مع اقتراب الانتخابات البريطانية والمقرر عقدها في الشهر المقبل تظهر العديد من القضايا الهامة، من بينها الهجرة إلى أوروبا، ووضع المسلمين في بريطانيا، ولكن الأهم هي القضية الفلسطينية، حيث قال موقع "فيترانس توداي" البحثي إن بريطانيا بذلت جهودا شرسة في العراق وأفغانستان وليبيا، وهي الآن تبذل الجهود لزعزعة استقرار سوريا، وقد أحدثت فوضى في تلك البلدان، كما تسببت في صناعة البؤس البشري، مضيفا أن بريطانيا منذ أكثر من 100 عام تسببت في متاعب بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة وعد "بلفور" الذي منح اليهود أرض فلسطين دون استشارة العرب السكان الأصليين للأرض.
ويشير الموقع الأمريكي إلى أن هذا العام يصادف مرور مائة عام على اتفاق"مكماهون” والشريف حسين، في أكتوبر عام 1915، والذي كان سلسلة من الوعود للعرب لما قدموه من مساعدة في هزيمة تركيا حليفة ألمانيا، وكان هناك مؤشرات بأن الفلسطينيين سيمنحون الأرض بمجرد الانتهاء من الحرب.
ويوضح الموقع أنه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية البريطانية تطفو القضية الفلسطينية مجددا على السطح، مشيرا إلى أن هناك استطلاعات رأي توضح تقدم حزب العمال على المحافظين بفارق نقطتين مئويتين قبل أقل من أسبوعين على انتخابات السابع من مايو القادم.
وأوضح استطلاع مركز "يو جوف" لصالح صحيفة "ذي صن" البريطانية تقدم العمال بقيادة، “إد مليباند"، على المحافظين بنسبة 35% مقابل 33%، وجاء حزب الاستقلال اليميني في المركز الثالث بنسبة 13%، متقدما على حزب الديموقراطيين الأحرار، بقيادة نائب رئيس الوزراء، “نك كليج”، الذي حصل على 8%، قبل حزب الخضر الذي حل أخيرا بنسبة 6%.
وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار عدم حصول الحزبين الرئيسيين على الأغلبية المطلوبة في مجلس العموم "326 مقعدا من بين مقاعد المجلس البالغة 650 مقعدا".
ويلفت "يترانس توداي" إلى أنه في أكتوبر الماضي، أمر زعيم حزب العمال "إد ميلباند" نوابه في البرلمان لدعم حركة الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، ولكنه اليوم يتبنى نهجا مختلفا، ويقول:"ما قلناه في ذلك الوقت هو التصويت حول مبدأ الاعتراف، ولن ندخل اليوم في مضاربة حول هذا الموضوع، ولكننا لانزال ملتزمين بحل الدولتين الشاملتين".
ويوضح الموقع أن في نوفمبر الماضي، عرضت مجموعة أصدقاء فلسطين من حزب العمال رؤيتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية حال فوزهم في الانتخابات العامة وتحدث النواب في الحفل التكريمي الذي نظمه منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني عن عزم حزبهم تحقيق العدالة للفلسطينيين، وتعهدوا حال فوزهم بتحويل الاعتراف الرمزي من البرلمان بالدولة الفلسطينية إلى اعتراف رسمي، وأكد رئيس مجموعة أصدقاء فلسطين في حزب العمال، "غراهام موريس" ، أن 80% من حزبه صوتوا لصالح الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، إضافة لرئيس الحزب ووزراء الظل.
من جانبه، عدد النائب العمالي "ريتشارد بيردن" الفروق بين حزبه وحزب المحافظين الحاكم، مستشهدا بعدة أحداث تظهر خذلان المحافظين للفلسطينيين، وبدأ "بيردن" المقارنة بقرار حكومة المحافظين "المخجل" بالامتناع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، بينما حزب العمال كان موقفهم داعم للاعتراف الأممي، كما أن الحرب الأخيرة على غزة مثال آخر بحسب النائب العمالي، حيث امتنعت حكومة "ديفد كاميرون" عن إدانة إسرائيل بينما دان رئيس حزب العمال "إد ميليباند" هذا العدوان، وتابع أن تبني قيادة العمال للاعتراف البرلماني الأخير أبرز مثال على دعمهم ومساندتهم للحقوق الفلسطينية، وأكد أنه إذا وصل حزبه للحكم فسيكون هناك تغيير يدفع مفاوضات السلام للوصول لحل الدولتين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها