شّيع مئات المقدسيين فجر اليوم جثمان الشهيد الفتى علي محمد أبو غنام 17 عاما، ووري جثمانه الثرى في مقبرة "جبل الزيتون" شرق أسوار القدس القديمة، بعد احتجازه لمدة يومين بحجة محاولته تنفيذ "عملية طعن لجنود الاحتلال على حاجز الزعيم شرق المدينة.

وتحدى المقدسيون شروط الاحتلال الذي حاول منعهم المشاركة في جنازة وتوديع الشهيد أبو غنام من خلال تحديد أعداد المشيعين ب70 شخصا فقط، وخرجوا بجنازته وحملوه على الأكتاف ورفعوا الاعلام والرايات وهتفوا للشهيد والقدس والأقصى.

وتعمدت سلطات الاحتلال تأخير تسليم جثمان الشهيد لعائلته، بحجة وجود الآلاف من المواطنين في محيط حاجز الزيتون"مكان التسليم" وفي شوارع القرية وفي المقبرة، وبعد اتصالات أجراها طاقم المحامين تم تسليم الجثمان عند حوالي الساعة 2:00 بعد منتصف الليل، ونقل من الحاجز العسكري بسيارة الإسعاف إلى حي "الحرودب"، ثم حمل على الأكتاف الى المسجد المحاذي لمقبرة "جبل الزيتون"، وتم توديعه والصلاة عليه في المسجد قبل أن يوارى جثمانه الثرى في المقبرة.

وبسبب القيود الإسرائيلية على تسليم الشهيد فقد تم تكفينه في سيارة الإسعاف، كما ودعته والدته وشقيقاته وجميع اقاربه في المسجد حيث منع نقل جثمانه الى المنزل.

وعلمت وكالة معا أن مواجهات عنيفة اندلعت في قرية الطور بالتزامن مع دفن الشهيد أبو غنام، وخلال ذلك القت القوات القنابل الغازية بكثافة في محيط وباتجاه المقبرة، واستمرت المواجهات حتى ساعات الفجر.

وأوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال تمركزت في شارع الطور الرئيسي والقت القنابل الغازية والصوتية والأعيرة المطاطية بكثافة في المنطقة، مما ادى الى اصابة العشرات بحالات اختناق شديدة.

وكانت قد رفضت المخابرات الاسرائيلية تسليم جثمان الشهيد أبو غنام مساء السبت بحجة تنفيذ "عملية دهس" لأربعة جنود إسرائيليين في الطور،  وخلال ساعات نهار أمس الأحد وافقت المخابرات الاسرائيلية على تسليم جثمان الشهيد ابو غنام، ما بين الساعة (12-1) بعد منتصف الليل  بمشاركة 70 شخصا فقط، كما اشترطت على الاهل وضع مبلغ قيمته 20 الف شيكل لضمان "الالتزام بالشروط التشيّع".