرية صالح العاروري من التوجه لقطاع غزة بعد أن كانت سمحت له قبل ذلك".
وقالت المصادر إنه "تم اطلاع قيادة الاخوان المسلمين في مصر خاصة المرشد على ما حصل في الدوحة، وابلغهم هنية انه لن يسمح باستجواب أي من وزرائه حتى لو كانوا شهودا".
واضافت المصادر: "طلبت حماس من المرشد معالجة هذا الموضوع مع الرئيس المصري بأقصى سرعة لما له من انعكاسات خطيرة على علاقتها مع مصر" مشيرة إلى أن "المرشد وعد بطرح الموضوع على مرسي، لكن في المقابل ابلغ حماس أننا سنكون محرجين ولن نكون قادرين على لملمة هذا الملف بشكل نهائي ويجب التفكير بشكل مشترك للخروج من هذا المأزق وبأقل الخسائر خصوصا أن هذا الملف سينفجر في وجهنا بالانتخابات القادمة".
ما يجري في حماس يوثق في طهران وبيروت
وقال المرشد بديع: "لأول مرة أقول لكم انكم في حماس مخترقون، فكل ما يجري عند كتائب القسام يوثق في طهران وبيروت (أي حزب الله)، وقد علمنا أن ايران أيضا أصبحت تسرب بعض المعلومات الى أجهزة الأمن المصرية من خلال قنوات مباشرة من داخل حماس وبعض الإعلاميين اللبنانيين والمصريين والعرب".
وأضاف المرشد: "للتخفيف مما يحصل وامتصاص ما قد يحصل بادر الرئيس مرسي بإرسال وفد مصري إلى إيران في محاولة لتحسين العلاقات ووقف الابتزاز، وأبلغ الوفد المصري ايران بأنها ستعيد سفيرها الى دمشق وانها ستعمل جاهدة على احياء اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بسوريا وستسير مصر وفق الرغبة الايرانية في أعمال هذه اللجنة التي ستضم (مصر، والسعودية، وايران، وتركيا)".
رسالة قطرية حادة الى مصر
وأوضحت المصادر أنه "فور زيارة الوفد المصري إلى إيران ابلغت قطر البنك المركزي المصري ان الودائع والضمانات التي اودعتها في مصر ستكون بفائدة 5% بعد أن كانت بلا فائدة، وهذا يندرج في اطار رسالة حادة من قطر لمصر في حال اقترابها من الملف السوري".
مشعل يطلب زيارة موسكو.. والزهار يطالبه بالخروج من قطر
وكشفت المصادر ان زيارة نائب وزير الخارجية الروسي إلى بيروت لم تشمل لقاء أي وفد من حماس رغم لقائه الفصائل الفلسطينية كافة والقوى والأحزاب اللبنانية، وأن خالد مشعل ومنذ أشهر يحاول زيارة موسكو، لكن الروس لم يحددوا لغاية الآن موعدا له.
كما كشفت المصادر أن "الزهار تقدم بطلب عاجل من المكتب السياسي بخروج خالد مشعل من قطر بعد أن ترأس رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم الوفد العربي الذي ذهب إلى واشنطن وأعلن من هناك عن تبادلية الأراضي".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها