نظمت الفصائل والقوى الاسلامية والوطنية الفلسطينية واللجان الشعبية والاتحادات والهيئات النقابية اعتصاماً جماهيرياً حاشداً أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الرئيسي- المدينة الرياضية، بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وحشود فلسطينية من مخيمات لبنان، مطالبين الأونروا بالتراجع عن تقليصها للخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان والنازحين من سوريا.

واعتبر في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل أنَّ قرار الأونروا جائراً بحق الشعب الفلسطيني، مساهمة فيه الدول المانحة التي تقاعست عن الوفاء بالتزاماتها، ومشاركة اسرائيل بمحاولة إنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين، وقرار التقليص يعني انهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين.

مؤكداً أنه إذا لم تتراجع الأونروا عن قراراتها في تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين فأنهم سيستمرون بالتحركات أمام مكاتب الأونروا في كافة المناطق.

ودعا فيصل الدول المانحة الوفاء بالتزامها  اتجاه الأونروا حتى تستطيع الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين والنازحين الفلسطينيين.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية حسن زيدان وجّه فيها ثلاث رسائل:

الرسالة الأولى إلى الأونروا جاء فيها: "إن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يتحمل وزر تقاعس الدول المانحة عن الوفاء بالتزاماتها".

الرسالة الثانية للدول المضيفة التي تلتقي اليوم في عمان: "عاجلوا إلى انتشال الأونروا من أزمتها فالأونروا شاهد حي على نكبتنا ولن نسمح أبداً بالغاء وجودنا الإنساني والسياسي. وللدولة المضيفة لبنان نقول اضغطوا على الأونروا والدول المانحة تحفظوا لشعبنا وتحفظوا بلدكم".

الرسالة الثالثة إلى مجلس الأمن: "لم يتجرأ مجلسه طوال 67 عاماً عن تقديم القرارت التي تدين اسرائيل وتعمل على اعادة اللاجئين إلى وطنهم،  وبدل أن تجتمع الدول المضيفة في عمان لتناقش تقليص الخدمات، كان الأجدر أن يجتمعوا لتنفيذ قراراتهم. اعملوا على انقاذ الأونروا نحن شعب لن يستكين وسنستمر في حراكنا حتى نبين للعالم حق هذا الشعب في حقوقه الانسانية، وحقه على الجميع أن يعملوا على إنهاء الاحتلال وعودته إلى فلسطين".

ثم تلا أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان نص المذكرة المقدمة إلى مدير عام الأونروا في لبنان ماتياس شمالي وجاء فيها:

حضرة مدير عام الأونروا في لبنان

السيد ماتياس شمالي المحترم

تحية طيبة وبعد٬

يسعدنا في الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وفي اللجان والإتحادات والهيئات الشعبية والنقابية الفلسطينية في لبنان ومعنا أبناء شعبنا في مخيمات لبنان وأهلنا النازحين من سوريا وأبناء مخيم نهر البارد المنكوب، أن نتقدم من حضرتكم بالتحية والتقدير وبالتهنئة لتوليكم منصب مدير عام  الأونروا في لبنان، متمنين من سعادتكم الإنحياز لهموم وقضايا شعبنا المحقة خصوصاً في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة عموماً ولبنان على وجه الخصوص، والتي ضاعفت الأعباء عليكم كمؤسسة وعلى شعبنا أيضاً المعذب منذ 67 عاماً بسبب النكبة التي حلت به جراء طرده عن أرضه وتشتيته في دول المنافي والإغتراب من قبل العدو الإسرائيلي الذي لا زال يرفض تطبيق قرارت الشرعية الدولية ذات الصلة والتي أكدت على حقوق شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بالعودة إلى أرضه التي طرد منها في العام 1948.

لقد تداعينا لمناقشة القرارات الأخيرة للمفوض العام لوكالة الأونروا السيد بيير كرينبول في مذكرته الموزعة بتاريخ 14 أيار 2015 والتي أعلن فيها عن إجراءات تقشفية ستتخذ في أقاليم عمل الأونروا الخمسة والتي تمس بشكل مباشر مختلف القضايا والمتطلبات والإحتياجات المعيشية والحياتية الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، مما سيفاقم معاناة أبناء شعبنا اللاجئين خاصةً هنا في لبنان وسيجعل من حياة أخوتنا النازحين من مخيمات سوريا أسوأ حالاً، والذين لا يستفيدون من أي تقديمات إغاثية أو إيوائية من أي جهة كانت محلية أو دولية باستثناء المبلغ الشهري الذي تقدمه لهم الأونروا والذي لا يفي بالحد الأدنى من الاحتياجات ومتطلبات العيش الكريم، وارتأينا بأن نخاطبكم بهذه المذكرة التي تتضمن أبرز القضايا والتوصيات التالية:-

  1. نرفض رفضاً قاطعاً ما تضمنته مذكرة المفوض العام الأونروا، ونحذر من الكوارث الإنسانية التي سيتعرض لها اللاجئين الفلسطينيين، خاصةً أهلنا النازحين من سوريا وكذلك أهلنا النازحين أبناء مخيم نهر البارد المنكوب، ونحمل الأونروا وإدارتها في لبنان المسؤولية المباشرة والكاملة عن تداعيات هذه القرارات وما سيترتب عليها.
  2. ندعو إدارة الأونروا في لبنان إلى عقد جلسات حوار مشتركة للبحث عن آليات ومخارج للأزمة الراهنة التي تتعرض لها الأونروا بما يحفظ لأهلنا في لبنان العيش بكرامة وإنسانية خاصة أهلنا النازحين من سوريا.
  3. القيام بحملة دولية لحشد التمويل المطلوب لإستكمال إعمار الرزم المتبقية من مخيم نهر البارد.
  4. توفير الأموال اللازمة للاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ الصحية والإغاثية لأبناء مخيم نهر البارد إلى أن تنتهي عملية الإعمار بشكل كامل.
  5. الإستمرار في تقديم بدلات الإيواء للفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع المعدل العام للإيجارات في لبنان، وتأمين خطة طوارئ صحية توفر لهم التغطية الكاملة للاستشفاء، وزيادة مبلغ الإغاثة الشهرية بما يضمن لهم عيش كريم.
  6. رفع نسبة مساهمة الأونروا في الإستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والاعصاب وتأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها.
  7. زيادة عدد العاملين في التنظيفات في المخيمات نظرا لزيادة حجم السكان من أجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الأصول الإنسانية.
  8. زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها الأونروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة.
  9. زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس الأنروا، بما لا يزيد عن 40 طالب في كل صف.
  10. توسيع الاختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين.
  11. رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في مؤسسة الأونروا، بما يلبي ويسهل إحتياجات ومتطلبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
  12. إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها الأونروا في التعاطي مع حالات  العسر الشديد، والعمل على إستيعاب كافة العائلات والأفراد أيضاً اللذين يعانون من الفقر الشديد.

إننا في الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان والإتحادات الشعبية والنقابية والأهلية الفلسطينية، نؤكد حرصنا الشديد على مؤسسة الأونروا والتمسك بها باعتبارها الشاهد الحي على الجريمة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق شعبنا، وأن إعتصاماتنا وكل أشكال الإحتجاج السلمي التي ننفذها أمام مقراتها ليست موجه ضد الأونروا وموظفيها، وإنما القصد منها دعم الأونروا وحثها على رفع الصوت بوجه المجتمع الدولي للإستمرار في تقديم الدعم المالي لها لتتمكن من القيام بمسؤولياتها وواجباتها في رعاية اللاجئين الفلسطينيين ريثما تتحقق عودتهم إلى أرضهم التي طردوا منها عام 1948.