دعت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية والدول المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى الاضطلاع بمسؤوليتها والتدخل الفوري للضغط على إسرائيل لوقف جرائمها اليومية المتواصلة التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
وشددت الجامعة العربية، في بيان أصدره 'قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة'، في ذكرى مذبحة دير ياسين، على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بغية تحقيق الحل العادل القائم على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام.
وجددت رفض السياسة العنصرية والأسلوب الإرهابي الذي ما يزال السمة السائدة لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في التعامل مع الشعب الفلسطيني في كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، مطالبة بضرورة وجود تحرك وتدخل دولي واضح يمنع هذه السياسة، ويؤسس لحل الدولتين وفق القوانين والقرارات الدولية.
وأكدت الجامعة العربية أهمية تفعيل مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 التي تضع حلا شاملا ومتكاملا لأزمة الصراع العربي- الإسرائيلي القائم على العدل والتكافؤ وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقالت الجامعة العربية في بيانها، 'مرت على مذبحة دير ياسين التي نفذتها عصابات إرهابية يهودية مسلحة في هذه القرية أكثر من ستة عقود، واجتيحت وأغلقت، وتم منع المؤسسات الدولية من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع، كما تم منع مندوب الصليب الأحمر الدولي من دخول قرية دير ياسين إبان الأحداث، وأدت هذه المجزرة لاستشهاد 250 مواطنا من الشيوخ، والنساء، والأطفال، وأصيب أكثر من 300 آخرين'.
وأضافت أن 'هذه الجرائم وغيرها ارتكبت تنفيذا لسياسة واضحة تهدف إلى ترويع الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، وأدت هذه المذابح إلى تهجير ما يقارب من 750 ألف فلسطيني بعد تدمير 524 قرية فلسطينية والاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم ومصانعهم وأراضيهم وأموالهم'.
وأوضحت الجامعة أن 'هذه السياسة كانت ترمي وما تزال إلى الاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية دون سكانها، وبدأت ملامح هذا المخطط تظهر في التهويد الممنهج بمدينة القدس وتهجير سكانها المقدسيين، وتغيير معالمها وطابعها الجغرافي، وكذلك مواصلة الاستيطان المستشري في الضفة الغربية'.
وأشارت الجامعة العربية، إلى 'أن القيادة الإسرائيلية أكدت بشكل جلي أن التخطيط لهذه الجريمة النكراء وتنفيذها استهدف تفكيك الكيان الفلسطيني وقيام دولة إسرائيل، وهو ما ذكره بن غوريون في مذكراته: لولا مذبحة دير ياسين ما قامت إسرائيل'.
وقالت 'إن التاريخ سيذكر على مر الزمان هذه المذبحة التي كانت الشرارة الأولى للإرهاب الذي بدأ في فلسطين، والذي ما زال منتهجا ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان وبداية لسلسلة من الجرائم'.
وحذرت الجامعة العربية إسرائيل من 'مواصلة سياساتها العدوانية ومنهجها التوسعي العنصري الذي يضرب بعرض الحائط كافة قرارات الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وسعيها لفرض سياسة الأمر الواقع التي تنسف أي جهود لتحقيق سلام شامل وعادل، وتدمر أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة ذات السيادة والقابلة للحياة'.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها