لا يوجد عربي يعتز بعروبته يختلف على أن طرح فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة حلم يتمناه الجميع منذ القدم، ولكن من البديهي عند التحدث عن ذلك لا بد من طرح أسئلة حول الأفق السياسي الذي تتحرك تحته قوة السلاح، وما الأوليات والمناطق التي قد تكون أخطر على الأمن القومي العربي ومصادر التهديد؟.. هل ستكون موجهة في يومًا ما  ضد إسرائيل ؟.

إسرائيل ليست متخوفة من القوة العربية

من خلال متابعة ورصد الصحافة الإسرائيلية عن إنشاء القوة العربية المشتركة، من البديهي أن تكون هناك تخوفات كثيرة من إنشاء هذه القوة على خلفية إن الكيان يحتل أرضًا عربية وينتهك يوميًا مقدساتنا، ولكن مقالات الصحف الصهيونية عبرت عن حالة ارتياح وأن هذه القوة لا تمثل أي ضغط سياسي أو استراتيجي علي الكيان المحتل، فكتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان "كيف سيكون شكل القوة العربية المشتركة؟"، فقالت إن مصر ستساهم في هذه القوة بوحدات عسكرية، بينما ستقدم السعودية الدعم المالي، والهدف سيكون مواجهة التأثير والنفوذ الإيراني في الخليج، ومحاربة داعش والقاعدة.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم عدم وضوح البنود الأساسية للاتفاق، إلا أنه يكشف عن إصرار المملكة العربية السعودية ومصر وحلفائهما على التدخل بقوة في مناطق ساخنة بالشرق الأوسط، في الأماكن التي يتواجد بها متطرفون أو ضد القوة الإيرانية المتوسعة في المنطقة.

ما عزز هذه التقارير تداول صحف عربية تصريحات لنبيل العربي على هامش القمة عند سؤاله إن كان يمكن للقوة أن تتدخل في فلسطين أو سوريا أو غيرهما، إذ نفى أن يكون هذا الهدف منها.

ما أهداف القوة العربية ؟

ويقول مراقبون أنه حتى الآن يكتنف الغموض حول الأهداف الحقيقية للقوة العربية المشتركة وكذلك آليات عملها وتشكيلها، إلا أن المعلومات تشير إلى أن دول الخليج العربي الرئيسية تدعم مشروع القوة العربية المشتركة ليكون هدفها طهران، على خلفية ما يتردد عن تمدد النفوذ الإيراني، بينما هناك أطراف أخرى لا تعنيها الحرب المذهبية الخطيرة فإن الأولوية لها هي الحرب على الإرهاب وتنظيماته التكفيرية، فى الوقت نفسه لا يوجد تعريف متفق عليه بين الدول العربية على مصطلح الإرهاب، وبعض الدول المرشحة للانضمام إلى القوة المشتركة تتهمها أخرى بدعم هذه الجماعات الإرهابية، بينما ترفض دول عربية أخرى إنشائها خوفًا من أن تكون هدفها مذهبي على خلفية أنها تربطها علاقات وطيدة مع طهران.

تحفظ العراق وتوافق بين دولتين على إنشاء القوة 

وفيما تتحفظ العراق لضرورة إجراء "حوار مسبق" قبل إنشاء القوة العربية، لفت النص إلى "تكليف الأمين العام وبالتنسيق مع رئاسة القمة بدعوة فريق رفيع المستوى تحت إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة بالدول الأعضاء للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كل جوانب الموضوع واقتراح الإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة"

يقول وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحفي في ختام القمة إن "هناك إرادة سياسية وعزماً لدى عدد من الدول لإنشاء هذه القوة، وهذا يكفي لأن الإنشاء هو إنشاء اختياري وليس بوضع إطار عام وجامع لكل الدول العربية"، وأضاف إن هناك دولتين على الأقل عازمتان على الشروع في إنشاء القوة.

لا توجد قوات برية في المرحلة الأولى

وقالت مصادر  مطلعة إن "القوة العربية المشتركة لن تشمل قوات برية في المرحلة الأولى تجنباً للدخول في تعقيدات بعيده عنها، مشيرة إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري يقوم بجولات خارجية لبحث التحفظات غير المعلنة من عدة دول مثل المغرب والجزائر" التي تتخوف حسب ووسائل الإعلام الجزائرية من الزج بالقوة العربية المشتركة في أزمات ليس منها فائدة سوى تصفية حسابات سياسية، إلا أن  مصر تفضل الإسراع بتأسيس القوة العربية المشتركة، في مقابل تأجيل النقاط الخلافية إلى وقت لاحق.