أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ان قضية الاسرى على رأس أولوياتنا، وان إطلاق سراح الستة آلاف أسيرةٍ وأسير وتبييض السجون، سيكون المقدمة لأي اتفاقٍ يمكن أن نصل إليه مع الجانب الإسرائيلي.
وقال سيادته في كلمة وجهها عبر تلفزيون فلسطين مساء امس الخميس، الى ابناء شعبنا في الوطن والشتات لمناسبة يوم الاسير الفلسطيني الذي يصادف الـ17 من نيسان من كل عام: لقد طالبنا ونطالب اليوم مجدداً الحكومات والمؤسسات الدولية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه قضية أسرانا بتوفير الحماية القانونية والإنسانية لهم.
واضاف 'إن انتهاكات إسرائيل لحقوق الأسرى معروفةٌ ومسجلةٌ وموثقةٌ لدى منظمات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، وستكون هذه القضية بلا شك إحدى القضايا التي سنرفعها أمام محكمة الجنايات الدولية'.
وقال سيادته 'لقد آن الأوان لأصحاب القرار في إسرائيل إدراك أن السجون والمعتقلات والاستيطان ومصادرة الأراضي واحتجاز أموالنا من عائدات الضرائب، لن تقود إلا إلى مزيدٍ من التطرف، وستبعدنا أكثر فأكثر عما ينبغي أن نسعى إليه، وهو السلام العادل الذي يقوم على إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وممارسة شعبنا لحق العودة حسب قرار الأمم المتحدة 194 ومبادرة السلام العربية.
واضاف الرئيس 'إن يدنا لا زالت ممدودةً للسلام، السلام بين جيرانٍ لا يملي فيه طرف على الطرف الآخر، ولا ينتقص من سيادته وحقوقه، فبهذا وبهذا فقط يتحقق الأمن والسلام والاستقرار'.
وقال سيادته 'نتابع وقلوبنا تعتصر ألماً معاناة إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وخصوصاً في مخيم اليرموك، الذين أبت أيادي الشر إلا أن تزجهم في صراعٍ طالبنا منذ البداية بأن يكونوا على الحياد فيه، ونحن نسعى بكل الوسائل ومع مختلف الأطراف لتخفيف حجم معاناتهم، مؤكدين مرةً أخرى إدانتنا لمن زجوا مخيماتنا بهذا الصراع ونطالبهم بأن يخرجوا من المخيم ويتركوا أهله الضيوف المؤقتين في سوريا لحين عودتهم إلى وطنهم فلسطين'.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة الأحباء..
أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي البغيض.. عائلات وأحباء مشاعل الحرية والتضحية والفداء..
أيها الفلسطينيون في الوطن والشتات..
نحيي اليوم ومعنا وإلى جانبنا متضامنون في مختلف أرجاء العالم هذه المناسبة الهامة، يوم الأسير الفلسطيني، للتذكير بقضيةٍ هي شغلنا الشاغل في كل يوم وفي كل مناسبة، قضية معاناة أسرانا الذين يتعرضون لمختلف أنواع التعذيب والامتهان لكرامتهم الإنسانية على يد سلطات الاحتلال، التي تنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأسرى.
في هذا اليوم نستذكر آلافـاً من الشهداء، من الأسيرات والأسرى الذين أبقوا قضية شعبهم حيةً ومهدوا الطريق أمام حرية واستقلال وعزة شعبهم. فتحيةً لأرواح الشهداء وتحية إلى الصامدين خلف القضبان.
أيتها الأخوات.. أيها الإخوة..
لم يبخل شعبنا الفلسطيني بتقديم التضحيات منذ أن لاحت مؤامرة احتلال واستيطان وطنه، فأُعدم وسُجن أثناء الانتداب البريطاني العشرات والمئات، كما أمعنت إسرائيل بعد قيامها بالقتل والاعتقال، فعدد من زُج بهم في السجون منذ عام 1967 وحتى اليوم أكثر من ثمانمائة وخمسة آلاف مواطنةٍ ومواطنٍ بينهم أطفالٌ ونساءٌ ومرضى وقادةٌ سياسيون، وأعضاء منتخبون في المجلس التشريعي ونقابيون وأدباء وفنانون وصحفيون، أي من مختلف الشرائح والفئات، وبموجب تهمٍ لا سنداً قانونياً لها، فاعتقال الأطفال القُصَّر أسلوبٌ تخصصت به الحكومات الإسرائيلية، فالعام الماضي وحده شهد اعتقال أكثر من ألف طفل، تماماً كما تخصصت تلك الحكومات بالاعتقال الإداري وكان آخرها اعتقال عضو المجلس التشريعي الأخت خالدة جرار.
إن انتهاكات إسرائيل لحقوق الأسرى معروفةٌ ومسجلةٌ وموثقةٌ لدى منظمات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، وستكون هذه القضية بلا شك إحدى القضايا التي سنرفعها أمام محكمة الجنايات الدولية.
أخواتي.. إخوتي الصامدون..
يا من ترفعون رؤوسكم في وجه سجانيكم..
أقول لكم ولإخوتي ورفاقي مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وفؤاد الشوبكي وكريم يونس، وجميع الأسرى والأسيرات من جميع الفصائل الفلسطينية، وأؤكد لكم جميعاً بأن قضيتكم على رأس أولوياتنا، فإطلاق سراح الستة آلاف أسيرةٍ وأسير وتبييض السجون، سيكون المقدمة لأي اتفاقٍ يمكن أن نصل إليه مع الجانب الإسرائيلي، ودون أن يعني ذلك بأننا لا نسعى اليوم كما سعينا بالأمس، لأن ينال أسرانا حقهم المشروع في الحرية والعودة إلى أحضان أهلهم وذويهم وشعبهم.
لقد طالبنا ونطالب اليوم مجدداً الحكومات والمؤسسات الدولية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه قضية أسرانا بتوفير الحماية القانونية والإنسانية لهم، فعدد من استشهد من الأسرى تحت التعذيب أو جراء الإهمال الطبي أو القتل العمد بلغ مئتين وستة أسرى، كان آخرهم الشهيد الشاب جعفر عوض، الذي توفي نتيجة مرضٍ أصيب به أثناء أَسره، ستبقى ذكراهم حيةً خالدةً في ضمير ووجدان شعبنا.. فلروحهم ولروح كل الشهداء الرحمة وجنات الخلد إن شاء الله.
الأخوات والإخوة..
لم ولن تذهب تضحيات الشهداء والأسرى هدراً، فلولا هذه التضحيات ما استطعنا أن ننتشل قضيتنا من غياهب النسيان، ففلسطين اليوم دولةٌ في الأمم المتحدة تعترف بها مئة وخمسٌ وثلاثون دولة، وهي عضو في العشرات من المنظمات والمعاهدات الدولية.
لقد آن الأوان لأصحاب القرار في إسرائيل إدراك أن السجون والمعتقلات والاستيطان ومصادرة الأراضي واحتجاز أموالنا من عائدات الضرائب، لن تقود إلا إلى مزيدٍ من التطرف، وستبعدنا أكثر فأكثر عما ينبغي أن نسعى إليه، وهو السلام العادل الذي يقوم على إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وممارسة شعبنا لحق العودة حسب قرار الأمم المتحدة 194 ومبادرة السلام العربية.
إن يدنا لا زالت ممدودةً للسلام، السلام بين جيرانٍ لا يملي فيه طرف على الطرف الآخر، ولا ينتقص من سيادته وحقوقه، فبهذا وبهذا فقط يتحقق الأمن والسلام والاستقرار.
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم..
نتابع وقلوبنا تعتصر ألماً معاناة إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وخاصة في مخيم اليرموك، الذين أبت أيادي الشر إلا أن تزجهم في صراعٍ طالبنا منذ البداية بأن يكونوا على الحياد فيه، ونحن نسعى بكل الوسائل ومع مختلف الأطراف لتخفيف حجم معاناتهم، مؤكدين مرةً أخرى إدانتنا لمن زجوا مخيماتنا بهذا الصراع ونطالبهم بأن يخرجوا من المخيم ويتركوا أهله الضيوف المؤقتين في سوريا لحين عودتهم إلى وطنهم فلسطين.
قلوبنا وعقولنا مع معاناتكم أيها الأحبة داخل المخيم، ومعكم يا من هٌجِّرتم منه، وسنواصل بذل ما بدأناه من جهودٍ لتخفيف ما نستطيعه من المصاعب التي تواجهونها، وشعبكم هنا في الأرض المحتلة معكم وإلى جانبكم، تماماً كما كنتم دائماً معه وإلى جانبه، فالألم الفلسطيني واحد والدم واحد والمصير واحد.
أيتها الأخوات والإخوة..
تمر علينا هذه الأيام ذكرى استشهاد الأخ القائد خليل الوزير أبو جهاد، أول الرصاص وأول الحجارة، فنحيي ذكراه ومسيرته مجددين العهد له ولكل الشهداء وفي الطليعة قائد ومفجر ثورتنا الشهيد الأخ أبو عمار، بأن مسيرتنا مستمرة ومتواصلة حتى تتحقق الأهداف التي من أجلها ضحوا بأرواحهم، فلا وطن إلا فلسطين، ولا عاصمة إلا القدس زهرة المدائن، بوابة الأرض نحو السماء، المدينة التي نحيّي صمود وثبات أبنائها في مواجهة السياسات العنصرية، المدافعين عن المقدسات وخاصة ما يتهدد المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة.
أخيراً أقول لأسيراتنا وأسرانا البواسل الأعزاء..
إن قلوبنا وعقولنا وضمائرنا معكم، وإننا ماضون في عملنا من أجل حريتكم وحرية وطننا وشعبنا، واستقلالنا، باذلين الجهد المخلص لتحقيق ما طالبتم وتطالبون به، ويطالب الشعب كل الشعب به، وهو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وستواصل حكومة التوافق الوطني العمل رغم كل ما يُوضع أمامها من معيقات، من أجل تخفيف المعاناة عن أهلنا في قطاع غزة الحبيب، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية لكم.. أسرانا البواسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها